كيف تحول هذا الحى الراقى إلى حى شعبى بل عشوائي... ولست أعنى بحى راق انه يسكنه الاثرياء.. فهذه فكرة خاطئة عن بعض الأحياء الراقية القديمة مثل بعض مناطق أخرى فى المعادى أو مصر الجديدة لأن أغلب الأهالى بحى الزمالك يدفعون ايجارات قديمة التى لا تتعدى جنيهات تعد على أصابع اليد، ولكن المقصود بالرقى هو التميز فى المعمار القديم والاصالة، والذى يعد جزءا من تراث القاهرة الذى نفتخر به كشعب بأكمله فإذا امعنا النظر إلى القصور والفيلات القديمة بالحي، فستجد متعة لإشباع نظرك لتلك المبانى التاريخية التى تحولت اغلبها إلى مدارس وكليات جامعية أو مكتبة كبرى مثل مكتبة القاهرة الكبري، فلكل مبنى تاريخ يحمل اسماء مبدعين وراء تشييده، وأثق تماما أن كان هذا المعمار الرائع موجود فى الغرب، فسوف يتحول إلى مزارات سياحية، ولكن ما يحدث حاليا فى حى الزمالك يجعلك تتحسر على أيام الزمان عندما كان مفضلا لدى كبار القوم والمشاهير مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومرورا سريعا بكوكب الشرق أم كلثوم الذى تحول منزلها إلى فندق بدلا من أن يكون مزارا لمحبيها. ولنعود مرة أخرى للرقى والسؤال المطروح لماذا يصر أهل الزمالك, الحفاظ على تراثه ونظافته، فالسبب الرئيسى بأن يظل وجهة امام السفارات والجاليات الاجنبية التى تقيم فيها نظرا لهدوء الحى ونظافته، فيما سبق، وهو المجهود الذى تحاول أن تحرص عليه جمعية الزمالك التى نشأت بمجهودات اهاليها، والتى تحاول جاهدة أن ترتقى بالحى مرة اخرى بمساهمات الاهالى الذين لم يهجروها حتى الآن. ليس هناك تفسير محدد لما وصل إليه الحى من مستوى متدن على مرأى ومسمع من المسئولين... فجأة أصبح الحى فى الاربع سنوات الاخيرة مركزا للمقاهي، والتى تحتل الارصفة، فجعلت من المستحيل أن تجد رصيفا حتي، ولو كان غير مرصوف للسير عليه من اساسه وهؤلاء الرواد الذين يأتون من مختلف المناطق لشرب الشيشة التى لوثت الجو لان كلها فى أسفل العمارات لقد تعالت كثير من أصوات السكان وقدموا الشكاوى من خلال محاضر فى اقسام الشرطة أو شكاوى لحى غرب، وأحيانا يصل الأمر إلى المحاكم، ولكن دون جدوي... فإن كان المتضرر شخصا مسئولا، فالاستجابة لشكواه تكون سريعة، ولكن رجوع الحال كما كان عليه يكون اسرع، وذلك برغم إثبات عدم أحقية هذه المقاهى والمطاعم فى فتحها لعدم وجود رخصة، وكأنها فوق القانون، وهى السبب الرئيسى فى القاء القمامة فى الشوارع، وهناك أمر أخر، وهو غض الطرف عن اصلاح المطبات والبالوعات فى كل الشوارع، التى أصبح شبه مستحيل السير فيها.... هذا بخلاف الاشجار القديمة التى لم تمتد اليها أيدى الحى منذ سنوات طوال لتقليمها. وإذا تطرقنا إلى شارع أبو الفدا على النيل سنجد كل هذه المساوئ موجودة به بالاضافة إلى التلوث السمعى من أصوات المراكب النيلية التى تتحدى قرارات الحكومة بعدم سيرها على ضفاف النيل فى هذه المنطقة لعدم وجود تصاريح لها فى الزمالك أو حتى وجود أى تصريح من أصله.. لا أعرف ما هى ثقافة هؤلاء، وهو الاستمتاع بسماع الأغانى التى تحتوى على كلمات رخيصة وألحان مزعجة إن صح تسميتها ألحانا، ولم يكتف أصحاب المراكب بإثارة الضوضاء، بل اقاموا بيوتا عشوائية، وأصبح النيل مركزا لهم للصرف الصحي، وبعد هذا التدهور فالحال بالطبع انتشر الباعة الجائلون والمناظر البشعة من خلافات بينهم تصل للعراك بالأسلحة البيضاء لمحاولات جذب أكبر عدد من الركاب، والسؤال المطروح هنا ماذا يفعل هؤلاء الركاب فى ساعات متأخرة من الليل، وحتى شروق الشمس، فهل هذا السؤال لم يخطر على بال المسئولين ليمكن أن يكون ساترا لشرب المخدرات، وللأعمال المنافية للآداب، فأين شرطة المسطحات من كل هذا؟ فمن المسئول الذى يمكن أن يحاسب على كل هذه المساوئ، فهل هو نائب الدائرة فى مجلس الشعب الذى تم اختياره لتحسين الأوضاع أم محافظة القاهرة المتمثلة فى حى غرب أم شرطة السياحة أم كلهم أجمعون؟. الحكومة قادرة تماما على ضبط الآمور إن أرادت والأمثلة كثيرة، وهى منع وجود مراكب نيلية حاليا امام كورنيش ماسبيرو، والذى كان مقرا رئيسيا لاصحاب المراكب، وكذلك شوارع وسط المدينة التى انضبطت تماما بدءا من استحالة وقوف سيارات فى شوارعها وقرار وجود صندوق قمامة امام كل محل وغيرها من قرارات ازالة لأسواق ومواقف سرفيس فى مناطق مختلفة. فنداء إلى المسئولين للاهتمام والنظر لشكوى السكان التى لن تكلف الدولة شيئا، ولكن الاهتمام سيعيد للحى رونقه وجماله وسيرته الأولي. لمزيد من مقالات هناء نجيب