بدأت تفاصيل ما حدث في تأشيرات الحج في مجلس الشعب تتضح معالمها فيما تم من صفقات حتى أن السادة النواب تبادلوا بيع هذه التأشيرات داخل أروقة المجلس .. والقضية أخذت شكلا يسىء للمجلس كله وأنا على يقين أن رئيس المجلس د.على عبدالعال لن يتركها تمر دون اتخاذ الإجراءات المناسبة مع الأعضاء الذين تاجروا فيها .. إنها ظاهرة قديمة وثار حولها جدل كبير حين تكشفت جوانبها في مجالس سابقة وكنا نتصور أن الزمان لا يرجع للوراء وان ما حدث في الماضى لن يتكرر ولكن الواضح أن المرض مازال يسرى فينا وان مبيعات التأشيرات بلغت الملايين عند بعض الأعضاء .. إن من حق الشعب أن يعرف بكل الشفافية نتائج التحقيقات التى يجريها المجلس مع الأعضاء المتورطين في هذه القضية لأنها أولاً إساءة للمجلس وهى أيضا إساءة للشعب كما إنها خطأ دينى أن يتاجر البعض في فريضة من الفرائض الدينية المقدسة .. لقد كنا نظن اننا تخلصنا من هذا المرض السخيف وأن المجلس الجديد جاء بأسماء جديدة واعية وان أخطاء المجالس السابقة لن تتكرر ولكن ما نشر من الأعداد والأرقام وأسعار التأشيرات يؤكد أن العملية كبرت وإنها أصبحت تمثل مصالح لمن تاجر فيها داخل المجلس أو خارجه .. إن سمعة أعضاء مجلس الشعب تمثل قيمة وأهمية خاصة داخل مصر وخارجها لأن سمعة المجلس من سمعة الوطن الذى يحمل اسمه .. لقد عادت بنا الذاكرة إلى نواب سميحة وبيع التأشيرات ونواب القروض وكلها صفحات سوداء في تاريخ مجالس سابقة ونرجو من المجلس الجديد أن يتخلص من كل الشوائب التى يمكن أن تسىء إليه وإلى أعضائه وإلى مصر كلها .. قضية بيع تأشيرات الحج ليست صفقة عقارية أو سمسرة أو عمولات أو قطعة ارض إنها تحمل أبعادا دينية وأخلاقية وفيها اطراف خارجية وإذا كانت الدولة تحارب الفساد في مؤسساتها فإن واجب المجلس ورئيسه أن يكون حاسما ضد كل من يسىء إلى سمعته وتاريخه .. ننتظر بيانا واضحا وصريحا من د.على عبد العال حول هذه القضية. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة