فى مصر الآن إشارات لا تخطئها العين بجدية الذهاب إلى مرحلة جديدة تنتصر فيها روح الرغبة فى العمل بحثا عن غد أفضل نصنعه بأيدينا وليس بالأمل والتمنى فقط. فى مصر شعور لا يمكن إنكاره بشأن المصاعب الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن حزمة القرارات الجريئة لإصلاح المسار ولكن ثمة إحساسا موازيا بدأ يتنامى باتجاه تعميق قدرة التحمل تحت مظلة عقد جديد لتقاسم المسئولية مع الدولة والمشاركة فى تحمل تبعاتها، باعتبار أن الوطن ملك لنا جميعا وأنه ليس هناك ما يحول دون إجراء المراجعة وإحداث التصحيح فى مسيرة العمل الوطنى مرحلة بعد مرحلة وحقبة بعد حقبة حتى نستطيع فى أقصر زمن ممكن أن نعوض كل ما فات وأن تطل أبصارنا بكل الثقة واليقين على ما هو آت! فى مصر الآن إصرار من جانب الدولة على إعادة الاعتبار للعلم والعلماء وإعادة منظومة البحث العلمى إلى حظيرة الحياة المصرية كمشروع إنسانى يحوى فى باطنه اليقين وعدم اليقين والمرونة والذاتية والاعتماد على القدرة الإبداعية حتى يستعيد العلماء مكانهم الملائم فى المجتمع ويستعيد الوطن من عصارة أفكارهم. ويعزز من صحة ومصداقية هذا الاتجاه الذى يحظى برعاية شخصية من الرئيس السيسى أن المعلومات المتوافرة تؤكد أن مصر تمتلك ثروة من العلماء الموهوبين الذين يحتاجون إلى المناخ الملائم لإجراء بحوثهم والمساحة الكافية لإبداء آرائهم فى كل ما يتعلق بالشأن العام ضمن دوائر اختصاصهم. فى مصر الآن إصرار واضح على ارتداء ثياب الجدية من أجل «لا» صريحة ومدوية ضد الهزل والجدل والتضليل ورفضا قاطعا لثقافة تسطيح الأمور والاستخفاف بعقول الجماهير. نعم نحن فى ضائقة ولكن لدينا فرصة ذهبية للخروج من خنادق الألم إلى آفاق الأمل فى منظور قريب بإذن الله وما أكثر إشارات الأمل التى تحتاج إلى أفكار ومبادرات حسبما أشار الرئيس السيسى فى مؤتمر التعداد السكانى الذى وردت به أرقام قد تبدو مزعجة، لكنها قابلة للإصلاح وليست عصية على المواجهة! خير الكلام: عندما تثقل أحمالك أسرع بخطاك ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله