بعد أكثر من عامين علي استمرار الاحتراب الأهلي في سوريا بدعم مباشر وصريح من واشنطن وحلفائها الأوروبيين ومباركة تركيا وأطراف عربية. إذا بالمجتمع الدولي يصحو علي صيحات وصرخات سابقة التجهيز حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في معاركه الأخيرة ضد فصائل الإرهاب متعددة الجنسيات في قري وأحراش الغوطة بريف دمشق. لم يكن اعتلاء الرئيس الأمريكي منصة إطلاق القذائف وقيادة حملة التشهير بسوريا أمرا عفويا في هذا التوقيت وإنما جاء كإجراء اضطراري ضروري وعاجل في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقي من رهان الإدارة الأمريكية علي نجاح أكذوبة الربيع العربي والذي هو في حقيقته ربيع غربي بامتياز بعد أن تعرض هذا الرهان لضربة قاصمة علي يد الشعب المصري في30 يونيو وهي الضربة التي أحدثت دويا علي امتداد المنطقة بما في ذلك دول وممالك بلغ بها الشعور باليأس حد الاعتقاد بأن المصائر والمقادير باتت رهنا بالمشيئة الأمريكية فقط والعياذ بالله! ولأن الأنظمة العربية تعيش منذ سنوات أوضاعا أمنية لا تحسد عليها كما أن الموازين الدولية لا تترك مساحات للأمل في توازنات تتجاوز حدود مجلس الأمن الدولي فإن الرجاء معقود علي صحوة شعبية عربية تمتد من المحيط إلي الخليج رافعة شعار لا للعدوان الأمريكي علي سوريا علي غرار ما قالت شعوب الأمة العربية عام1956 رفضا للعدوان الثلاثي علي مصر. إنها لحظة مصيرية لأمة تواجه خطر تهديد وجودها وهو خطر ينبغي أن يشطب مؤقتا كل تحفظاتنا علي الأنظمة الفاسدة والمستبدة والمعادية للتطور وكل ما يتردد علي ألسنة عناصر الطابور الخامس في مثل هذه الأزمات لتلبية بنود الأجندات الداعية للاستقواء بالخارج وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية خصوصا المؤسسة العسكرية! خير الكلام: إذا واجهت خطرا فكن ذا عزيمة بلا خوف ولا تردد! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله