سلام على أرواح الشهداء وتحيات إجلال وإكبار لهم، وللمصابين من أنبل وأشرف أبناء مصر من جنود وضباط جيشها، وشرطتها أبناء أنبل المصريين وخاصة من بسطاتها من ملح الارض وصناع الحياة.. أبطال معركة الخميس 29/1 الذين يتوالى تكشف بطولاتهم التى واجهوا بها ماتصور البعض أنه هجوم لمجموعات إرهابية.. بينما يتوالى من تفاصيل أنهم قاموا بصد وايقاف تقدم تشكيلات قتالية مزودة بأحدث الاسلحة، وعلى أعلى مستويات التجهيز والتدريب، أثق أنه عندما تعلن القوات المسلحة فى إطار ما تسمح به مقتضيات الأمن ستتبدى البطولات الرائعة التى قام بها خير وأشرف وأصلب جنود الارض فى مواجهة الامتداد الارهابى الذى توهم مخططوه وممولوه أنهم بما زودوا به من أسلحة متطورة يمكن أن يتقدموا من العريش بعد هزيمة عاجلة للقوات التى ستواجههم ويصبح طريقهم مفتوحا إلى بور فؤاد التى لاتبعد أكثر من 150 كيلو مترا عن العريش! فكانت البطولات العظيمة، ومن المؤكد سيأتى أوان تقديمها ليباهى المصريون أكثر بجيشهم وأبنائهم الذين كشفوا عنف وشراسة التدابير الحثيثة التى أعدها الإرهابيون القتلة والخونة الذين توهموا أنهم يستطيعون أن يهزموا هؤلاء المقاتلين العظام ويضموا أرض سيناء أو ولاية سيناء كما يطلقون عليها ومنطقة القناة إلى مايحدث فى العراق وسوريا واليمن وليبيا.. قراءاتى ومتابعاتى لتفاصيل كثيرة لم تنشر حول ماحدث الخميس 29/1 فى العريش تؤكد أن هؤلاء المقاتلين العظام أسقطوا مخططا اجراميا ظن مخططوه وممولوه وأدواتهم ووكلاؤهم وأذرعهم وذيولهم أنهم لايمكن أن يفشلوا فيه.. فسحقه وسحقهم أبطالنا العظام. المتآمرون والمأجورون الذين توهموا أنهم يستطيعون أن يقتربوا من منطقة القناة يبدو أنهم لم يسمعوا عما فعله أبناء بورسعيد والسويس والاسماعيلية بالقوات الغازية البرية والبحرية والجوية لثلاثة جيوش اتكلم عن المقاومة الشعبية وحدها التى ساندتها عناصر قليلة من الجيش والشرطة فقط 1956.. وحلقات بطولة المقاتل المصرى فى حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973 لا مجال للحديث عنها الآن.. كانت المواجهات والمعارك دائما مع عدو واضح الهوية.. أما الحرب التى يخوضها المصريون الآن مع جيشهم وشرطتهم فهى مع تآمر وارهاب جماعات وتنظيمات معلنة وسرية وعصابات بادية وعصابات خافية وراءها قوى دولية واقليمية وداخلية واخطر تحالف يريد تدمير وتخريب العالم الآن ونقل جميع هذه الجماعات والعصابات والتنظيمات بالوكالة لتحالف الامبريالية الامريكية الصهيونية والاستعمار الاوروبى القديم، والمصريون يواجهون حربا مفتوحة على كل أشكال العنف والارهاب لكل فصيل من فصائل الشر والتآمر، وماحدث فى العريش 29/1 سحق محاولة حشد لها من قاموا بالتخطيط والتمويل لتكون طوق نجاة من انكساراتهم وفشلهم رغم كل حلقات الموت والاتجار بالدم التى لم يتوقفوا عنها منذ استعاد المصريون ثورتهم فى 30/6/2013.. وما ليس بعيدا عنه مؤامرة أو اجتماع واشنطن وتدليس وأكاذيب منظمات حقوقية دولية وحلقات العنف والارهاب التى تدار فى مصر الآن بعد النقلة النوعية فى جنون هذه العمليات.. على كل هذا التآمر والارهاب والتخطيط والتمويل كان النصر العزيز الذى حققه أبطالنا العظام فى العريش 29/1، فليخرس ويقطع لسانه كل من يتطاول أو يقلل أو يستهين فقد كانوا دائما وسيظلون خير وأصلب وأشرف جند الأرض. لدى احساس عميق يطيب ويجفف وجع روحى كلما استرجعت مافعله شياطين الأرض بابن الأردن العزيز معاذ الكساسبة أن الخالق عز وجل الذى كتب على نفسه الرحمة جعل النار على معاذ بردا وسلاما، وسلام على جميع أبناء شهداء الحق الواجب والدفاع عن أوطانهم والذين يدفعون بالدم والحياة ثمن ما تركنا أمتنا تنهار إليه تحت أقدام أحقر وأسفل من فيها الذين يعملون بالوكالة ويحركهم بالأزرار الطاغوت الامريكى الصهيونى وخدامه الاقليميون والمحليون.. خارج وداخل مصر والأمة كلها. جدوى الكتابة.. أتساءل عنها وأنا أرقب المشهد العبثى الحادث وعشرات الاسئلة التى تطرح علينا ويجب أن نجد لها اجابات عاجلة.. كيف نغلق بوابات جهنم التى فتحها على الارض موتورون ومضللون ومأجورون وعملاء وجهلاء؟! وكيف نعالج ما عطب وضل من عقول وأرواح؟! وكيف نحمى أجيالا جديدة من الالتحاق بهم؟! أليست مهمة أساسية وأولوية على مؤسسة الازهر بشراكة من جميع مؤسسات الدولة يتقدمها الثقافة والشباب والاعلام والتربية والتعليم.. وهل استحدث فى المناهج ما يستطيع ان يعالج مايستمد من موجات ارهاب.. أتمنى ان أجد اجابات عملية.. من آباء وأمهات يستطيعون أن يكشفوا ماحدث أو لم يحدث فى مناهج أولادهم بعد الثورة 25/30 وهل مازالت حية ترزق وتعمل وتنشر الفاشية تلك الجمعيات الدينية المنتشرة والمسيطرة فى الاحياء الشعبية فى المدن الكبرى وفى جميع قرانا وأحيائنا وعشوائياتنا.. هذه الجمعيات التى تربى وترعى أقسى صور التخلف والتطرف.. نعم هذا الفكر المنحرف لا علاقة له بصحيح الدين ولكن هل تحدث مواجهات حادة للفكر الذى صنع هذا الضلال وماذا عن أجيال صغيرة قد لاتفهم أو تصدق أنه لاينتمى لصحيح الاسلام وهل ما يدرس فى المدارس يستطيع أن يحصن العقول الصغيرة أن يتلقوا قشورا تصنع جهلاء يدينهم ومن الممكن دس بذور أى فكر منحرف فى عقولهم. نرجوكم لم تعد تكفى بيانات الشجب والادانة.. ويجب أن يعلن للمصريين الخطط والخطوات العملية على الارض التى ستعود بها أغلب مؤسسات الدولة إلى القيام بمسئولياتها التى دمرها الانشغال بالفساد والافساد والاستبداد وبناء الثروات المحرمة وترك العقول والارواح تنفرد بها جماعات الفاشية والجهالة الدينية التى أوجدتها ووجدت فيها مخططات الفوضى الخلاقة واعادة تقسيم وترسيم حدود وشعوب المنطقة. أفضل أدوات ووكلاء اذا كانت حمى وحمم الغضب تملأ من ليس لهم مسئوليات مباشرة عن التصدى لهذا الفكر وجماعاته الفاشية الارهابية التى حولت المنطقة إلى بحيرات دماء وموت والمدن إلى خرائب.. من يشترون البترول المسروق أليسوا شركاء وداعمين أساسيين لهذه الجماعات؟! وسط هذا الطوفان للموت والدم والخراب وتشريد ملايين البشر من بيوتهم ومدنهم، ما مشاعر من كانوا يجب أن يتقدموا الصفوف ليصححوا ويقوموا بتقويم الفكر المنحرف واقامة حوائط الصد والتأمين العقلى الروحى ويفردوا مظلات الأمان فوق الامة بكل ما فى الدين من عدالة واستنارة وقيم ومع سائر مؤسسات الدولة تمنع تمدد وتسرطن هذا الفكر وجماعاته.. رجاء أخير ألا يوضع الأمر فى اطار معارك هجوم ودفاع.. هناك أمة مهددة بالذبح والحرق والتدمير بمخططات أمريكية صهيونية وبأيدى وفكر هذه الجماعات الارهابية الفاشية اذا لم يقاتل كل واحد فى موقع مسئوليته قال الشرفاء والأمناء فى هذه اللحظات المصيرية من عمر وتاريخ الأمة. وفى الاثنين.. ماحدث لأبنائنا فى 29/1 فى سيناء ولمعاذ الكساسبة فى الاردن فالضلال الفكرى واحد.. والمؤامرة والمخطط واحد.. والأدوات العميلة والعاملة بالوكالة واحدة. هل كنا نحتاج إلى كل هذا الموت والدم والعنف والوحشية والخسة والنذالة والغدر لندرك حجم المأساة أو لم ندركها بعد.. أولم ندرك أن المواجهات الجادة والحاسمة تأخرت وماذا ننتظر أكثر لنضيف إلى المواجهات البطولية التى تقوم بها بشرف وبسالة القوات المسلحة والشرطة فروض المواجهات الفكرية والانسانية والاقتصادية وتجفيف منابع وجماعات وجمعيات الفكر المنحرف والمضلل وتمد الدولة وجميع المؤسسات الثقافية والشبابية جسور اتصال قوية ودائمة مع الملايين الأكثر استحقاقا للرعاية والحقوق الأصيلة فى العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد