ارتفاع طفيف بأسعار الذهب في مصر خلال تعاملات اليوم    وزير التنمية المحلية: 50 ألف طلب تصالح على مخالفات البناء خلال أسبوع    الاتحاد الأوروبي: توسيع العقوبات ضد إيران بسبب أنشطتها بالبحر الأحمر وإرسال أسلحة لروسيا    ضبط تشكيل عصابي بمطروح بتهمة الإتجار بالأسلحة والبضائع المهربة جمركياً    خلال 24 ساعة.. ضبط 4072 قضية سرقة تيار كهربائي    خلافات بين شيرين عبدالوهاب وشركة الإنتاج "الفنانة تتحدث عن الأزمة"    تنطلق الأربعاء 15 مايو.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الأزهرية 2024 بالمنيا    بمشاركة 110 شركة.. نقيب الزراعيين يفتتح معرض الوادي لتقنيات الزراعة الحديثة بالأقصر    وزر النقل: لا استيراد لأي مهمات خاصة بالسكك الحديدية، وتصنيعها محليا    توريد 75 ألف طن قمح بالقليوبية    وزيرة الهجرة تبدأ جولة في بني سويف ضمن مبادرة «مراكب النجاة»    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    متحدثة أممية: 450 ألف فلسطيني دون مأوى بسبب النزوح القسري    البنتاجون يرفض التعليق على القصف الأوكراني لمدينة بيلجورود الروسية    كوريا الجنوبية تعزز جاهزية الجيش للرد على جميع التهديدات    دبابات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل تجاه وسط رفح    أول تعليق من مبابي حول إعلان انتقاله لفريقه الجديد    وفاة ملاكم بريطاني في أول نزال احترافي له    إبراهيم حسن يوضح حقيقة تصريحات شقيقه الصادمة بخصوص لاعبي المنتخب    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    "وش السعد".. ألقاب الأهلي على ملعب رادس قبل نهائي دوري الأبطال    مجلس الدولة: على الدولة توفير الرعاية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة    وزير الأوقاف: لنقف صفًا وسطيًا حقيقيًا في مواجهة أي محاولة اختراق لمنهج الأزهر الوسطي    درجة الحرارة الآن.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-5-2024 (تفاصيل)    تكثيف أمني أمام جلسة محاكمة 57 متهما بقضية اللجان النوعية للإخوان    إلغاء العام الدراسي لطالب ورسوبه بسبب الغش واستخدام الهاتف المحمول في الجيزة    «التعليم»: لجان مراقبة داخل لجان امتحانات الثانوية العامة 2024    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    من الكليبات لعضوية لجنة التحكيم بمهرجان كان، نادين لبكي قصة نجاح    بمناسبة يومها العالمي، وزارة الثقافة تفتح أبواب المتاحف مجانا عدة أيام    أنور وجدي.. أبرز صُناع السينما المصرية في تاريخها.. حلم بأن يكون النسخة المحلية من شارلي شابلن.. أول أجر حصل عليه قرشان.. وهذا هو اسمه الحقيقي    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    تنظيم مقابل الخدمات بالمستشفيات الأبرز، تعرف على توصيات لجنة الصحة بالبرلمان    طريقة عمل وافل الشيكولاتة، لذيذة وسهلة التحضير    جامعة القاهرة تقرر زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    الطاهري: مصر تباشر دورها وحرصها الدائم على إيقاف نزيف الدماء الفلسطينية    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    يوسف زيدان يهدد: سأنسحب من عضوية "تكوين" حال مناظرة إسلام بحيري ل عبد الله رشدي    الأنبا يواقيم يرأس صلوات قداس عيد استشهاد الأم دولاجي وأولادها الأربعة بالأقصر (صور)    الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر    قرار عاجل من «الداخلية» بشأن آخر مهلة لتوفيق أوضاع الأجانب و«ضيوف مصر» (الموعد)    ارتفاع معدل التضخم في إسبانيا إلى 3.3% خلال أبريل الماضي    تعرف على إرشادات الاستخدام الآمن ل «بخاخ الربو»    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    الحكومة التايلندية توافق على زيادة الحد الأدنى الأجور إلى 400 باهت يوميا    حكم الشرع في زيارة الأضرحة وهل الأمر بدعة.. أزهري يجيب    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر بعد ضم وقفة عرفات    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    برشلونة يسترد المركز الثاني بالفوز على سوسيداد.. ورقم تاريخي ل تير شتيجن    سلوى محمد علي تكشف نتائج تقديمها شخصية الخالة خيرية ب«عالم سمسم»    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    إبراهيم حسن يكشف حقيقة تصريحات شقيقه بأن الدوري لايوجد به لاعب يصلح للمنتخب    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك وتمتد فيه عافيتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبيل الإعلان عن رئيس مصر المقبل
الفقهاء يطالبون بالمصالحة الوطنية‏..‏ ورعاية حقوق الأقباط ودعم الأزهر

بعد إسدال الستار علي سباق رئاسة الجمهورية‏,‏ وقبيل الإعلان رسميا عن اسم رئيس مصر الثورة‏,‏ يطالب علماء الدين جموع الشعب المصري بضبط النفس وقبول نتيجة الانتخابات والتزام الهدوء والسكينة والتسليم بما اختاره الشعب وجاء به الصندوق. ودعا العلماء إلي المصالحة بين جميع أبناء الشعب وبدء صفحة جديدة وغلق باب الحديث عن مميزات وعيوب المرشحين والكف عن التحليلات والسيناريوهات التي كانت مطروحة قبل إعلان المرشح الفائز, وإخلاص النية والعمل من الجميع علي نهضة الوطن.
وطالب العلماء الرئيس الجديد بالوفاء بتعهداته للشعب, والبدء بالمصالحة بين جميع أطيافه, وأن يضم إلي جانبه البطانة الصالحة الناصحة, وأن يعتبر مما آل إليه مصير الرئيس السابق والعمل علي النهوض بالوطن وحل جميع مشكلاته الداخلية والخارجية. وطالب علماء الدين, الرئيس الجديد بدعم الأزهر الشريف وجامعته وإعادته إلي سابق عهده كمنارة علمية لنشر المنهج الإسلامي الوسطي المستنير في ربوع العالم. كما طالبوا بضرورة رعاية أئمة ودعاة وزارة الأوقاف وإنشاء نقابة مهنية ترعي شئونهم, وتسخير الإمكانات اللازمة لرفع مستوي الأئمة والخطباء ماليا وعلميا, وتنظيم الدورات ووضع الخطط اللازمة للنهوض بمستوي الدعاة وتجديد الخطاب الديني, ودعم العلاقات مع الدول الإسلامية من خلال إنشاء مراكز علمية تابعة للأزهر تنشر الثقافة الإسلامية الوسطية التي لا تتعصب لأي مذهب.
في البداية أعرب الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية, وعضو مجمع البحوث الإسلامية, عن أسفه مما شهدته مصر في الأيام الأخيرة من نشر الشائعات والاتهامات المتبادلة, التي أساءت إلي صورة مصر في العالم كله, وكانت بعيدة كل البعد عن أخلاق المصريين, وما نادي به الإسلام.
وطالب المهدي الرئيس الجديد بالعمل علي إحياء التقاليد السامية والأخلاق الحميدة وتزكية الروح الدينية للنفوس المتعلقة بالله في النفع والضر وإعادة الشعب المصري إلي طبيعته وفطرته السليمة التي عرف بها علي مدي التاريخ.
إصلاح التعليم والإعلام
كما طالب المهدي رئيس مصر بالعمل أيضا علي إصلاح المنظومة التعليمية والثقافية والإعلامية, واعتبرها أهم منظومة تحتاج إلي إصلاح عاجل من اجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي والتوافق الاجتماعي. وتحقيق العدل الاجتماعي المطلق بين جميع المصريين مسلمين ومسيحيين, بما يحقق الارتقاء والرخاء لمصر وجميع أبناء الشعب, وأشار إلي أن العدل والاستقرار لا يتحقق إلا بجناحي العدالة: عقوبة الظالم, والإحسان إلي المصلح. كما هو الحال في قصة ذي القرنين التي جسدها القرآن الكريم في سورة الكهف.. أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلي ربه فيعذبه عذابا نكرا. وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسني...
وناشد جميعها تيارات وأحزاب وفصائل الشعب المصري بأن تعمل جاهدة من أجل رفعة هذا الوطن بعيدا عن التعصب لحزب أو جماعة أو تيار بعينه, وأن يرفع الرئيس شعار التسامح مع الجميع, خصومه قبل مؤيديه, وأن يتخلي الجميع عن روح التشفي والانتقام وتصفية الحسابات, فمصر ليست ملكا لأشخاص لتدفع فاتورة تصفية حساباتهم, أو يحققوا مصالح شخصية علي حساب مصلحة الوطن.
وطالب المهدي رئيس مصر الجديد بمد يد العون والتعاون للجميع وقبول العون والنصيحة من الجميع, فليس كل من كان يعمل مع النظام السابق مجرما, بل يجب فقط محاسبة من ثبت فعلا تورطه في الفساد, علي أن يحاكم محاكمة عادلة مهما كان موقف النظام الجديد منه.
في السياق نفسه طالب الدكتور محمد ربيع ثابت, الأستاذ بالجامعة العمالية بأسيوط, رئيس مصر الجديد بأن يجسد نموذج المصالحة ضاربا المثل بنفسه, فليس عيبا أن يتجه الرئيس إلي زيارة ومصالحة خصومه ومنافسيه السابقين في السباق الرئاسي الذين لم يحالفهم الحظ, وكذلك خصومه السياسيون, والأحزاب الأخري غير المنتمي لها, بالإضافة إلي الأخوة الأقباط, وغيرهم.. وأن يمد يده للجميع ويرحب بتعاونهم من أجل مصر, فهذه شيم الكبار, لاسيما أنه لم يعد هناك مجال للندية أو المنافسة.
ترميم علاقات المجتمع
وطالب الشيخ جمال قطب,رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا, الرئيس الجديد بأن يضع نصب عينه معالم الواقع المصري الحالي وفي مقدمتها هذا الانقسام الحاد والاستقطاب الذي حدث بين الشعب المصري, فالواقع يريد من الرئيس سعيا دءوبا نحو ترميم علاقات المجتمع وتأكيد دوام الثورة وتلاشي الثورة المضادة.
وطالب قطب رئيس الجمهورية الجديد والعاملين معه بأن يحافظوا علي منصب الرئاسة من أن يصيبه ما أصاب مجلس الشعب من سلبية وخلل وعدم انضباط وليبحث الرئيس الجديد ومعاونوه جديا عن قنوات اتصال مع أعصاب المجتمع وأطرافه, وعلي الشعب أيضا أن يتحلي دائما بسعة الصدر والتجرد, والتخلي عن سياسة التخوين للآخرين, حتي تتسع مصرنا لجميع أهلها.
مصر فوق الأشخاص والأحزاب.
من جانبه قال الدكتور علوي أمين أستاذ الفقه بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إذا كان الجميع قد أخذ فرصته في المنافسة وممارسة الديمقراطية بالشكل الذي أراده الشعب وتباينت الآراء والاتجاهات تبعا لقناعة كل حزب أو جماعة, إلا أنه بعد انتهاء السباق وحسم النتيجة يجب علي جميع المصريين التسليم بما أفرزه الصندوق, والنظر للأمام وعدم الالتفات إلي الوراء, سواء كان الصندوق قد جاء بما نحب أو نكره, فمصر أحب إلينا من الجميع وأبقي عندنا من الأشخاص والأفراد نعم من حقنا أن نتصارع تحت سفح الجبل ما شئنا فإذا وصل واحد منا إلي القمة فلنقف معه جميعا بأيدينا حتي لا يسقط وتسقط معه البلاد وتسقط مصر.
وأوضح د. علوي أمين أنه لا يجوز لأي مصري إذا كان محبا لهذا الوطن ان يفكر في تصفية الحسابات والمكائد والمؤامرات والنيل من بعض الخصوم, كما لا يجوز للمعارضين أنصار الفريق الخاسر في سباق الرئاسة التقاعس عن التعاون وخدمة الوطن كمحاولة لإفشال الرئيس الذي اختاره الشعب بإرادته الحرة, كل ذلك يجب أن ننبذه ونلفظه ونرفع شعار المصالحة والوحدة والعمل والإنتاج وبناء مصر وطننا جميعا..ومن ثم فإنه يتحتم علينا أن يتكاتف الجميع مع الرئيس الذي أتي به الصندوق وأن يقدم ما يستطيع لخدمة مصر ومصلحة مصر وأن تلقي كل مصلحة تعارض ذلك خلف الظهور, ولنري الله من أنفسنا خيرا في وطننا الغالي الذي استنزفت خيراته وشلت عجلة الإنتاج به منذ عام ونصف العام. وفي هذا المقام لا يفوتنا أن نطالب الرئيس الذي أفرزته الثورة ودماء الشهداء بأن يتقي الله في الشعب الذي قيضه الله لخدمته, وعليه أن يضع نصب عينه دائما قول الله تعالي وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال.
رئيس لكل المصريين
وأكد الدكتور إسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر أن ما خلفه النظام السابق ومن بعده الثورة من سلبيات وانفلات أمني وأخلاقي, وشلل في عجلة الإنتاج, وغير ذلك, أمر يستعصي علي أي رئيس في العالم علاجه بمفرده. وناشد شاهين الشعب حسن التعاون مع رئيس مصر وألا يبخل ذو الخبرات بخبراتهم ولو كان الرئيس علي خلاف ترشيحهم, فمصر تحتاج لجهود أبنائها للتخلص من المشكلات والسلبيات التي أصابتها وقت الانشغال بالتحول الديمقراطي, وحتي يمكنها أن تنهض من جديد, ولا شك في أن ما ورثه الرئيس الجديد من مشكلات أمر لا ينكره عاقل, ولا يمكن لأي رئيس التصدي لها ومعالجتها بغير بطانة صالحة وشعب أبي محب لوطنه غيور عليه.
وطالب إسماعيل شاهين الرئيس الجديد بأن يكون رئيسا لكل المصريين مسلميهم وأقباطهم, فقراءهم وأغنياءهم, ضعفاءهم وأقوياءهم, وأن يكون أخا للكبير وأبا للصغير, مخالطا لهم وليس منعزلا عنهم, وأن يسمع منهم ولا يكتفي بالسماع عنهم, وأن يسعي لتطبيق برنامجه الذي أعلنه مرارا ويوفي بجميع عهوده مع شعبه الذي أعطاه ثقته, ويحل المشكلات العالقة التي تستقبله.
رعاية العلماء
الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق يطالب الرئيس الجديد بأن يخصص لنفسه يوما يلتقي فيه علماء الأمة ليقدموا له النصيحة ويتم التناصح بين الطرفين مصداقا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم أن تناصحوا مع من ولاه الله أمركم, كما نطالبه أيضا بالوقوف إلي جوار الأزهر الشريف لأنه يمثل قلب الإسلام ومرجعية الأمة وقديما قال أحد شوامخ المؤرخين: من لم يذهب إلي مصر ما رأي مجد الإسلام ولا عزه لأن فيها الأزهر الشريف وكذلك عليه أن يعمل علي نشر التراث والثقافة الإسلامية ويدعم وسائل الإعلام القائمة بذلك, وأن يراقب الله عز وجل ويحرص علي توثيق الصلة بالله فمن يتق الله كان الله معه, وأن يقيم العدالة بين الناس ولا يستبد برأيه وعليه تطبيق مبدأ الشوري في إتخاذ القرارات ويعمل علي جمع كلمة أبناء الوطن فلا ينحاز لفئة دون أخري ويكون أبا للصغير وأخا للكبير, وأن يكون علي مسافة واحدة من جميع أبناء الأمة ولا ينحاز للأقارب أو الأصدقاء أو الذين انتخبوه فقط, لكن عليه أن يدرك أنه أصبح مسئولا عن الجميع فيقول الحق ويرسي العدل, ويشير إلي أن واجب المجتمع أن يطيعه وذلك مصداقا لقوله تعالي: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم, وهذه الطاعة تكون فيما هو معروف وليس في معصية الله لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وندعو الله أن يوفقه علي تحمل المسئولية وأن يجنب مصر مخاطر الفرقة والخلاف.
دعم الأزهر
وعن دور الرئيس الجديد في دعم الأزهر والمؤسسة الدينية الرسمية يقول الدكتور محمد كمال إمام, أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية, إن الأزهر الشريف يمثل قلب الشعب المصري ويحمل تاريخا طويلا من العلم والتنوير الحضاري والفكري وكان له دور كبير في كل الأحداث التي عاشتها مصر علي مدي السنوات السابقة, وكان الأزهر دائما يمثل الاعتدال والوسطية وبذلك أصبح رمزا لمصر ويقصده أبناء الأمة العربية والإسلامية لطلب العلم, ومن هنا نقول إن الرئيس الجديد وهو رمزية مصر عليه أن يضع الأزهر الشريف في قلبه ويكون محل اهتمامه ورعايته, ومصلحة مصر أن يكون هناك تعاون بين الرئيس والأزهر لما فيه مصلحة الأمة بجميع أطيافها وأن تكون هناك نظرة سريعة علي الحاضر ونظرة دقيقة علي المستقبل وأن يكون الأزهر الشريف حاضرا في رسم مستقبل الأمة لأنه رمز الوسطية والسماحة التي تحترم حقوق الآخرين, وأكد هذا الرأي الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية مطالبا الرئيس الجديد بأن يحافظ علي استقلال الأزهر الشريف في تشكيلاته وهيئاته وما يصدر عنه من آراء علمية وفتاوي.
الاهتمام بالتعليم الأزهري
وعن ضرورة الاهتمام بالتعليم الأزهري ونشر الثقافة الإسلامية ورعاية أبناء العالم الإسلامي الذين يتلقون العلم بالأزهر يقول الدكتور طه أبو كريشة, نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق: ارتبط اسم مصر عالميا بالأزهر الشريف حيث لا تذكر مصر في أي مكان علي ظهر الأرض إلا وتلتفت القلوب جميعها بكل مشاعر التقدير والإعزاز لأن رسالة الأزهر الشريف هي رسالة الإسلام وكما نعرف أن كعبة الإسلام هي بيت الله الحرام, والأزهر الشريف عرف بأنه كعبة العلم بمعني أنه المقصد الأول الذي تتجه إليه قلوب أبناء العالم الإسلامي إذا أرادوا أن يتلقوا العلم من منبعه الأصيل, ومن هنا تأتي ضرورة الحفاظ علي هذه المكانة العالمية للأزهر الشريف ولكي تكون هذه المكانة في الدرجة العليا فإنه ينبغي أن توفر له الميزانيات المالية الكافية التي تعينه علي القيام بهذه الرسالة العالمية لأن الأزهر ليس لمصر وحدها إنما لأبناء العالم كله ومن هنا يجب أن يوضع في الاعتبار هذا الجزء من رسالته حتي تغطي الميزانيات المرصودة لما يكفي لاستقبال أبناء العالم الإسلامي وإيجاد المعاهد والكليات التي تستوعبهم بالإضافة إلي مدينة البعوث الإسلامية التي هي بيت أبناء العالم الإسلامي كله.
ويضيف أنه من المسئوليات الواجبة لكي يقوم الأزهر الشريف برسالته كاملة توفير الأماكن اللائقة به في كل جزء من أجزاء مصر في المدن والقري والعواصم هذا بالإضافة إلي المراكز الأزهرية الخارجية التي يشرف علها الأزهر الشريف, وأن يكون للأزهر المشورة التي تتعلق بكل أمور الدين في المعاهد والمدارس العلمية خارج الأزهر الشريف حتي يتم وضع المنهج الإسلامي الوسطي في المقررات الدينية في تلك المدارس والمعاهد والكليات.
رعاية الأئمة والدعاة
كما طالب علماء الدين بضرورة رعاية أئمة ودعاة وزارة الأوقاف وإنشاء نقابة مهنية ترعي شئونهم وأكد الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن الأئمة والدعاة هم صمام الأمان والأمن للمجتمع, وهم يشاركون بشكل كبير في تشكيل عقل الأمة, وفي العقود الاخيرة أهمل القائمون بالدعوة بشكل واضح وقدمهم الإعلام بشكل غير لائق فضعفت ثقة الناس بهم, بل ضعفت ثقتهم بأنفسهم وبالتالي لم تعد لديهم القدرة علي التوجيه ونتج عن هذا أمية دينية واسعة, وتحول الخطاب الديني إلي مجموعات أخري غير متخصصة, بعضهم أجاد والبعض لم يكن كذلك, ولذا نطلب من الرئيس القادم أن يوجه جل اهتمامه لإعادة ثقة الداعية بنفسه وثقة الجماهير به ولا يكون هذا إلا بتحقيق عدة مطالب منها: عمل كادر خاص للدعاة يوفر لهم حياة كريمة علي غرار زملائهم من الهيئات القضائية وعمل قانون ينظم الدعوة الإسلامية والإفتاء, بحيث لا يتصدر لها إلا من كان أهلا للقيام بالدعوة ولا يرتدي زيهم من ليس منهم وإقرار نقابة عامة للدعاة ترعي شئونهم ودعمها ماديا ومعنويا, مضاعفة الميزانية الخاصة باعمار المساجد وتشجيع الجمعيات الأهلية للقيام بالاسهام في إعمار المساجد دون التدخل في الدعوة وعمل الإمام وسنكون نحن الدعاة علي قدر المسئولية ونعاهد الله تعالي علي أننا سنعمل كأصحاب رسالة ولسنا مجرد موظفين.
حقوق غير المسلمين
كما طالب علماء الدين بأن يؤكد الرئيس الجديد حقوق غير المسلمين وأكدوا أن هذا يعد ضرورة شرعية ووطنية وقال الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد مصطفي محمود إن الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصري تعد أهم الملفات التي يجب أن تنال اهتمام الرئيس الجديد, ولابد أن ننمي قيم المواطنة والأخوة في الوطن ونؤكد أنها لا تتعارض مع اختلاف العقيدة, فالشعب المصري عاش علي المقولة التي وحدت المصريين علي مر العصور وهي أن الدين لله والوطن للجميع, ودور الرئيس في هذا الإطار يتمثل في إعلاء القانون والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه بالعبث بمقدرات الوطن ونشر بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الأمة لأن أعداء مصر يتربصون بها ويسعون دائما لخلق المشاكل بين المسلمين والمسيحيين, فلابد أن تكون هناك إجراءات مشددة لمواجهة كل انحراف في هذه القضية لأن إعمال القانون وتشديد العقوبات في مثل هذه الجرائم يحمي الوطن من الفتنة, ويناشد الرئيس الجديد أن يؤكد في بداية توليه المسئولية حقوق غير المسلمين لأن الدين الإسلامي يحمل الكثير من التعاليم التي تحمي حقوق كل الناس مسلمين وغير مسلمين وقد نظم الإسلام علاقة المسلم بغير المسلم في جميع المجالات وبينها وحدد حقوق كل منهما وصلته بالآخر, فغير المسلمين لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما علي المسلمين من واجبات, ولابد أن يشعر غير المسلمين بهذا حتي نبدد ونواجه كل الشائعات التي تظهر في الوقت الحالي وينشرها أعداء الوطن, وقيام الرئيس بهذا يعد واجبا شرعيا وضرورة وطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.