* يا سيدتي أنا سيدة في نهاية العقد الرابع من عمري متوسطة الجمال.. محترمة.. متدينة ومحجبة تزوجت منذ خمسة عشر عاما وكان زوجي سعيدا بي جدا إلي أن وجدته يكرهني فجأة ودون سبب. يا سيدتي أنا مثقفة والحمد لله أعمل في مجال الثقافة أو ربما الاعلام.. تزوجت عن حب أو بشكل أدق اعجاب متبادل تحول الي حب في مرحلة الخطوبة وبعد ذلك بفترة قصيرة تزوجنا وبدأنا حياتنا حيث سافرنا للخليج وعملت أنا وزوجي هناك ولم نشعر بالغربة لسبب واحد ان الدولة التي كنا فيها دولة ثرية ومنفتحة علي المجتمعات العربية والغربية والمرأة فيها متحررة جدا المهم اننا كنا نكدح وقد أكرمني الله فقمنا بشراء فيلا في إحدي المدن الجديدة وشقة بالاسكندرية ولم نكن نفكر في الأموال التي نملكها ولن تعود ولم نفكر في الاسم الذي ستكتب به هذه الأملاك خاصة ان المشوار مازال طويلا وهناك أقساط. حرمت نفسي من أشياء تعشقها المرأة حتي أسانده في مشواره وحتي نعود بأولادنا الذين قاربوا أن يدخلوا الجامعة ولكن وسط هذه الحالة المستقرة فوجئت بشيء ما يتغير في حياتي كان يخرج بمفرده كثيرا ويغيب ويتأنق قبل الخروج يقتطع الكثير من دخله ولا أعرف أين ينفقه الي أن عرفت وقد عرفت بالصدفة فقد بدأ يعايرني ببدانتي وإهمالي في نفسي وعندما قمت بتخسيس نفسي قال ولو ألا ترين البنات وما تلبسه في الشارع.. قلت له أنا سيدة وأم محترمة وزوجة ولا يصح أن أخرج عن حدود الأخلاق والوقار ولك ما تريد داخل بيتك وهنا أدركت ان الأمر لا يتعلق بي أنا بل به فزوجي العزيز يعيش مغامرات عاطفية مع فتيات منحلات ممن يعملن معه أو من يقوم باصطيادهن من الكافيهات.. يتنقل من مغامرة إلي أخري مع هذه النوعية من الفتيات وعندها ثرت وقررت أن أعود بأولادي الي مصر وقال لي انه كرهني بسبب ما يراه من جمال حوله في كل مكان وانني لا أواكب العصر وانني يجب أن أخلع حجابي حتي أستطيع ارتداء ما يحبه وكي يقول الناس عنه انه مازال يمتلك زوجة جميلة وليست "ستو الحاجة" هكذا قالها!! يا سيدتي لقد قلت له ما لا يقال وتركت البيت وهو يخيرني بين ما يطلبه أو الطلاق أو التزام الصمت فيما يفعله وقد قال لي أولادي انفصلي عنه ودعينا نعد الي مصر. فهل أعود خالية الوفاض كل ما أمتلكه أولادي فكل شيء باسمه وهو لا يريد أن يعطيني حقي فهل أصبر عليه وهو يهين كرامتي مع العاريات.. أرجوك ماذا أفعل ردي عليّ. بدون توقيع ** يا عزيزتي هناك أشياء أصبحت من الأزمات التي لم تكن ظاهرة علي السطح وقد تحولت لمشكلة كبيرة تعاني منها المرأة المحترمة في زماننا وهي العري الفاضح الذي أصبح يسود الشارع ويطاردنا في التليفزيون والمجلات والصحف. كل شيء اصبح يباع ويشتري بما فيه جسد المرأة المقدس أو الذي كان مقدسا وضاعت قدسيته أمام استهتار بعض النساء والذي كانت تقام الحروب من أجله قديما.. اليوم أصبح مادة دعاية وإعلان ولهذا رخصت الأشياء ولم يعد لها قيمة بما فيها ما كان مقدسا. لهذا أقول لك وهذا لا يعني الصبر وأنت قليلة الحيلة وانما يعني ان هذا الرجل الذي أحببته وتزوجته وكان يراك جميلة انما تحت ضغط العمل ومحاربة الوقت لتحقيق الثروة والطموح لمستوي من المعيشة يحتاج لكي يتحقق أن يعمل الرجل أربعا وعشرين ساعة في اليوم دون نوم أو راحة.. تحت هذا الضغط وتحت ما تعانينه انت الأخري من ضغوط.. أصابك وزوجك حالة من الجفاف وأصبحت تمثلين له "الحصالة" التي تأخذ ماله حتي وان كانت لا تستفيد به شخصيا وانما تستفيدون به بشكل جماعي كأسرة.. لهذا هرب الزوج خلف كل ما يخالفك في الشكل والاسلوب والجوهر.. ربما هذا هو التحليل الذي قد يكون حدث مع زوجك والأمر لا يأتي بالعنف ولا بأن تقومي بعمل ريجيم ولا تتبعينه بشيء من التغير الشامل في حياتك.. ليس المظهر يا صديقتي هو ما دفع زوجك للهروب وانما الجوهر في المشكلة كما ذكرت لك. أعيدي صياغة حياتك والتقطي أنفاسك من جمع النقود وتحولي لإنفاق جزء منها علي مظهرك.. وانتبهي لحياتك مع اسرتك اجذبي زوجك اليك بكل ما جذبه في الخارج فهذا ليس عيبا ولكن لا تدفعي بأسرتك الي الهاوية ويتحول كل شيء بينكما الي مجرد حسابات وماذا باسمه وماذا باسمك. كافحي لكي تعودي ببيتك الي حالته الأولي حتي لا تتحولا انت وزوجك الي تروس لجمع المال أو حصالة كبيرة بأذنين لا يسمعان بعضهما ولا يريان بعضهما عودي لزوجك كما كنت وسيعود اليك فما هي إلا نزوة مجرد نزوة عابرة أحدثتها تلك الأجساد العارية التي دائما أبدا ما تضع المحترمات أمثالك في مهب الريح.