بأعلى صوته نادى مدير شئون العاملين موظف المعاشات قائلا احضر استمارة 6 للاستاذ. تنبه بقية موظفى شئون العاملين. للاستاذ مابين غير مصدق ومندهش، لان الاستاذ لايبدو عليه وصوله لسن المعاش استغفر أحدهم عشنا لنرى الصحفى والكاتب يحال للمعاش. تذكرت أننا كنا نشرح لطلبة كلية الاعلام أن الخبرة التراكمية للصحفى تأتى عبر التجارب الطويلة وهو كقطعة الألماس تزداد قيمتها كلما مر عليها الزمن، إذن هى لحظة الفراق القاسية تشعر فيها بالوحدة تبحث عن الاطلال فيهزمك الرثاء عندما تودع جزءا من حياتك وأحلامك التى كانت مثل طائر لاتكفيه سماء واحدة وكأنها لحظة مفاجئة رغم أننا جميعا نعرف موعدها بالضبط ولكننا فى زحام الحياة ننسى أو ندعى أننا ننسى فقد كانت صالة التحرير وكافتيريا الرابع ومطعم الدور الثانى عشر والمونتاج فى الدور الثالث قطعة منى وأياما من العمر مرت فى نشوة كتابة تحقيق أو حوار أو مقال، كانت المادة المنشورة تسرق العمر، كان الالتحام مع الناس الطبيعيين الذين يطرقون أبواب «للقمة الحلال» هى المصدر الحى لأى معرفة وكنا فى الديسك نكتب اليوم التالى على الخبر فمثلا إذا كان اليوم الخميس نكتب على الشغل المرسل للمطبعة صباح الجمعة. أعرف الآن أننى كثيرا ماأغضبت أولى الامر ولكنى لم أقم حسابات لأحد والله سيحاسبني. نعم أخطأت كثيرا ولكن من منا يملك الحقيقة ولكن حسبى سلامة القصد كلما كتبت تغضب منى جماعات الاخوان، غضبوا وأغلقوا أبواب الجنة فى وجهي، والثوار غضبوا لأنى كشفت حقيقة بعض الممولين والعملاء وأنصار مبارك. تعاملوا معى بحذر ودراويش النظام يهاجمون بلا عقل ويتصورون أننى أريد مقعدا على مأدبة اللئام ولا أحد يقبل الحقيقة لو ذكرنا حتى هفواته لأنهم يحسبون أنفسهم من الملائكة الاطهار، والحكاية أن أحدا لايريد الاعتراف بأن هناك مستقلين ومهنيين ليس إلا. هم يريدون الاعلام منصات لهم فإن لم تكن معهم فأنت عدوهم وتستبعد من حساباتهم وحسابات شلتهم وشلة الشلة وهم لايريدون أن يفهموا أنه ليس ضروريا أن تكون فقيرا لتدافع عن الفقراء ولا أن تكون مظلوما لتدافع عن المظلومين وأنك فى المهنة لاتدفع السيئة بالسيئة لان النبل يهزم الانتهازية ويحمى إنسانية الانسان. وبغض النظر عن قوانين المهنة البالية التى أساءت لها وأخرتها فهذا حال الدنيا لكل شيء نهاية ولكنها للصحفيين البداية لرحلة أخرى مع متاعب هيئة التأمينات الاجتماعية التى تُمارس أكبر قدر من الابتزاز على أرباب المعاشات ولديهم تبرير لفشلهم جاهز للرد فهم لايحتسبون المعاش على آخر أجر أساسى ولكن لديهم حسبة خاصة بهم تنتزع من الأساسى أى علاوات حتى يفاجأ أكبر صحفى فى مصر بأن معاشه لايتجاوز 1200 جنيه وبالمثل ستتعامل معه كل الصناديق الخاصة التى كان مشتركا بها ويسدد أقساطها شهريا أملا فى الحصول على المكافأة المقررة ولكنهم يتلكأون بزعم أن الإدارات المتعاقبة كانت تستولى على تلك الأموال لتسيير المؤسسة وفوق أن ذلك ليس قانونيا وليس من حقها التصرف فيها لانها أموال خاصة حتى التأمين الصحى ينتهى وهناك مبلغ محدد لايزيد على عشرة آلاف جنيه للعلاج فى العام فإذا أصيب بمرض واضطر لإجراء عملية جراحية لابد من الاستدانة وفِى بعض الأحيان والمؤسسات يقوم الزملاء بجمع ماتيسر لديهم لمساندته فى مرضه ولسوف تصبح كل شعارات العدالة الاجتماعية محل شك مالم تنضبط منظومة التأمينات الاجتماعية وإعادة المليارات المنهوبة لأصحابها ومساواة المصريين فى المعاشات بحيث تتقلص الفوارق الرهيبة بين أرباب المعاشات طالما يعيشون فى وطن واحد ويناضلون معا فى معركة الغلاء فلا يصح أن يحصل البعض على عشرات الالاف والبقية على عدة مئات وقبل يناير2011 كانت هناك مشروعات قوانين لحصول صاحب المعاش على 100% من آخر أجر وصل آليه ولكن تم وأدها إبان فوضى يناير التى اعتبرت كل من تخطى عمر الشباب نفاية يجب التخلص منها. بينى وبين نفسى أشكر الله على نعم كثيرة عندما أنار الطريق فى لحظات الضباب والاضطرابات ومنحنى البوصلة حتى لا أتوه فى أرض ولا أغرق فى بحر ومنحنى الاكتفاء والاستغناء عن غيره فالنوم يأتى على غير قلق والصحيان على غير فزع والحياة بغير طمع والعيش بدون تكلف وعندى يقين أن أجمل أيام العمر لم تأت بعد. [email protected] ببساطة انظر للخريطة لتعرف أسباب جولة السيسى الافريقية. النجاح رحلة وليس محطة وصول. الاستثمار فى الجديد واهمال القديم كارثة. صناع الأزمات لايعرفون حلولها. كنت أظن أن الضرائب مقابل الخدمات. كل ثراء لاينتج عملا يصبح قمارا. كثير من اللصوص يقولون هذا من فضل ربي. سوف يحاسبنا الله على مالم نقله فى الوقت المناسب. الرحيل أحيانا ليس حبا ولكن لا فائدة من البقاء. الخلاف الطويل يعنى أن كل الأطراف على خطأ. يحلم المسلمون بالدولة الدينية والعيش فى الدولة العلمانية. لمزيد من مقالات سيد على