لا أعلم من أين أبدا.. فهل أبدأ بفتوى الفقيه الأزهري بمعاشرة الزوجةالمتوفاة؟ أم أبدأ بهاتيك الفاضلة الأزهرية التي تتحدث عن معاشرة البهائم؟ أم هذا الشيخ الجليل الذي يظهر على الفضائيات ويحلل استعباد النساء وفعل ما يحلو معهن؟ شاهدت مؤخراً على شبكة الإنترنت برنامج للأستاذ عمرو أديب وضيفه الشيخ خالد الجندي وتناول في البرنامج مسألة الرق وهل هي حلال أم حرام وهل يحل استعباد المرأة؟ فجاء رد شيخنا (الجليل) خالد الجندي موافقا على الرق قائلا: نعم.. نعم!! وفي الحوار يسأله عمرو أديب: يعنى ينفع اشتري امرأة من أي مكان في العالم يوجد به هذه التجارة؟ ويرد الشيخ (الجليل): نعم.. هي حلال لك!! ويسترسل أديب في سؤال الشيخ قائلا: وكيف هي حلال؟ فيرد عليه الشيخ (الجليل) ويقول: طالما هذه التجارة موجودة ويوافق عليها أولى الأمر فهي مشروعة وجائزة شرعا.. وتصبح المرأة ملك لك تفعل بها ما شئت!!! فتطرق أديب لجزئية مهمة في الحديث مع شيخنا (الجليل) قائلاً: القوانين و الأممالمتحدة أوقفت، بل ومنعت مثل هذه التجارة. إذن، هذه التجارة حالياً غير جائزة. فسأل الشيخ (الجليل) أديب "مندهشاً": يعنى أنت عايز تقول يا عمرو إن صحابه الرسول زواني؟ (أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم)!!! فهل يصح أن يصدر مثل هذا الكلام وهذه الأقوال من شيخ أزهري فاضل.. بالله عليكم هل ينفع هذا؟ وإذاً أمسكنا جزئية مهمة من الحديث غائبة عن الاثنين، وهي هذا الكائن النسائي الذي يتحدثون عنه، فلم يفكرا أن ما يقوله الشيخ يعد تعدياً على كيان المرأة، التي كرمها الإسلام ورفعها إلى أعلى الدرجات، هل هي مستباحة إلى هذا الحد في الحديث.. يتحدثون عنها على أنها سلعة تباع وتشترى.. بل ويقولون أنهم يستطيعون فعل ما يحلو لهم فيها!!! فكيف لشيخ أزهري فاضل، يحُض على مثل هذه التجارة في وقت وقف العالم كله ضدها من خلال حملات "أوقفوا الاتجار بالبشر" والتي كانت قد شاركت في تأسيسها عالمياً السيدة سوزان مبارك، بإسم مصر؟؟؟ فأي تجارة تلك التي تبيح الأعراض إذا كانت الأديان السماوية الثلاث حرّمت وجرّمت الزنا؟ من قلبي: ما كل هذه المغالطات التي نعيش فيها هذه الأيام؟ وأين المجلس القومي للمرأة من تلك المهاترات؟ وأين منظمة المرأة العربية من هذه الأحاديث الإعلامية؟ ألا تنتفض الهيئات والمنظمات الحقوقية للدفاع عن حرية المرأة؟ وهل بعد كل ما حققته المرأة في مصر من إنجازات، نعود بها مئات السنين للوراء ونتحدث عن رق المرأة واستعبادها وفعل ما نشاء بها؟ أما الهيئة الوطنية للإعلام ، فهي منوطة بمراجعة هذه المواد التي تؤدي لتخلف وتراجع وانحراف المجتمع عن مساره الطبيعي. من كل قلبي: على مؤسسة الأزهر العريقة مراجعة كل هذه الأمور التي حدثت مؤخراً من فتاوى وأحكام مغالطة، كما أطالبه بتغيير هذه المفاهيم الخاصة بالمرأة لأنها تصيب المجتمع كله بالرجعية والتخلف، حتى إذا كانت موجودة في الماضي، فهي لا تتناسب مع هذا العصر أو ذاك الوقت والمثل بيقول: كل وقت وله أذان.. ويا رب أنت المستعان! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;