لا يمكن أن ينفصل الإعلام عن الأحداث والقضايا الوطنية.. ولكن كيف يمكن أن يؤدى دوره من أجل المصلحة الوطنية التى تقتضى مناقشة قضايا بعينها، خاصة وأن هذا الهدف يستلزم التكاتف بين قنوات التليفزيون المصرى والفضائيات الخاصة التى يمر على انطلاق بعضها فى هذه الأيام 15 عاما، كان أولها قناة المحور فى تحقيق الهدف وتبعها دريم والحياة وصدى البلد وسى بى سى والنهار وتن والعاصمة وغيرها من القنوات حتى آخر مولود مصرى فضائى دى إم سى. وحول هذه الموضوع يقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام: حينما ظهرت القنوات الفضائية المصرية الخاصة في بدايات هذا القرن، استبشرنا خيرا بأن تقوم بأداء دورها في خدمة المجتمع والمشاهد وقضاياه ومصلحته الوطنية. وبالفعل كانت قناة المحور ولاتزال ملتزمة بهذا الخط الوطنى في إطار نشاط ملموس، حيث يتأكد يوما بعد يوم التزامها بأخلاقيات العمل الإعلامى، وبالطبع يأتى التليفزيون المصرى فى المقدمة فى البرامج الخدمية وتغليب مصلحة الوطن، بينما ظهرت قنوات أخرى فيما بعد تتنوع فى أدائها ما بين خدمة المصلحة الوطنية أو عدم الاهتمام بها، وأرى أن تعدد القنوات لابد أن يصب كله فى مصلحة المجتمع لأن التعدد ظاهرة طيبة في مجتمع ينص دستوره علي تعدد وتنوع الآراء وحرية الفكر والرأي والتعبير. ويضيف: مانشاهده علي معظم الفضائيات الخاصة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتي الآن يجعلنا نناشد أصحاب القرار بسرعة إصدار التشريعات المنظمة للعمل الإعلامى لضمان الالتزام بأصول المهنة وأخلاقياتها ومنع الممارسات الاحتكارية ومراقبة مصادر تمويل المؤسسات الإعلامية. ويتساءل د.زلطة.. أين هذا الكم الكبير من الفضائيات المصرية من سيناء ومتابعتها على مر الأوقات: فلماذا لم نر اهتماما بهذه البقعة المهمة من القنوات عدا قنوات المحور؟ وتقول د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام: منظومة الإعلام المصرى لابد أن تتشارك فى المصلحة الوطنية ولا ينفصل الإعلام الخاص عن العام، وإن كان الأقرب لتحقيق هذا الهدف هو التليفزيون المصرى ويليه أقدم قناة فضائية المحور وأرى أن على القنوات المصرية يجب أن تعمل فى اتجاه واحد وتتكاتف لخدمة القضايا الكبرى فى المجتمع، ولابد أن تكون هناك وحدة هدف حتى لا يتم استغلال ما يحدث بشكل سيء . وهو ما أكدته الكاتبة فريدة النقاش قائلة: هناك تقصير من الإعلام فى تغطية ومتابعة مايحدث على أرض الواقع فى سيناءوالعريش ومعظم المناطق النائية الأخرى شبة جزيرة سيناء تحتاج الى خطط إعلامية ومتابعة يومية ليس فقط لتغطية الأحداث الطارئة ولكن للوقوف على كل كبيرة وصغيرة هناك وقضايا المرأة والتعليم والثقافة والزراعة وغيرها. فبعض برامج التوك شو مازالت بعيدة عن مناقشة قضايا الوطن الحقيقية وتبحث عن الإثارة وافتعال الأزمات وتحويل الأمور الصغيرة الى قضايا غير مهمة إلا نادرا، كمعالجات متزنة لإعلاميين منهم معتز الدمرداش وقليلون مثله هنا أتوقف أمام إعلام الدولة الذى يتحمل المسئولية، وأطالب الإعلام الرسمى والخاص بتقديم نماذج إنسانية تربط بين المسلم والمسيحى من واقع مايحدث فى العريشوسيناء وهى كثيرة ومتعددة رغم مايحدث هناك من جماعات الإرهاب المعادية للوطن.