لا ينكر أحد أن إعلان الرئيس السيسي عن اسم وهوية الانتحاري الذي نفذ تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية ، كان مفاجئا ولم يتوقعه أحد بهذه السرعة ، أي بعد 24 ساعة فقط من الحادث الارهابي المروع ، بل حتي بعض الاجهزة القريبة من دوائر البحث كانت تسير وراء معطيات أخري ، ولكن الجهد الأمني و الفحص المعملي والحمضي بأحدث التقنيات الفنية انتهي سريعا إلي حسم النتيجة وبقوة، وهو جهد مقدر من جموع الشعب المصري، وقد عبر عنه الرئيس مخاطبا البابا تواضروس ، أنه لم يكن من السهل عليه تقدم جنازة الشهداء دون أن يحمل معه ما يطمئن المصريين علي حياتهم ووطنهم، لتتوالي المفاجآت بالقبض علي بعض عناصر الخلية الإرهابية التي شاركت في تنفيذ الجريمة الغادرة، ويتضح أن العقل المدبر لها هو- طبيب- يدعي مهاب مصطفي قاسم وقد تربي علي أفكار سيد قطب التكفيرية ، وانضم الي تنظيم أنصار بيت المقدس ، أي أعتنق الفكر الداعشي ، سافر بعدها للقاء قيادات الاخوان في قطر وعاد محملا بالتكليفات الإرهابية ، وكانت جريمة تفجير البطرسية هي ثمار هذه التكليفات الإخوانية ، رغم أصدار بيان منسوب للجماعة تستنكر فيه العمل الإرهابي ، علي طريقة يقتل القتيل ويمشي في جنازته ؛ ولكن ما يعنيني هنا هو المفاجأة الاخري بالقبض علي شقيق مهاب قائد الخلية الداعشية ، وهو محسن مصطفي قاسم والذي يعمل ضابط ملاحة جوية بمطار القاهرة منذ 13 عاما ، وقد وصفه بيان وزارة الداخلية بانه كان يضطلع بدور بارز في نقل التكليفات من شقيقه الي أعضاء الخلية ، والمشاركة في التخطيط لتنفيذ الجرائم الإرهابية ، ثم يتوجه الي عمله في المراقبة الجوية ، أي تأمين سلامة الطائرات في الجو وأثناء أقلاعها وهبوطها من وإلي مطار القاهرة ، فكيف لمثل هذا الشخص الذي يعتنق الافكار التكفيرية ، أن يؤتمن علي طائرات تحمل مئات الركاب من المصريين والأجانب؟ ، وكيف يعمل بموقع في غاية الأهمية والخطورة، دون أن تكون هناك متابعة له ولأمثاله من الأجهزة الامنية ؟، وهل تورط ضابط الملاحة الجوية في جرائم إرهابية أخري؟ ، أعتقد أن هناك مفاجآت سوف تكشف عنها التحقيقات الجارية حاليا مع أعضاء الخلية الداعشية . [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى