إن فن المسرح هو فن يجمع فى جعبته الكثير من الفنون المختلفة، ربما تختلف فى الشكل والمضمون لكنها جميعا تتفق على إنها فنون حية ومباشرة ولا يوجد بينها وبين المتلقى حواجز أو وسائط. ومن ضمن هذه الفنون مسرح العرائس، والذى يضم الكثير من الأشكال والأنواع بداية من مسرح خيال الظل مرورا بالأراجوز وصندوق الدنيا والماريونت وغيرهم وصولا لعرائس بحجم الإنسان الطبيعي. وبينما تطور المسرح كما نعلم ونشاهد من عروض حديثة، تطور مسرح العرائس هو الآخر ليقدم لنا شكلا جديدا مواكبا للحركة الفنية المبهرة على مستوى العالم. وأصبح هناك تيارا لمسرح العرائس على مستوى الحركة المسرحية، وظهرت فرق كثيرة تقدم عروضها معتمدة على العرائس والأقنعة. ومن أشهر هذه العروض المسرحية هى عروض ديزنى الشهيرة والتى قدمت أعظم أفلام الرسوم المتحركة حية على المسرح،مثل عرض “الجميلة والوحش”و”الأسد الملك” وغيرها. ويتميز مسرح العرائس بأنه يصور الشخصيات كما رسمها المؤلف بسهولة، وهو مسرح يسهل عليه تجسيد مشاهد من الصعب تجسيدها فى المسرح التقليدي، كما أنه مسرح استطاع أن يتخلص من الممثل النجم وسيطرته، إن جميع الكائنات والأشخاص وقطع الديكور لها دورها فى هذا المسرح وجميعها يشترك فى الحوار. وربما سبب نجاح وازدهار هذا النوع من المسرح انه يعتمد على المبالغة فى الخيال، خاصة وأن هذه العروض يقبل عليها الكثير من الجمهور باختلاف اعمارهم واختلاف ثقافتهم منذ بداياته حتى الآن، فلا يخلو احتفال أو كرنفال من وجود العرائس كذلك فى الموالد يوجد خيمة خاصة بمسرح العرائس. حتى افتتاح المحلات التجارية نجد أمامها عرائس. وفى الواقع إن الفن المسرحى فى مصر قد عرف مسرح العرائس منذ زمن بعيد يرجع للحضارة الفرعونية القديمة. لكنه أزدهر فى التوقيت الذى أهتمت به الدولة فى العصر الحديث وأنشئت له مسرحا خاصا به، وقُدم أشهر أوبريت مسرحى للعرائس “الليلة الكبيرة”عام 1961 ، والذى حقق نجاحا كبيرا منذ أول ليلة عرض وإلى الأن عندما يعاد عرضه فى أى مناسبة يتهافت عليه الجمهور. أذن هذا المسرح لا يقل أهمية عن باقى أنواع المسرح المختلفة، بل وجب الاهتمام به وتطويره بالأفكار والتقنيات الحديثة حتى نحافظ على استمرار جماهيريته المشهودة.