قبل العاصفة

ضرب هنا .. وصبر هناك

إذا كانت سياسات كوريا الشمالية مثيرة للتوتر فى منطقة شرق أسيا إلى هذا الحد, ما بين اطلاق صواريخ باليستية وبناء قوة عسكرية ونووية هائلة واغتيال مسئولين كوريين شماليين داخل البلاد وخارجها مهما كانت درجة القرابة أوالصلة بزعيم البلاد,لأسباب تتعلق بالفساد أوالفشل أوغير ذلك, يصبح التساؤل مشروعا: إلى متى يتحمل العالم مثل هذه الممارسات.. ولماذا؟ ألم يتم سحق الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وتدمير بلاده فى غزو شامل عام 2003 فقط لمجرد الاشتباه فى امتلاكه أسلحة دمار شامل؟ ألم يتم حصار ايران ومعاقبتها بكثير من السبل منذ الثورة الإيرانية وحتى الوقت الراهن لرغبتها فى امتلاك برنامج سلمى للطاقة النووية؟وكذلك ألم يتم تدمير ليبيا وسوريا لمجرد الرغبة فى تغييرنظم سياسية وصفت بأنها دكتاتورية؟إن الدولة الكورية الشمالية لم تتردد فى أكثر من مناسبة فى التهديد بضرب وتدمير ولايات أمريكية بالأسلحة النووية,وهى جهارا نهارا تعلن عن تجارب نووية وإطلاق صواريخ متطورة دون خوف أو محاسبة باستثناء بيانات الشجب والإدانة المتكررة من جانب القوى الغربية وسلسلة من العقوبات المتنوعة التى يبدو فشلها حتى الآن - رغم ما يتردد عن ظروف قاسية تعيشها كوريا الشمالية - مثلما فشلت تجاه دول أخري,وفى هذه الفترة يزداد التوتر حدة فى شبه الجزيرة الكورية بشكل متسارع مع تجدد القصف المدفعى على الحدود من قبل كوريا الشمالية التى أمر زعيمها كيم جونج أون الجيش بالتأهب للحرب,فضلا عن انطلاق مناورات عسكرية كورية جنوبية - أمريكية رغم تهديدات الشمالية التى أطلقت أربعة صواريخ على الأقل تجاه اليابان،سقط ثلاثة منها فى المنطقة الاقتصادية الحصرية لطوكيو ولم تتردد فى إعلان أن إطلاق الصواريخ كان للتدريب على ضرب القواعد الأمريكية فى اليابان!ويبقى التساؤل لماذا يصبرون كثيرا هناك ويتعجلون الضرب هنا فى دولنا الشرق أوسطية؟
لمزيد من مقالات عماد عريان;