قرأت رسالة الخطوة الأخيرة للسيدة التي تريد الطلاق من زوجها, واستفزتني تفاصيلها فوجدتني أكتب لك تعليقا عليها وأقول لصاحبتها: هل تذكرت فجأة سلبية زوجك وقررت عدم التحمل وطلب الطلاق بعد سنوات من الزواج؟ وماذا كنت تتوقعين من زوجك. هل أن يرضي بالطلاق ويترك لك الشقة والأولاد راضيا مرضيا, وينفق عليك وعلي أبنائك بدون أي تغيير؟ فمعظم السيدات( وأنا واحدة منهن) يتحملن الواقع الأليم من معاملة الزوج السيئة هو وأهله, والمشاحنات والمشاجرات من أجل الأبناء والإنفاق عليهم, لأن الأم وحدها لا تستطيع أن توفر لهم مستوي معيشتهم مع أبيهم, ولماذا تستغربين أنه لا يريد الإنفاق علي الأولاد إلا إذا أقاموا معه؟ بل انه قد يستردهم منك عند انتهاء سن الحضانة, وقد يخرجك من الشقة أيضا. ألا يستدعي ذلك أن تفكري ألف مرة قبل طلب الطلاق الذي يبدو أنك لم تدرسي الاحتمالات المترتبة عليه؟ إنك تقولين إنه يترك لي الحبل علي الغارب.. أدخل وأخرج كيفما أشاء, ويعطيني الأموال ولا يسأل أين أنفقها, فلماذا لا يكون هذا عن ثقة منه فيك بأنك تحسنين التصرف في أمور الأولاد مثلا, أو قد يكون لانشغاله في عمله مثلا فترك لك المسئولية؟ هل يضيره هذا؟ وهل يكون سببا لطلب الطلاق؟ أحب أن أقول لك كلمة من زوجة وأم مثلك تهتم بأولادها مثلك تماما, لكني علي العكس منك حيث يعاملني زوجي بالصراخ والصوت العالي, ولا يسمح لي بمجرد إبداء الرأي في أي شيء يتعلق بالبيت أو بالأولاد حتي لو كان اختيار شيء للمنزل أو شراء ملابس للأولاد, ولو تجرأت وقلت رأيي يبادر بفعل عكسه بدون تفكير اعتقادا منه أن الزوجة لو أبدت رأيها في الأمور الصغيرة فإنها ستتحكم فيه, لذلك يحاسبني بالمليم في مصاريف البيت, ويعطيني أقل القليل مع أنه ميسور الحال, ودائم العبوس والشخط والنطر, وأنا لا أرد علي صوته العالي تجنبا للفضائح أمام الأهل والجيران, وأحتسب صبري عليه عند الله تعالي, فقد يهديه يوما, أو يعوضني خيرا بأولادي الذين أتحمل كل المتاعب من أجلهم. أرجوك اذهبي فورا واسحبي دعوي الخلع وتصالحي مع نفسك أولا ثم مع زوجك, الذي تتمني غيرك أن يعاملها زوجها ويثق فيها كما يفعل زوجك معك وحسني علاقتك مع أولادك وربيهم في أحضانكما معا أنت وأبيهم, ويكفي أنك بعد كل شيء صاحبة الكلمة الأخيرة في البيت, فماذا تريدين بعد كل هذا؟ {{ وأقول لكاتبة هذه الرسالة: الحل الوسط هو أفضل الحلول, ولا يمكن أن تنجح أسرة بنظام الؤامر المطلقة من جانب أحد الزوجين, والامتثال الكامل من الآخر, فالحياة الزوجية تتكامل بالتقاء رأي الطرفين عند نقطة ترضيهما معا, وتجعلهما يواصلان المسيرة, ولكي نصل إلي هذه المعادلة ينبغي علي كل طرف أن يتنازل عن هفوات الآخر, ويلتمس له الأعذار, ويتعامل مع الجوانب الإيجابية لديه, وشيئا فشيئا تتغير الطباع, وتتآلف القلوب, فقط مطلوب مزيد من التريث قبل اتخاذ قرار الطلاق, وبالتأكيد سوف تعود الحياة إلي مجاريها بإذن الله.