لم يكن غريبا ان تقف د. نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب وتقول ان هناك حالة استياء لدى المصريين في الخارج من برامج التليفزيون المصرى لأنها تسئ لنا..لم تكن المناسبة الوحيدة التى سمعنا فيها هذا الكلام لقد سمعناه عندما حدثت كارثة الجزائر وتطاول الاعلام المصرى على الشعب الجزائرى بسبب مباراة في كرة القدم ولولا عمق العلاقات بين الشعبين لكانت كارثة..وسمعنا هذا الكلام عندما تطاول البعض على الشعب المغربى وكان الإعتذار ايضا..ثم حدثت إساءات اخرى لشعوب عربية وكان آخرها ان يسخر احد البرامج الفكاهية من دماء الشعب السورى في حلب..كوارث إعلامية يقع فيها إعلام مصر كل ليلة حيث لا حساب ولا عقاب ولا مساءلة..وجوه تتصدر الشاشات تقول اى كلام وتشوه علاقات تاريخية ومشاعر امتدت عشرات السنين..وأصبح من السهل لأى شخص ان يتكلم ويسخر ويهاجم وينتقد بلا اى إحساس بالمسئولية..وقد دخل الهجوم مناطق لا ينبغى الاقتراب منها خاصة ما يتعلق بأفكار الآخرين أو قناعاتهم الفكرية والدينية..كانت الأفلام المصرية القديمة سببا في توتر العلاقات بين مصر والسودان فترات طويلة بسبب البواب الأسود والسفرجى وهما ضرورتان في كل افلامنا القديمة وكان ذلك سخفا ما بعده سخف..والغريب اننا لم نتخلص بعد من نوبات الجهل والسطحية التى يقع فيه الإعلام المصرى بما يسئ لنا امام الآخرين لم يكتف الإعلام المصرى بما يقدمه من مسلسلات هابطة وافلام للمقاولات وشتائم لا تليق وغناء مشوه وحوارات مريضة ولكنه لم يجد امامه غير آلام شعوب تموت لكى يسخر منها او يضحك عليها..ان هذا في الحقيقة قمة الفشل والانحدار ان نجد هذه المنافسة بين الفضائيات المصرية من يكون اكثر انحطاطا ومن يكون اكثر إسفافا.. وتدفع الملايين لأشخاص يدمرون سمعة وطن ويستبيحون قدسية تاريخ وثقافة..هل يعقل ان يخرج على الشاشة اى إنسان منفلت في الفكر والسلوك ويدمر علاقات تاريخية صنعتها افكار وعقول وحكماء وساسة مازلت اطالب بمراجعات داخلية في فضائيات مصر لكل ما يقدم فقد اصبح الإعلام المصرى نقطة سوداء في حياة المصريين في الداخل والخارج. [email protected]