أعتقد أنه قد آن الأوان لكي نوقف كل مظاهر اللغط السياسي والإعلامي الذي ترتفع نبرته وتتدني ألفاظه في معظم البرامج الحوارية. إن بعض هذا اللغط قد يكون به جانب من الصحة لكنه للأسف الشديد يفتقر إلي الأدلة والبراهين ومن ثم يؤدي إلي وقوع المشاهدين والمستمعين في حالة من الحيرة والبلبلة والعجز عن فهم ما يجري لدي الرأي العام وبذلك نقع في المحظور ونجاري دون أن ندري ما تفعله قنوات الفتنة والتحريض التي يديرها حلف الكراهية من الدوحة واسطنبول. إن أكثر ما يغيب عن المشهد الراهن أنه إذا كانت الحرية تعني حق إبداء الرأي فإنها في ذات الوقت لا تعني حق استباحة توجيه الاتهامات بغير دليل أو الادعاء دون قرينة... وأي مجتمع يسمح بضياع الخط الفاصل بين الحرية والفوضي هو مجتمع يحكم علي نفسه مسبقا بالشقاق والصراع واستهلاك الجهد والوقت بعيدا عن القضايا والتحديات الأساسية. وفيما يبدو فإن الذين يصرون علي تغييب المنهجية اللازمة لأصول وقواعد لغة الحوار يفعلون ذلك عمدا حتي تسود الفوضي الكلامية التي تتغلب فيها لغة الحناجر علي لغة العقول وتصبح مفردات الجدل والعناد هي المفردات السائدة لكي يختلط الحابل بالنابل وتتشتت الاتجاهات والمصالح وتشتعل نيران الصراعات والمكايدات. ولم أكن في هذه السطور متجنيا علي الحقيقة ولكنني فقط أردت أن أعلن بكل الوضوح عن حاجتنا إلي وقفة موضوعية مبكرة للوقاية بدلا من الانتظار ثم الاضطرار لجراحات مؤلمة مثل غيرنا ممن ارتضوا أن يكونوا مثل النعام وأن يخفوا رؤوسهم في الرمال بحجة الحرص علي مداراة العيوب وإخفاء المثالب! مصر تحتاج في هذه المرحلة إلي إعلام مضىء ينير الطريق أمام شعبها لأنها لم تعد تحتمل لعبة تكسير وتحطيم الفوانيس التي كلفتنا الكثير فى سنوات الفوضي العجاف! خير الكلام: قطيعة الجاهل توازي مصادقة العاقل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;