هي أم جاحدة ضلت الرحمة طريقها إلي قلبها وألقت بأمومتها في مهب الريح ليحملها الهواء بعيدا عن طفلتها وتلفعت بالجمود وارتدت عباءة الشيطان وثوب ملك الموت وبدلا من أن تحمي طفلتها من لفح أنفاسها وتفديه بسنوات عمرها ألقت بها إلي التهلكة وسطرت بيديها آلاثمة شهادة وفاتها وقتلتها بقلب ميت وضمير غائب وتناست أنها رمت طفلتها لجدها بعد ولادتها حتي تخرج للعمل. وبعد ست سنوات تذكرت فجأة ان لديها طفله وأخذتها من جدها رغما عن انفها ودموع الجد العجوز تنساب علي وجنات الصغيرة وهو يتوسل للام الجاحدة أن تترك له الصغيرة وعندما وصلت الطفلة إلي شقة أمها انتابتها حالة من البكاء الهستيري علي فراق جدها وبدلا من ان تضمها أمها إلي أحضانها وتشعرها بالأمان قتلتها نكاية في جدها. الجريمة البشعة وقعت في منطقه المرج وبطلتها أم كانت تعشق نفسها أكثر من اي شيء في الدنيا حتي طال جحودها طفلتها الوحيدة فبعد أن تزوجت الأم الانانية ممن طرق حبه قلبها أنجبت طفلتها جني ولأنها دائماً كانت تبحث عن نفسها أولا قررت أن تعطي طفلتها لجدها لأبيها ليرعاها فهو يقيم بمفرده بالاضافة إلي انه يمتلك من الصحة والمال الكثير وبلغ سن المعاش وكاد أن يطير من الفرحة عندما سلمته الأم ذات القلب الميت صغيرتها الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر لتتفرغ لعملها ووهب الجد حياته الصغيرة لها وكان يسهر الليل ليرعاها كبرت الصغيرة وعندما وصلت الرابعة من عمرها اعتقد جدها أن والدتها سوف تستيقظ أمومتها تطلبها منه لإلحاقها بالمدرسة إلا أنها تناست حتي عمر ابنتها وانها من المفترض أن تلتحق بالمدرسة وقام الجد العجوز بتقديم أوراقها لإحدي المدارس الخاصة بمنطقه المرج وأصر علي تعليمها اللغات الاجنبية وكان بنفسه يقوم بتوصيلها للمدرسة صباحا ثم يتوجه ثانية لاصطحابها بعد انتهاء اليوم الدراسي بينما كانت امها مشغولة بالدنيا ومتاعها تخرج لعملها وفي أوقات فراغها تخرج مع صديقاتها والوقت المتبقي مع زوجها الذي رضي ان يعيش في كنفها بعيدا عن طفلته وتناسي الاثنان صغيرتهما . ومرت الاعوام حتي بلغت الصغيرة سن السادسة واشتد عودها وكانت في الصف الاول الابتدائي وحفظت من القرآن الكثير كما علمها جدها كيفية الاعتماد علي النفس . وذات يوما لم تشرق فيه شمس النهار توجهت الام إلي منزل الجد صباحا علي غير عادتها وطلبت منه تجهيز ملابس جني وكل متعلقاتها لأنها قررت ان تأخذها لتقيم معها وانكفأ الجد علي قدم زوجه ابنه يقبلها ويتوسل إليها ان تترك له حفيدته وإذا أصرت فأهون عليه أن تحضر سكينا وتذبحه قبل أن تأخذ صغيرته من أحضانه بينما هرولت الصغيرة إلي غرفه جدها واختبأت أسفل السرير لتهرب من أمها وبقلب أحمق جذبتها بالقوة ودفعت العجوز علي الأرض وهو يمسك بحفيدته ويصرخ باعلي صوته لعل الأم الجاحدة يرق قلبها لبكائه وصراخ ابنتها وجذبت الصغيرة بالقوة وتلطخت ملابسها بثري السلالم وهي ترقد عليها وتمسك بها حتي لاتنزل مع أمها وانتابت البريئة حالة من البكاء بمجرد وصولها منزل امها وراحت تقبل قدمها أن تتركها تذهب لجدها واشتعلت النيران داخل صدر الأم عندما رأت ان طفلتها تعشق جدها وكادت الغيرة تفتك بقلبها فحملت الصغيرة بين يديها وراحت ترميها علي الأرض ثم تحملها ثانية وترميها علي الأرض وتكرر المشهد أكثر من مرة والطفلة تقول ألحقني ياجدو انت فين ياجدو حتي تهشمت رأس الصغيرة من كثرة ارتطامها بالأرض وفارقت الحياة وتم القبض علي الأم وأمام احمد ربيع وكيل أول نيابة حوادث شرق القاهرة بإشراف المستشار محمد الجرف رئيس النيابة اعترفت الأم بجريمتها وأمرت النيابة بحبسها.