تمثل الزيارة التى يبدؤها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى البرتغال اليوم، نقلة نوعية مهمة فى علاقات الدولتين، حيث تعد تلك الزيارة هى الأولى لرئيس مصرى منذ 20 سنة، ثم إنها أول «زيارة دولة» تستضيفها البرتغال، منذ تولى رئيسها مارسيلو دى سوزا مهام منصبه فى مارس الماضى. ولا ترجع علاقات مصر والبرتغال إلى عشرات السنين فقط، بل يعود تاريخ العلاقات إلى القرن الثامن الميلادى، خلال الحكم العربى للبرتغال، واليوم، فإن الدولتين يجمع بينهما أنهما طرفان فى عملية برشلونة، والاتحاد من أجل المتوسط، ومنتدى المتوسط، والحوار الأوروبى الإفريقى. وتمتد العلاقات إلى المجال الاقتصادى، والاستثمارات، والتجارة، والثقافة والفنون. وتمثل السياحة جانبا مهما أيضا، خاصة أن مصر تسعى حاليا إلى جذب السياح من مختلف الدول الأوروبية، وبالنسبة للاستثمارات، فإن حجم الاستثمارات البرتغالية فى مصر يزيد على 520 مليون يورو، ولا شك فى أن زيارة الرئيس السيسى اليوم سوف تتطرق إلى بحث زيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، لتحقيق مصلحة الدولتين. وفى يونيو الماضى، تم توقيع اتفاق لتشجيع الاستثمار بين البلدين، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية البرتغالى أوجوستو سانتوس سيلفا، وسوف تشهد الأيام المقبلة ازديادا فى حجم التجارة البينية بين البلدين، ونقل التكنولوجيا البرتغالية المتطورة إلى كل قطاعات الصناعة المصرية. ويجمع بين الدولتين أيضا العديد من الاتفاقيات فى جميع المجالات: الاقتصادية، والتجارية والسياحية والثقافية والفنية، حيث بلغ حجم التجارة بين الدولتين 194 مليون يورو فى عام 2015. والواقع أن العلاقات مع البرتغال تعد البوابة للتعامل مع مجموعة من الدول الناطقة باللغة البرتغالية، والتى تجمعها منظمة الدول الناطقة بالبرتغالية، التى أنشئت عام 1996، وتضم البرتغال والبرازيل وأنجولا وموزمبيق وغينيا بيساو والرأس الأخضر، إلى جانب غينيا الاستوائية، وغيرها. لمزيد من مقالات راى الاهرام