احتفل القتلة والإرهابيون والأذرع الطويلة لجماعة الإخوان بذكري مولد سيد الخلق صلوات الله عليه وسلامه، بإسقاط ستة شهداء من الشرطة وعدد من المصابين.. قبل حدوث الانفجار بساعات كان الرئيس يوجه ويجدد دعوته، التي لم يتوقف عنها منذ ثلاث سنوات،ليكون الخطاب الديني المضاء بالقيم الإسلامية الصحيحة، والمنقي والمصفي من أدران وآثام ما نسب إليه ونفذ باسمه من دعوات قتل وإهدار للدماء وتضليل العقول وقيم أجيال شركاء في المقاومة ودعم بطولات أبناء القوات المسلحة والشرطة في حربهم علي الإرهاب. هل أرواح ودماء الشهداء والمصابين من العسكريين والمدنيين لا يستدعي ويفرض ويعجل بما كان يجب أن يحدث منذ سنوات من تصويب وتنقية وتنوير يوقف تمادي الفكر الضال والاستخدام الإجرامي والشيطاني للدين كغطاء لمآرب ومخططات وتخاريف سياسية وفكر منحرف دمر عقول أجيال باسم الدين الحنيف.. وقد استوقفتني الدعوة التي أعلنها الرئيس في خطابه الذي ألقاه في ذكري المولد النبوي، أنه سبق ووجهها إلي وزير الأوقاف لتكوين لجنة من كبار علماء الاجتماع والنفس والأخلاق والدين لوضع خطة مدروسة لصياغة فهم صحيح للدين، والإجابة علي سؤل مهم.. ماذ نريد أن يعلم الناس عن الجواهر العظيمة لدينهم ويحمل أخطر رسالة مطلوبة الآن، إعادة صياغة أمة وإنقاذها من التشرذم والانقسامات والصراع الذي عصف بها طوال السنوات الماضية، وحولها إلي أمة يتقاتل أبناؤها وتتداعي وتقتات عليها الأمم.. لجنة تدرس وتتحاور وتحدد أفضل ما يحمله الخطاب الديني ليحقق هذه الأهداف، ويطلق العقول والأرواح إلي الآفاق الرحبة للتفكير والتدبر، وغيرها من قيم إحياء العقل والعلم التي دعا إليها القرآن. وكيف يتوافر للخطاب قدرة النفاذ إلي عقول وأرواح أجيال بدأت تفزع وتتمرد علي فكرة الدين، من خلال مفردات عصرهم ومفاهيم ومعطيات زمانهم وكيف يتم وضع خطة لنشر هذا الخطاب من خلال خطب الجمعة خلال عام من فوق منابر مساجدنا في جميع أنحاء مصر، وفي رأيي أن الدعوة لا تصادر علي حق الأئمة في الإبداع الفكري في إطار هذه الخطة. هذه الدعوة بالغة الأهمية، والتي أتفق معها تماما لتكوين لجنة من علماء النفس والاجتماع والدين، التي أتمني أن تضم أيضا خبراء في التربية والتعليم والإعلام والإنسانيات، لتؤدي هذه المهمة بالغة الخطورة بحجم تنامي وتضخم الإرهاب للأسف فهمها وزير الأوقاف علي أنها دعوة للخطبة الموحدة.. وهو ما يلفت إلي أمور مهمة.. أولها أن تصويب الخطاب الديني ليس مهمة المؤسسات الدينية وحدها، أما ثاني الأمور الذي يجب الالتفات إليها في الفهم الخاطئ الذي أجل تنفيذ الدعوة.. أن بعض من يحملون هذه المهمة الجليلة ليسوا علي قدرها، وفي هذا بعض ما يفسر لماذا ظل تجديد الفكر وتصويب الخطاب الديني قاصرا وعاجزا عن دعم المهمات والتضحيات الجليلة التي يقوم بها الجيش والشرطة، والتي يدفعون فيها الدماء لغياب الدعم الفكري للحرب علي الضلال وصناعة التطرف والإرهاب. أثق فيما يتمتع به فضيلة شيخ الأزهر من استنارة وعلم.. وأعرف أنه كانت هناك محاولات جادة لموائد مستديرة حول تصويب الخطاب الديني في الأزهر،. وتوصلت إلي أكثر من وثيقة مهمة لا أعرف لماذا لم تفعل!! وكيف تبدد كثير من الجهد في محاولات لإيقاف كل اجتهاد بدلا من محاولة تصويب الفكر بالفكر. .. وفي هذه اللحظات بالغة الأهمية والمثقلة بالتحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها بلادنا والإرهاب وجماعاته ومواصلة تضليل العقول والأرواح والاجيال الصغيرة في مقدمة أدواته أتمني علي الأمام الطيب أن يقود بلجنة من علماء النفس والاجتماع والتربية والتعليم والعلوم الإنسانية والمفكرين والمبدعين والمستنيرين من علماء الأزهر اليوم وقبل غد ثورة تصويب الخطاب الديني وتوثيق صلاته بالعصر وبالأجيال الجديدة ولتكون امتدادا لقيم ومباديء الرسالة والثورة المحمدية التي كان العقل والإنسانية جوهرا أساسيا لها. الفرحة والزهو الوطني كانت ألوان كلماتي ومقالاتي في مثل هذه الأيام من كل عام احتفالا بإحياء الانتصار العظيم لأبناء مدينتي بورسعيد في معركة 1956، بطولات وعجائب المقاومة التي قام بها أبناء المدينة والتي تحدثت بها الدنيا، وكيف استطاعت فرق المقاومة الشعبية المكونة من شباب وفتيات بعضهم لم يتجاوز الخامسة والسادسة عشرة أن يجبروا القوات البرية والبحرية والجوية للجيوش الثلاثة الغازية علي الانسحاب والخروج من المدينة، وليصبح الثالث والعشرون من ديسمبر تاريخ مغادرة آخر سفينة بريطانية من سفن الغزو لميناء بورسعيد في تمام الخامسة إلا الربع من مساء الأحد 23 ديسمبر، وليؤرخ هذا اليوم لانتصار من أهم انتصارات الوطنية، وهو الرد الأبلغ علي من يتوهمون أنهم يستطيعون كسر إرادة وصلابة المصريين التي تشتد بحجم المخاطر التي تتعرض لها بلادهم. دماء الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن المدينة ومن بينهم الشهيد حسن حمودة الذي كان طالبا بالقناة الاعدادية بنين، والذي ذكرتني به الاستاذة سعاد رشاد، ولو كان لدي من المساحة الكافية لنشرت قوائم بأسماء جميع أبطال معارك 1956، والذين أفشلوا محاولة الجيوش المعتدية [11000] جندي جعل هزيمة واستسلام بورسعيد مدخلا لإعادة احتلال مصر كلها. 23 ديسمبر 2016 أرجو ان يكون يوما تتذكر فيه مصر كلها إنجازات هذا النصر ليس بأن يكون يوم عطلة ونوم وبطالة، فلو كان هذا مافعله أبطال المقاومة ماتم أي انتصار.... ولكن إحياء لوقائع وذكريات النصر في جميع مدارسنا... وفي الإعلام.. وللتعريف بمن رحلوا من الأبطال.. والأحياء متعهم الله بالصحة والعافية.. لقد دعوت من قبل أن تتحول وقائع البطولات الوطنية التي يمتليء بها تاريخنا إلي كتب جميلة من أيدي أبنائنا ومن بينها نصر 1956 الذي سجل وقائعه ابن بورسعيد ومؤرخها أ.ضياء القاضي في حوار صحفي عن بطولات 1956 فوجئت بالزميل الصحفي المحاور وهو من أجيال الوسط لايعرف من هو البطل محمد مهران الذي عاقبه المعتدون بعد القبض عليه بعد نفاد آخر رصاصة معه بأخذ القرنية من عينيه وحرمانه من الإبصار منذ عام 56. لماذا لاتوضع في مدارسنا لوحات شرف بأسماء وصور أبطالنا من المدنيين والعسكريين في مختلف حلقات الشرف والاستشهاد التي كان آخرها حتي الآن شهداء الجمعة الماضي سلام عليهم جميعا ولماذا لاتقام سباقات جادة وبجوائز محترمة ومؤثرة تضاف الي مجاميع النجاح والرسوب حول مايعرفه أولادنا عن هؤلاء الأبطال لتحميهم من التغريب الذي يصنعه ضعف التعليم ولتظل متقدة وحارة مقومات العزة والكرامة والوطنية وسائر الصفات الأصيلة للشخصية المصرية. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد