هناك رسالة مسموعة وواضحة بعث بها الشعب المصرى يوم الجمعة الماضى عندما تجاهل دعوات الفتنة والتحريض ولم يخضع لضغوط غلاء الأسعار وتذبذب الدولار وانتصر لاستقرار الوطن وتجنيبه مخاطر الفوضى وهذه الرسالة تعنى إتاحة الفرصة مجددا للحكومة لكى تأخذ على عاتقها مهمة الإسراع بإصدار المزيد والمزيد من قوانين وإجراءات الحماية الاجتماعية والاقتصادية للغلابة والشرفاء. قالها شعب مصر يوم 11-11 : «اسمعى يا حكومة نحن مستعدون لمزيد من الصبر ومزيد من التحمل بشرط أن نلمس عدلا فى توزيع الأعباء بحيث يتحمل القادرون النصيب الأكبر من فاتورة الإصلاح. مازال شعب مصر لديه مزيج من الثقة والأمل فى قدرة الحكومة على صياغة سياسات اقتصادية واجتماعية ناهضة لتوظيف الإمكانات المادية والبشرية المتاحة تحت رايات الانضباط والجدية ووضوح اللوائح فى مختلف دواوين العمل الحكومية خصوصا ذات الصلة المباشرة باحتياجات الناس ومصالحهم! إن المسألة أكبر وأخطر من محاولة اختصارها فى ضخامة العجز المالى لأن كثيرا من جوانب الخلل والقصور التى يعانيها منها الناس ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بشماعة الموارد والاعتمادات المالية.. ثم إن الشعوب لا تمنح الثقة والفرص لحكوماتها لكى تسمع منها حججا وأعذارا وإنما لتجنى من سياستها الرشيدة إنجازات ملموسة تعكس القدرة على تخطى العقبات والمصاعب بأفكار وحلول تخاصم العجز وتنتصر للإصرار على قهر المصاعب والتحديات فى حدود الإمكانات المتاحة! إن الشعب الذى أجهض مخططات الفتنة والتحريض باتجاه الفوضى تحت لافتة مزيفة اسمها «ثورة الغلابة» مازال عنده أمل فى قدرة الحكومة على صياغة حلول جذرية تزيح الهموم الراهنة وتفتح نوافذ الأمل فى غد مشرق... ولأننى أعرف أن المهمة بالغة الصعوبة ولكنها ليست مستحيلة أقول وبصدق «كان الله فى عون الحكومة»! خير الكلام: الأزمات كلها مصاعب ولكن حسنتها الوحيدة أنها توقظ فى العقل غريزة «الإبداع»! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله