ونحن على بعد خطوات قليلة من موعد الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو ينبغى علينا أن نسترجع من الذاكرة شريط الأحداث المتلاحقة وكيف استطاع الشعب المصرى فى هذا الجو المظلم أن يشعل عودا من الثقاب لكى يجد طريقا للخروج من العتمة إلى النور. فى هذه الأيام الصعبة والثقيلة كان إلحاح الإحساس بتفاقم الأخطار المحدقة بالوطن أقوى من أى شىء آخر ومن ثم لم يكن هناك خيار سوى البحث عن مخرج من الأزمة وكما هى العادة تطلعت عيون الناس صوب المؤسسة العسكرية تناشدها وتلح عليها أن تؤدى دورها المعهود كلما أطلت على مصر أزمة طاحنة. لم يكن الخروج الكبير فى 30 يونيو انسياقا وراء العاطفة وإنما كان وسيلة فرضتها معطيات حالة التململ التى بلغت ذروتها فى كل أنحاء مصر وبما يعنى أن أسباب الثورة كانت حاضرة. لكن هذا الخروج الكبير كان يمكن أن ينتهى إلى لا شيء لو لم يكن فى ضمير الناس بطل ينتظرونه ويلحون على حضوره باعتباره جسر العبور ورافعة الإنقاذ ودبابة المقدمة كقائد يقرأ الظرف الراهن جيدا ويدرك حجم الخطر الماثل دون أن يهاب المواجهة فى كل محطات المواجهة المحتملة... وهكذا جاء الفريق أول عبد الفتاح السيسى من رحم الوطن الذى صنع العديد من أبطاله التاريخيين. وحسنا فعل السيسى أنه تجاوب مع نداء الناس وتعامل مع الخطر بالعقل والحكمة ولم يسمح للانفعال والعاطفة أن يقتربا من قراراته وتعامل مع الصراخ الهستيرى فوق منصتى رابعة العدوية والنهضة بكل ثبات ووجه الإنذار تلو الإنذار فلم يجد سوى غرورا واستعلاء من الذين عميت عيونهم عن رؤية القوة الكاسحة التى يستمدها السيسى من ضمير الشعب وليس فقط من قوة الدولة وآلياتها المسلحة الجبارة! وفى النهاية أقول: إن هذه السطور مجرد إسهام نحو معرفة الحقيقة التى يراد تغييبها هذه الأيام لكى ينسى المصريون أين كنا فى ظلام دامس مخيف يخلو من الشعور بالأمن والاطمئنان قبل 30 يونيو وأين نحن الآن مهما تكن المصاعب والأزمات التى لن يطول زمنها بمشيئة الله! خير الكلام: يبصر القلب ما يعمى عنه البصر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;