هنا مدينة القصور الفاخرة والقلاع والأثر ..هنا مدينة الحوارى والأزقة وتاريخ البشر هنا الكنائس والجوامع والفنون ..هنا شوارع تهوى السهر هنا «خلطة» المكان والزمان التى تجمع كل التضاد، فهنا الماضى والحاضر وما يخفى القدر فى نهارها يسعى الجميع ..مكافحين مسرعين ..متذمرين وربما حانقين .. بحاثين عن رزقٍ أو أمل ورغم انها «ساحرة» ... إلا أن ارواحنا احيانا تضيّق بها ..بزخمها وصخبها وبحدود طموحها فهنا القاهرة ...هنا العاصمة و..ما ادراك ما العاصمة ولكن عندما يأتى المساء، تهبط عباءة ليلها الخلاب جالبة لنا بعض السكون .. ومع سطوع بريقها الأخاذ، تخفت اصوات احلامنا ولكنها ابدا لا تصمت ..تبطئ وتيرة الحياة فنقف قليلا لنشاهد جمالها الهادئ ليلا نعيد حسابات نهارا مزدحما بالأفكار ونقرر أن غدا أفضل بِنَا فربما لا تسع أرضها كل طموحٍ لنا ولكنها تبقى الأهم فهى فليست مكانا ولكنها جزءا من وطن.