سيدة عجوز تعانى قسوة الحياة، طردتها ابنتها من المنزل، امام جحود الأبنة تتحدث الأم باكية عن الأمراض التى أنهكت جسدها وقلبها، وعدم قدرة معاشها الضئيل الإيفاء بمصاريف العلاج، بعد نشر مأساتها، كان مركز د.مجدى يعقوب هو الوحيد الذى استجاب لعلاجها.. يحدث ذلك بينما أكشاك الفتوى بمحطة المترو مشغولة باستفسارات ركاب مزنوقين فى فتوى، هل سيدخل د.مجدى يعقوب الجنة؟ وهل سينفعه علمه فى الآخرة؟ فتاهوا فى دائرة التكفير والجنة والنار! هذه المفارقة بين انقاذ عجوز بغض النظر عن ديانتها، ومايحدث بكشك (فتوى على الماشى)، هى المأساة الحقيقية التى نعيشها، أننا نصنع صورا ساخرة لأنفسنا، على كافة مستويات علاقتنا بالحياة والعلم والانسانية والمدنية وأيضا علاقتنا بالخالق، كنت اطلعت على وثيقة متداولة عن داعش تمنح صاحبها شهادة رسمية بأنه غير كافر، طالما على مبادئ داعش!! ما هو الفارق بين هؤلاء وأؤلئك؟ من الذى يملك حق توزيع الناس على الجنة والنار؟! ليس على الأرض مخلوق لديه هذه الصلاحية، رغم كل الإدعاءات التى تروجها كتب التراث. ماذا فعلت وزارة النقل تجاه وقائع تطرف متكررة بالمترو بداية من الملصقات التى تزيد التعصب إلى قيام منقبة بقص شعر فتاة! محاربة الأفكار المتشددة ليس بكشك فتوى، لكن بالثقافة والفكر المستنير، فى التسعينيات استغلت الأوبرا محطة المترو الواقعة بساحتها لتكون منارة للفن وإقامة معارض تشكيلية لمحو الأمية البصرية ونشر الجمال، نتطلع لإعادة افتتاحها، واعادة أكشاك الموسيقى التى كانت منتشرة بالستينات، ونحتاج الى مزيد من أكشاك الزهور، إنها أكشاك لاتعرف التمييز بين جنس ودين. لمزيد من مقالات سمير شحاتة