نعانى فى مصر بكل أسف ضحالة مستوى الثقافة الصحية، ويستوى فى ذلك الغنى والفقير، والعالم والجاهل وأتصور أن هذا هو السبب فى انتشار كثير من الأمراض الخطيرة مثل السكر، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان، وأيضا الممارسات الطبية الخاطئة للجهل بحقوق المريض. إن الصحة كما وصفتها منظمة الصحة العالمية تعنى حالة السلامة والكفاءة البدنية والعقلية والاجتماعية، وليست مجرد الخلو من المرض والعجز، وأتناول فيما يلى ثقافة الغذاء الصحي: أولا: دور المدرسة: { لابد من عودة المشرف الصحى أو الممارس العام فى جميع المدارس بلا استثناء كما كانت الحال فى الماضي. { إضافة مادة للتربية الصحية ضمن المناهج الدراسية، ويتولى إعدادها أساتذة الصحة العامة فى كليات الطب. { تجريم وجود عربات الأغذية المكشوفة بجميع أنواعها أمام المدارس وإعادة الوجبة الغذائية الصحية للتلاميذ. ثانيا: دور الإعلام: أطالب بوقف البرامج الصحية الاعلانية، فالصحة لاتحتمل الخلط بين الاعلام والإعلان خاصة مع وجود نسبة كبيرة من الأمية، وأدعو نقابة الأطباء بالتعاون مع جهاز الطب الوقائى فى وزارة الصحة الى وضع خطة إعلامية طبية ثقافية تعتمد على المعايير العالمية تغطى كل نواحى الصحة العامة وخاصة الثقافة الغذائية. { تجارة التخسيس وتحقيق الوزن أصبحت من أكثر الممارسات غير المشروعة التى تدر الملايين على من يمتهنها بلا أى رقيب، ومن هنا يجب أن يكون المعهد القومى للتغذية هو المرجع لهذا الأمر، مع وضع حد لمهزلة تتكرر يوميا على معظم الفضائيات والخاسر الوحيد هو المشاهد المصري. { يجب وضع قيود صارمة على الإعلانات الغذائية التى تركز على مواد غذائية ذات سعرات عالية والتى تضع السم فى العسل. ثالثا: دور الجمعيات الوطنية: هناك عدد كبير من الجمعيات الطبية فى معظم تخصصات الطب ولايحضر اجتماعاتها فى الغالب سوى الأطباء، لذلك أطالب بتحديد يوم من أيام اجتماعات هذه اللجان لحضور المواطنين والاستماع إلى كل ما يخص الثقافة الغذائية وفقا لتخصص كل جمعية. رابعا: المجتمع المدني: أتمنى من النقابات والأندية والجمعيات أن تحدد يوما فى الشهر لكى يتحدث فيه أعضاؤها عن الثقافة الصحية، والغذائية بوجه خاص. وأخيرا تبقى هناك مهمتان : الأولي: لوزارة الصحة وأذكرها بأن مهمتها الأساسية ليست علاج الأمراض وإنما الوقاية منها. الثانية: لزملائى الأطباء إذ ينبغى أن نعطى وقتا كافيا للمريض فى كل التخصصات لتوعيته بالغذاء الصحى والإجابة عن كل الاسئلة التى يطرحها فى هذا الشأن لتكون الخريطة الصحية متكاملة وتتحقق الاستفادة من كل عنصر من عناصرها. د. صلاح الغزالى حرب