* سيدتي.. رسالتي إليك ليست الأولي فقد أرسلت لك منذ خمس سنوات لأحكي عن مشكلة تتعلق بأختي وزوجها وهما بخير والحمد لله.. أما الآن فالنصيحة التي أطلبها لي أنا.. فحياتي علي المحك والسبب حماتي! المشكلة يا سيدتي هي أن هذه المرأة تريد أن تسيطر علي حياتي وحياة ابنها وحياة أودلاها.. فهي الحاكم بأمره في بيتنا.. ولا نعرف كيف نرضيها بعد هذا كله ولكي أن تحكمي بنفسك.. سأقصي عليك ما حدث: منذ تزوجت ممن أحببت وأنا تحت سيطرة حماتي التي تعيش معنا في نفس البيت.. فزوجي هو ابنها الوحيد وتسكن هي في الدور الأرضي ونحن في الدور الأول. ومع ذلك إذا خرجنا لابد أن نقول لها وإذا سافرنا علينا إخطارها قبلها بأيام وتوافق. وإذا رغبنا في شراء أي شيء جديد علينا أن نأخذ رأيها فيه..المشكلة أن زوجي رجل من الرجال الأقوياء الشخصية ورأيه من رأسه ولكن عندما يتعلق الأمر بوالدته فهو طفل ناعم أمامها والمشكلة أنني لا استطيع القول بإنه ابن امه ولن أقولها لأنك لا تحبين هذا المسمي وقد قرأت لك كثيراً حول هذا الموضوع. سيدتي.. رغبت في أداء العمرة هذا العام فإذا بزوجي يخبرني بأنه سوف يحجز لنا نحن الثلاثة.. وعرفت أن والدته ستكون معنا.. وعندما اعترضت قال لي: إن المكان الذي سننزل فيه ملكها.. لأننا سنذهب في فندق حماتي تمتلك فيه حصة "تايم شير".. قلت له نذهب إلي أي فندق آخر بمفردنا ولكنه غضب وقال إنني إنسانه غير طبيعية ومريضة نفسياً وأغار ممن يجب ألا أغار منها وأنه لو خير بيني وبينها لاختارها. قال الكثير مما أغضبني وشعرت أنني بلا قيمة أمام والدته.. مما دفعني لأخذ ابنتي وترك البيت والذهاب إلي بيت والدي وشكوته لهم وغضبت والدتي وأقسمت ألا أعود إلا إذا جاء واعتذر لي ولهم وأن نسافر أنا وهو للعمرة بدون والدته حتي وإن تأجل ذلك شهورا. المشكلة الثانية أن حماتي بادرت بزيارتنا وقالت لي: يجب أن تعودي لبيتك وزوجك وإذا كان علي العمرة لن أذهب. هذا ما قالته ولكن والدتي قابلتها بشكل عنيف وقالت لها إنها ستكون السبب في خراب البيت مما جعل حماتي تخرج غاضبة باكية.. وبعد خروجها بساعتين اتصل زوجي وقبل أن ينطق بكلمة قلت له: طبعاً اشتكت لك وبكت والآن ماذا تريد؟. فإذا به لا يعلم عن زيارة والدته شيئاً وعرف مني ما حدث.. وفوجئت به يقول لي: إبحثي مع أسرتك ماذا تريدون لأنني قررت الانفصال ولن أعود لبيت أهينت فيه أمي... وهكذا أصبحت حماتي عقبة في حياتي فزوجي يرفض العودة لبيت أهينت فيه أمه. ووالدتي تصمم علي اعتذار زوجي لي ولهم.. وأنا واقعة بينهم.سيدتي أنا أحب زوجي وابنتي تسأل عنه وهو لا يتصل بي ولا يسأل عن ابنته الصغيرة وهي تسأله عنه وتبكي وتريد "بابا" فماذا أفعل؟. وماذا أقول لابنتي؟.. أنا الآن علي وشك الطلاق.. أرجوك ساعديني كما ساعدتي شقيقتي. بدون توقيع ** في البداية.. دعيني أقل لك حقيقة وهي أن الرجل لا ينسي لكنه يغفر.. أما المرأة فهي تنسي لكنها لا تغفر دائماً إلا مع أولادها.. أما الزوج وغيره فلا.. هذه مقولة قد لا تكون حقيقة ولكنها موجودة بنسبة تجعلنا نفكر فيها. أنت يا عزيزتي دخلت بيتك وحياتك وأنت في حالة منافسة مع حماتك وكأنها ضرتك وليست والدتك!! نعم والدتك بحكم القانون والزواج الذي جمعك بابنها ولها حقوق الأم من الاحترام والتقدير. يا صديقتي تعالي معي نعكس الوضع ونقلب الأوضاع.. نضع والدتك مكان حماتك فماذا كنت فاعلة؟ وكيف سيكون شعورك؟ من الطبيعي كابنة أن تخبريها أنك خارجة أو مسافرة وتقومين باستشارتها في البيع والشراء فما بالك لو كنت الوحيدة لديها؟ ولكي تسافرين عليك الاطمئنان عليها.. أرجو أن تجيبي بالصدق والحق كيف سيكون تصرفك؟ أما عن تصرف زوجك فدعيني أقدم له احترامي وتقديري.. فالرجل تصرف بما يرضي الله ورسوله وكل من يقدر وصايا الرسول الكريم عندما سأله صحابي: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال له: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال أمك.. قال: ثم من؟ قال: أبوك". وكما قال له صحابي آخر: "لقد طفت الكعبة بأمي حاملاً إياها علي كتفي فهل وفيتها حقها يا رسول الله؟ فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: ولا بزفرة ويقصد بها زفرات لحظة المخاض أو آلام الحمل". الأم يا عزيزتي لها مكانتها التي حفظها الله فما بالك وهي لا تملك غيره من الأبناء.. فلها كل الحقوق وقد اعترفت بأنه رجل قوي الشخصية.. إذن فهو يلين لأمه فقط فما أعظمه من رجل وتأكدي أن من يحترم والدته ويقدرها يحترم زوجته ويرفعها لمكانة الأم.. فهل حرمك ومنع عنك ما تطلبين؟.. علي حد قولك؟.. لا.. إذن لماذاوضعها علي حد السيف في علاقتك مع زوجك وما الذي يزعجك من ذهابها معك لعمرة بيت الله تدعو لك دعوة من قلبها فيقبلها الله عز وجل أم أنك تفضلين دعوة أم مظلومة فتخسرين دنيتك وآخرتك؟! يا عزيزتي أراك متشبهة بوالدتك التي لم ترع الله ولم تكرم ضيفه سبحانه وتعالي فأهانت حماتك في بيتها وهي التي جاءت لتصلح بينك وبين ابنها ومازالت في ضلالها وتطلب منه الاعتذار منها ولك.. فهذا تكبر وعجرفة لا تليق بأم صالحة ترغب في عيش ابنتها عيشة كريمة وكان حرياً بها أن تأمرك بالدعوة إلي بيتك والاعتذار من أم زوجك التي هي بالضرورة أمك. إذن الخطأ من عندكم. وزوجك لم يخطئ لقد أعطاك الفرصة وهو الآن يتصرف كرجل قوي حر. ولقد قرأنا قصة سيدنا إسماعيل مع والده سيدنا إبراهيم عندما ذهب أبو الأنبياء لزيارة ابنه فقابلته زوجته بالشكوي من العيشة وانشغال زوجها والفقر.. فترك الشيخ معها رسالة إلي ابنه: أن غير عتبة دارك..وعندما عاد وعرف رسالة والده وعرفه قال لها إذهبي لأهلك وأبدله الله خيراً منها. يا عزيزتي اقتربي من زوجك أو اذهبي إليه اعتذري له ولأمه.. خذي ابنتك وعودي إلي بيت حماتك وقدمي احترامك لها وهي التي ستتولي الصلح مع ابنها.. عامليها معاملة الأم الصالحة التي قدمت لك ابنها وهي سعيدة ولا تعتبري ما يحدث تدخلاً ولكن اعتبريه شيئاً طبيعياً من أم لأولادها.. هي أمك وجدة ابنتك..وإذا كنت تزيلين رسالتك بحبك لزوجك فمن تحب زوجها تحب أهله وخاصة والديه. لك تحياتي وفي انتظار ردك لأعرف أنك عدت لبيتك.. أم الطلاق فلن يحدث لأن زوجك سيغفر. ولكن تأكدي أنه لن ينسي ما حدث إلا بالمعاملة الحسنة وعدم العودة لمثل هذا الفعل. وفقك الله وكل عام وأنت بخير.. عودتك لبيت زوجك ليست بحاجة لموافقة والدتك التي لا تعرف مصلحتك.. هداها الله.. ولعل هذا درس تتعلمين منه عدم الغضب أو ترك بيتك.. أو الشكوي من زوجك.