قوبلت لجان الفتوى التي تمت إقامتها في مترو الأنفاق منذ أيام بحالة جدل واسعة بين مؤيد ورافض للفكرة، حيث وصف البعض تلك اللجان بأنها ضد الدولة المدنية وتعمل على تعزيز بذور مفهوم الطائفية فى المجتمع، وذلك على أساس أن تلك اللجان مكتوب عليها "فتاوى إسلامية"، فى المقابل دافع الأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية عن تلك اللجان، مؤكدين أنها تأتي في إطار تجديد الخطاب الديني الذي يتطلب تفاعل المجتمع، وأن تلك اللجان تستهدف حماية الشباب من الفتاوى المتطرفة. كان أحمد عبد الهادى، المتحدث الرسمى لشركة مترو الأنفاق، قد أعلن عن بدء العمل بلجنة الفتوى كتجربة أولية داخل محطات مترو الأنفاق، من خلال استقبال أسئلة الجمهور داخل محطة "الشهداء"، وفقا للبروتوكول الذى تم توقيعه بين المجمع وشركة مترو الأنفاق. وكشف الشيخ على مصطفى، عضو لجنة الفتاوى بمحطة الشهداء عن طبيعة الأسئلة التى تلقتها اللجنة من الجمهور على مدى اليوم، وأنهم استقبلوا العديد من الاستفسارات حول فوائد البنوك، وهل هي حلال أم حرام؟ وأسئلة أخرى خاصة بالدكتور العالم مجدي يعقوب، وما إذا كان سيدخل الجنة أم النار وكذلك بشار الأسد وحكم قتله وأخرى تتعلق بالطلاق والزواج. وأوضح عضو اللجنة ل"التحرير" أن اللجنة عندما تتلقى استفسارا حول مسألة فوائد البنوك على سبيل المثال وليس الحصر، فإن اللجنة تسأل الشخص، لماذا ترغب فى إيداع المبلغ الخاص بك فى البنك؟ فإذا كانت إجابته بأنه يرى فى البنك أمانا للفلوس، ففى هذه الحالة نقول له لا حرج فى إيداع الأموال بالبنوك، لأنها تنظم المعاملات المالية بين الناس، وإن كان الأحرى أن يتم تشغيل تلك الأموال فى مشروعات تجلب دخلاً لصاحبها وعاملين آخرين. وعن حكم الاقتراض من البنوك، أجاب قائلا: "اللجنة فعلا تتلقى استفسارات عديدة عن حكم الاقتراض من البنوك؟ فإذا اتضح من السائل أنه سيحصل على قرض من البنك من أجل أمور ترفيهية، نقول له ابتعد وذلك لوجود شبهة فى ذلك، أما إذا كان سيحصل على قرض لأمر هام أو لمشروع نقول له لا حرج فى ذلك". وتابع: "كما أن كثيرا من المواطنين استفسروا حول مصير الدكتور مجدى يعقوب وما إذا كان سيدخل الجنة أم النار، فترد اللجنة بأنه لا أحد يملك صك الجنة أو النار، ومسألة الجنة أو النار أمور لا دخل للبشر بها، ومتروكة للمولى عز وجل، وأن النبي عليه الصلاة والسلام عندما بشر عن العشرة المبشرين بالجنة، كان بناء على وحي من المولى عز وجل". وأشار إلى أن من بين الأسئلة الشائكة التى تلقتها اللجنة خلال الأيام الماضية، حكم الفتاوى التى تبيح قتل الرئيس السوري بشار الأسد؟ فكان رد اللجنة أن الإنسان هو بنيان الله فى الأرض، وأن الشريعة الإسلامية حريصة على حياة الحيوانات، فالأحرى أن تكون حياة الإنسان محمية ومصانة، ولا يجوز قتلها بناء على فتاوى شاذة، ونطالبهم بالبحث عن مصدر الفتاوى.