تحت عنوان "طريق نهضة الأمة خلافة على منهاج النبوة" نظم أمس الأول حزب "التحرير مصر" تحت التأسيس مؤتمرا بقاعة الحريات بنقابة المحامين إثر نشوب أزمة بين الحزب ونقابة الصحفيين حيث كان مقررا عقد المءتمر بها. وصرح شريف زايد المتحدث الإعلامي للحزب خلال مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر العام بأن الحزب واجه صعوبات لإقامة مؤتمره في نقابة الصحفيين مشيرا إلى أن النقابة تنصلت من العقد المبرم معها لأسباب لا يعلمها وتعللت بحجج واهية لإلغاء المؤتمر ورفضت عقد المؤتمر بها قبل ساعتين فقط من الموعد المحدد سلفلا لانعقاد المؤتمر، واعتبر زايد أن هذا تضييقا على الحريات من نقابة تدعو إلى الحريات وإعلاء قيمة الرأي والفكر في المجتمع. ومن جانبه صرح كارم محمود سكرتير عام نقابة الصحفيين بأن النقابة بوصفها نقابة الحريات والتعبير والرأي فهي المتنفس والمدافع عن الحريات من قبل قيام الثورة وبعدها، وأنها لا تمانع إطلاقا في استضافة أي مؤتمر لأي اتجاه سياسي وبخصوص حزب التحرير فإننا سبق أن استضفنا المؤتمر التأسيسي له ومؤتمر آخر عقده بالنقابة أيضا، لكن الحزب كان مقررا عقد مؤتمره في 16 -6-2012 وطلب التأجيل ولم يحدد موعدا، ولما قرر عقد المؤتمر يوم 7 -7-2012 م أبلغت النقابة وكيل المؤسسين للحزب بأنه لا توجد قاعات خالية في هذا التوقيت الذي حدده، لتزامن ذلك مع انعقاد الجمعية العمومية للزملاء في المعاشات. وأضاف محمود أن النقابة اتخذت كافة الإجراءات القانونية لإعلان وكيل المؤسسين بإلغاء المؤتمر خاصة بعد تعرض أحد أدوارها إلى الحريق من أسبوعين فقط وأبلغت الجهات المعنية لتأمين النقابة ضد محاولة اقتحامها أو الاعتداء عليها من أي جهة. ومن جانبه صرح محمد عبد القوي وكيل مؤسسي الحزب في كلمته بالمؤتمر بأن الحزب وضع حجر أساسه عام 1953 على يد الفقه تقي الدين النبهاني بهدف وحدة الدول الإسلامية في دولة واحدة عبر مشروع دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، مؤكدا أن السعي إلى تحقيق دولة الخلافة من أوجب الواجبات الشرعية مستشهدا بانشغال الصحابة عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم بأمر تولية حاكم بعده يخلفه في الحكم، مشيرا إلى أن إجماع الصحابة على وجوب إقامة دولة الخلافة هو ما يؤكد أن وحدة المسلمين في دولة واحدة فريضة دينية. وأضاف وكيل المؤسسين أن الحزب لا يسعى إلى حمل السلاح أو انتهاج العنف لإقامة دولة الخلافة وإنما يدعو إلى الكفاح السياسي ضد ما سماه "الأفكار غير الإسلامية " التى تخالف شرع الله ومثل لها بالفكر الليبرالي والعلماني واليساري والقومي رافضا أن تكون هذه الأفكار السياسية من الإسلام في شيء. وأكد عبد القوى، إن الحزب يعمل للوصول إلى الحكم الإسلامى وأن طلب الحكم ليس جريمة ولا سبة ولكنه يجب أن يكون بما أنزله الله مستشهدا بقول الله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلائك هم الكافرون" مشيرا إلى أن الحدود ليست هي كل الشريعة وأن حد السرقة مثلا لا يطبق على السرقة في الطعام وإنما للحدود شروط قاسية ولا يمكن تعطيلها كما يعتقد البعض. وفي السياق نفسه أكد المهندس علاء الزناتي القيادي بالحزب في كلمته أن تنصيب خليفة أمر من ثوابت الإسلام، وأن عقد الخلافة عقد وكالة قائم على التراضي بين الأمة والخليفة، وأن الحزب أعد دستورا كاملا ونظاما اقتصاديا واجتماعيا للدولة بمفهوم دولة الخلافة مأخوذا من الكتاب والسنة فقط، مضيفا أننا بوصفنا مسلمين لسنا مخيرين فى الدستور والأحكام ولكننا علينا أن نتبع الأحكام الشرعية كما نزلت، مؤكداً أن فكرة الخلافة الإسلامية تستطيع أن تحتوى جميع الطوائف والتكتلات، مشيرا إلى أن دولة الخلافة وحدت الأمة على مدى 14 قرناً من الزمان، قائلاً: هى ليست بدعة، وأضاف أن الاستعمار مزق الأمة إلىعدة دول مختلفة بعد تطبيق معاهدة سايكس بيكو، على عكس الخلافة التى تقوم بربط وتوحيد الأمة. وأضاف الباحث السياسي بالحزب: أننا لن نحمل السلاح وسندعو بالحكمة والموعظة الحسنة، لإقامة الخلافة مؤكدا أن من يرفضون إقامة الخلافة قد رفضوا الانصياع لأمر الله، مشيرا إلى أن مصر هى المؤهلة لتصبح مركز الخلافة والقاهرة هى العاصمة لما لها من ثقل سياسى واقتصادى بين العالم العربى والإسلامى، مؤكدا أن منهج الحزب هو طرح الأفكار والرؤى ليتعرف عليها الآخرون ويطرحونه للمناقشة حتى يستطيعوا التواصل مع الغير. وعرض منظمو المؤتمر فيلما تسجيليا لمسيرة حزب التحرير ودولة الخلافة المنشودة مبينا أن الحزب يؤيد ثورات الربيع العربية من أجل إقامة دولة الخلافة، ويدعو إلى نصرته لحين التمكين له بإقامة دولة الخلافة. ومن جانبه أكد الدكتور ياسر صابر الباحث السياسي بالحزب أن طريق النهضة الاقتصادية وفقا لرؤية الحزب هو اتباع المنهج الاقتصادي والسياسي للإسلام مؤكدا أن منهج الحزب في المهضة هو القرب من الإسلام وتطبيقه أحكاما ومعاملات في الواقع المعيش، مضيفا أن القضاء على الثورة المضادة فى مصر لن يكون إلا بعودة الثورة إلى روحها الحقيقية المتمثلة فى الإسلام ورفع هذا الشعار صريحا مثلما رفعته سوريا. وأضاف صابر أن بناءالنهضة لن يتحقق إلا ببناء عقيدة سليمة للمجتمع مرجعيتها الإسلام، مشيرا إلى أن التقدم المادي وحده ليس سببا للنهضة وضرب مثالا بالدول الغنية وهي ليست متقدمة لافتقادها لأساس النهضة الفكرية العقدية. وأكد أشرف زايد رئيس المكتب الإعلامى أن الحزب لا يكفر الأشخاص وإنما يرفض الأفكار غير الإسلامية التي تدعو إلى فصل الدين عن الحياة منطلقا من العقيدة الإسلامية التي تؤكد وجوب اعتناق المنهج الإسلامي فقط ، ودعا القيادي بالحزب إلى توحيد عملة المسلمين جميعا في العملة المعدنية لمواجهة هيمنة الدولار بإنشاء عملة إسلامية واحدة.