منذ فترة طويلة وأنا أود أن أكتب لك مشكلتي لعلي أجد لديك ما يفرج همي الذي أصبح كأنه شبح أمامي يطاردني ويطير النوم من عيني, ولا أستطيع الاحساس بأي سعادة أو فرح في حياتي, فأنا أم لأربعة أبناء وفقني الله أنا ووالدهم إلي تربيتهم علي الفضيلة والاخلاق والقيم, فنحن في مركز مرموق في مجال التربية والتعليم وقد وفقنا الله إلي تعليم ابنائنا حتي وصلوا الي اعلي الشهادات فهم قرة اعيننا, وقد زوجت ابنائي الذكور الاثنين وهما الاصغر سنا من شقيقتيهما فابنتاي احداهما في الثلاثين, والاخري تبلغ الاثنين والثلاثين, وهما زهرتان لا ينقصهما شيء من الجمال والاخلاق الكريمة والسمعة الطيبة, ومنذ ثلاث سنوات تقدم للصغري شاب نعرف اسرته منذ سنين ونشهد لهم بالطيبة والسمعة الطيبة, وكان يريد الزواج سريعا لأنه جاهز فأتممنا الزواج ولكن للأسف كسر فرحة الاسرة كلها واعترف لابنتي يوم الزفاف بأنه مريض, وسوف يعالج ولابد لها من أن تصبر عليه, وعندما علمنا الأمر وتعاملنا بالحكمة والهدوء وتماسكنا, وراعينا الله فيه بالرغم من انه خدعنا وكذب علينا, وذهبت معه عند اكبر الاطباء الذين اقروا بأن حالته ليس لها علاج, وانه يعرف حالته من سنين, وكيف له ان يقدم علي الزواج من بنات الناس وهو لا يصلح للزواج؟! وبالرغم من كل ذلك سيدي الفاضل, تركنا له كل شيء وطلقنا ابنتنا منه فكنا لا نريد سوي ان تخرج ابنتي سليمة وفي هدوء, وبدون ان نحرجه, وكتب هو الاقرار بنفسه, للمأذون بان ابنتي عذراء والحمد لله علي كل شيء ومنذ ثلاث سنوات يا بني ونحن في حالة حزن, وكلما نظرت الي ابنتي وقد فقدت الثقة بالعالم كله وشاركتها اختها الكبري في نفس الاحساس وانا قلبي يتمزق حزنا علي ابنتي اللتين ظللت طوال عمري ادعو الله أن يرزقهما بالزوجين الكريمين ذوي الاخلاق الطيبة اللذين يتقيان الله فيهما, واجدهما في بيوتهما مع زوجيهما وأولادهما وصدقني بأنني لم ايأس من رحمة ربي, فنحن أسرة من حفظة القرآن الكريم, وموقنة بان الله سبحانه وتعالي سوف يرزقهما بالزوجين الصالحين بالرغم من الاحباط واليأس الذي اراه علي وجهي ابنتي وان الله سبحانه وتعالي سوف يستجيب لدعوة ام لا تيأس من رحمته وموقنة باستجابة دعواها حتي يأذن بالفرج والفرح بإذن الله. * سيدتي الغالية.. أقدر مشاعرك الحزينة والقلقة, ولكن عليك أن تحمدي الله كثيرا علي كرمه بإنقاذ ابنتك من حياة شاقة كانت علي مشارفها بسبب رجل لا يعرف الأمانة مما جعله يخفي حقيقة مرضه ويخدع عائلة بالكامل ويعرض مستقبل فتاة للخطر. سيدتي مع كل هذا الايمان ليس عليك أن تستسلمي لهذا الإحساس بفقدان الثقة واليأس, فتأخر سن الزواج ظاهرة في مصر ولا تختص به ابنتيك فقط, والزواج كما الرزق مقدر ومكتوب وسيأتي عندما يأذن الله وكل ما أخشاه أن يهز إحساسك ثقة ابنتيك وكأن بهما عيب, فالحياة يا سيدتي لا تستمر ولا تكون سعيدة بالزواج فقط, بل قد يكون الزواج مدعاة للحزن.. فلا تحاصري ابنتيك بهذه الأحاسيس السلبية, ولا تجعلي الزواج هو مفتاح الحياة فتتعطل كل المباهج والنعم التي من الله بها عليكم وثقي بأن قدرهما سيذهب اليهما في وقته.. أسعدك الله بهما وبالصحة والنجاح والستر والرضا.