والزمالك الذي أعنيه هو حي الزمالك, وليس نادي الزمالك الذي مشكلته الكبري في تدبيرالتمويل المطلوب, إذ كل اعتماده كما قال لي ممدوح عباس رئيس النادي علي اشتراكات الأعضاء التي لا تتجاوز16 مليون جنيه يعملوا إيه؟ أما حي الزمالك فهو جزيرة يحيطها النيل من جميع الجهات ولذلك ينفرد عن باقي أحياء القاهرة بأن مساحته محدودة وليس له أي توسع, ونتيجة لذلك هاجر أبناء الأجيال الجديدة الذين لا مكان لهم في الزمالك إلي المدن الجديدة وأصبحوا أهم زبائنها. وقد اعتبرت الزمالك فترة من الأحياء الراقية إن لم يكن أرقاها يوم كان في مصر شيء اسمه الرقي, وكان علي رأس سكانها أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعزيز صدقي وغيرهم كثيرون إلي جانب عدد كبير من الدول اختارت الزمالك مقرا لسفاراتها. ولكن كما حدث لكل شيء جميل في مصر من تشويه كذلك تعرضت الزمالك لثلاث ضربات موجعة وفي الطريق ضربة رابعة قد تكون القاضية. كانت الضربة الأولي عندما هاجمتها18 مدرسة وأربع كليات استقرت جميعها في الزمالك البحرية( النصف الموجود من الزمالك إلي يمين القادم من بولاق أبو العلا) والغريب أن معظم تلاميذ هذه المدارس من خارج الزمالك بينما تلاميذ الزمالك في مناطق أخري بعيدة! وكانت الضربة الثانية عندما شق الزمالك كوبري مايو الذي كانت الزمالك ممرا له ليصل بين محافظتي القاهرة والجيزة, وبالإضافة إلي معاناة فترة الإنشاء للكوبري فقد شوه الكوبري الحي وهبط به بعد المدارس درجتين ثم كانت الضربة الثالثة التي أصابت الزمالك مع هجمة الفوضي التي سادت كل مصر بعد ثورة يناير وبدأت عملية الاستيلاء علي كل ماتستطيع اليد أن تمتد إليه, وهكذا في الوقت الذي شهد الريف المصري أكبر عملية إغتيال للارض الزراعية التي تحولت إلي مبان قبيحة, كان حي الزمالك يعاني أكبر حركة سطو للمقاهي والمطاعم التي لم تترك شارعا أو إطلالة علي نيل الزمالك البحرية الموعودة إلا واستولت عليها, وكلها بدون تصاريح! وفي غمضة عين تحول شارع أبو الفدا وما حوله إلي كتلة من العشوائيات قبل أن تأتي الضربة الجديدة الموجعة! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر