التطورات المتلاحقة التي تجري الآن في منطقة الخليج تستحق التأمل بأكثر من الانغماس في تفاصيلها وعلينا أن نضع في الاعتبار أن قطر لم يدر في خلدها أن تواجه يوما هذا الموقف الخليجي الصلب الذي يصل إلي فرض المقاطعة وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية من أجل ردع السياسات العبثية! إن علينا أن ندرك أن اضطرار دول الخليج ومعها الشقيقة الكبري مصر لاتخاذ مثل هذه الخطوات لنظام قطر جاء بعد دراسات مستفيضة وحسابات دقيقة أكدت إن مصائر الشعوب العربية وليس شعوب منطقة الخليج وحدها باتت في الميزان ولم يعد بمقدور مصر ودول الخليج الوقوف صمتا وسكوتا إزاء من يواصلون التلاعب بمصائر أقطار الأمة! لقد انتصرت دول الخليج ومعها مصر لقواعد الحساب السياسي الصحيح التي فرضت لحظة المواجهة التي لم يكن منها مفر بعد أن استقر في اليقين أن تأجيل المواجهة لن ينه الخطر وإنما سيزيد النيران اشتعالا بما هو فوق طاقة أوطان الأمة وشعوبها. كانت الحقائق قد باتت واضحة ومؤكدة في ملفات موضوعة أمام قادة مصر ودول الخليج ولم يكن بمقدور هؤلاء القادة أن يتجاهلوا ما تحتويه هذه الملفات من أدلة وبراهين لأن التعامي عنها كان يعني استسلاما لأساليب الخديعة التي تمارسها الدوحة مع كل طرف علي حدة من وراء ظهر الطرف الآخر وبغطاء إعلامي ودبلوماسي يستهدف تخدير الأمة وتغييب وعيها بترتيب وتنسيق مع تركيا التي خرج علينا رئيسها أردوغان ليقول بكل بجاحة: «إن قطع العلاقات مخالف للقيم الإسلامية وأشبه بعقوبة الإعدام». وباختصار فإن مصر ودول الخليج أخذوا الخطوة الصحيحة بكل هدوء وحكمة ودون حاجة إلي انفعالات عاطفية أو صرخات هستيرية كان يتمناها نظام الدوحة الذي يملك كما هائلا من هذه الأسلحة المسمومة يتم إطلاق ذخائرها «الفشنك» علي مدار الساعة عبر شاشات الفتنة والتحريض! خير الكلام: زارع الشر يروي أرضه بالظلم فلا تنبت إلا أشواك الحقد! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله