ما أقسي الحياة علي الانسان عندما لايجد نفسه بين عش الزوجية وأهله فعندما تضيق به الحياة ويلجأ إلي أهله ولا يجد قبولا منهم بل يردونه إلي حياة الجحيم فحينها لايجد ملاذا سوي التخلص من حياته. هذا ما فعلته إيمان ابنة العشرينيات عندما زفها أهلها إلي عريسها وبمجرد انتهاء شهر العسل دبت الخلافات ووجدت المشاجرات طريقا الي بيتها تارة من زوجها وأخري من حماتها وعندما غضبت ولجأت الي اهلها بعد شهرين من الزواج ردوها فكيف لبنت الريف أن تغضب في أول شهور زواجها ولكنها عندما عادت لم يتحمل جسدها النحيل مرارة الايام فلجأت إلي التخلص من حياتها وهو ما أكده تقرير مفتش الصحة وما توصلت إليه تحريات المباحث مع النهاية المأساوية لعروس عزبة «ابوالعينين« «التابعة لقرية« ابخاص»مركز الباجور بمحافظة المنوفية. حيث غيب الموت «ايمان» 20سنة متزوجة منذ شهرين من «احمد» 27 سنة، وعاشت في منزل أسرة زوجها المكونة من والديه وأشقائه، إلا أن المشاكل دبت منذ اليوم الأول لزواجها بسبب تدخل أسرته المستمر في شئون حياتها، وعاشت بينهم مثل الخادمة حتي ضاعت آدميتها، وكلما شكت لزوجها نهرها وانهال عليها ضربا وسبا، ومرت الأيام كالدهور حتي فاض بها الكيل، وحملت همومها علي كتفيها وتوجهت لمنزل والدها بعد مرور شهر علي زواجها لتستدفيء بأنفاس أسرتها وتعود إليها الحياة من جديد، إلا أن والدها كان أشد قسوة من عائلة زوجها وسدد إليها كل عبارات اللوم والعتاب، فكيف تجرأت وهي عروس أن تترك عش الزوجية حتي وإن كان جحيما؟، وأجبرها علي العودة لزوجها وضاقت الدنيا أمامها ووجدت أن الموت هو الملاذ الوحيد والأخير لها، فقررت أن تنصب لنفسها مشنقة وتخلصت من حياتها. تقول «رشا» شقيقة العروس المنتحرة إن أختها عاشت تعاني بخل زوجها وعدم إنفاقه عليها وحينما كانت تطلب منه اي مصاريف لها يقول لها «خذي من امي فهي سيدة المنزل»، مضيفة ان معاملة حماتها لها ساءت جدا ويضيف خالها أن ابنة شقيقته كانت علي خلاف مع زوجها واهله منذ اليوم الأول لزواجها. بداية الواقعة بتلقي اللواء خالد أبو الفتوح، مدير أمن المنوفية إخطارًا من الرائد محمد طارق رئيس مباحث الباجور، بانتحار ربة منزل خنقا داخل شقتها، وتبين أن الجثة معلقة علي أحد أبواب شقتها ومخنوقة بإيشارب.