طالما أن الملف الإيراني النووي مازال مفتوحا علي كل الاحتمالات فإن من غير المقبول أن تبقي إسرائيل وحدها تمثل استثناء غير مفهوم يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل المنطقة. ولست من الذين يدعون إلي حرب تهييج وإثارة ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وسياستها المنحازة تماما لإسرائيل ولكنني أدعو إلي موقف عربي وإقليمي موحد يملك قدرة التأثير السياسي لإشعار الولاياتالمتحدة بأن التعامل الصارم مع الملف النووي الإيراني يتطلب تعاملا مماثلا مع الملف النووي الإسرائيلي وبما يضمن إخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل. والحقيقة إنه ليس هناك الآن من هو مؤهل للقيام بمهمة الضغط والإقناع والتأثير علي إسرائيل سوي الولاياتالمتحدةالأمريكية! وليس هناك من ظرف أكثر ملائمة لاستثمار الدور الأمريكي المطلوب إزاء هذا الخطر الرهيب من ذلك الظرف الراهن الذي تضطلع فيه واشنطن بدور محوري في السعي لبناء تكتل دولي وإقليمي لمواجهة ما يسمي بالخطر النووي الإيراني. وأظن أن ضياع الفرصة الراهنة لربط عمليات التعبئة ضد الملف النووي الإيراني بضرورة تخلي إسرائيل عن عقلية الخيار النووي لا يمثل مجرد تهديد حقيقي لمستقبل السلام والأمن في المنطقة فحسب, وإنما يمثل تهديدا مخيفا لإمكان الإبقاء علي حد أدني من صيغ العمل العربي المشترك إزاء التحديات الإقليمية والدولية. لعلي أقول- آسفا- إنه ما لم يتحرك الجميع وبسرعة لبلورة موقف عربي وإقليمي موحد فإن الحديث عن العروبة والتضامن العربي, والأمن القومي يصبح مضيعة للوقت, وضحكا علي الذقون! وليكن دليلنا ومنهجنا حول هذه القضية مستندا إلي إنه من المستحيل الرهان علي ترتيبات حقيقية للأمن والاستقرار في أي منطقة من العالم إذا كان هناك طرف وحيد يملك وحده حق الخيار النووي لأن هذه ليست مجرد معادلة مغلوطة.. وإنما هي المعادلة المستحيلة! خير الكلام: عنوان النجاح الاعتراف بالخطأ والعزم علي تصحيحه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله