المسألة ليست في اعتذار نقابة الصحفيين عن استضافة مؤتمر الخلافة الاسلامية، بعد احتجاج العديد من أعضاء النقابةعلي إقامة المؤتمر (رغم الاستجابة السريعة من النقابة لجموع الصحفيين ، والحوار، والقدرة علي تصحيح الموقف) ولكن المسألة بالأساس هي مؤتمر الخلافة نفسه، والدعوة له، والتي تجاوزت حدود مصر الي بلدان اسلامية آخري ، فتم الاحتفال في تونس، كما تم أيضا في مدينة الخليل بفلسطين.. في شارع عبد الخالق ثروت، وأمام مبني نقابة الصحفين بوسط الفاهرة ، قبل أسبوع ، كان الاعلان الضخم لحزب (التحرير الاسلامي) عن عقد مؤتمر الخلافة الاسلامية (طريق لنهضة الأمة، خلافة علي منهاج النبوة) بمناسبة إحياء الذكري 91 لهدم الخلافة الاسلامية التي سقطت علي يد مصطفي كمال اتاتورك 1924 وكان آخر مؤتمر للخلافة الاسلامية ،قد عقد في القاهرة عام 1926 تحت رعاية الملك أحمد فؤاد. الاعلان يشير الي إنعقاد مؤتمر الخلافة هذا، في القاعة الكبري بنقابة الصحفيين، لكن حسنا أن اعتذرت النقابة عن استضافه المؤتمر.. ما ينبغي التوقف أمامه ، تلك الهجمة الاسلامية، والتحركات الواسعة لتيار الاسلام السياسي، عبر مؤسسات عديدة ،وأنشطة مختلفة، ليس بمصر فقط ، ولكن خارجها أيضا، فحزب (التحرير الإسلامي) الداعي للاحتفال، هو حزب تونسي ، ودعوته للأحتفال تتجاوز تونس، الي بلدان إسلامية أخري، في حركة تستهدف استعادة الخلافة، أو السعي لاستعادتها، وهوما ينبغي مجابهته، والتصدي له.