هل هى مصادفة فى أن كل من أبلى بلاء حسنا فى أولمبياد ريودى جانيرو ، هم الذين لا يشغلون أنفسهم بما ننشغل به نحن أهل الفضيلة والورع؟ ألم نستهلك أنفسنا فى سفسطة عقيمة بل ومخجلة عن الكرة الشاطئية، ومحجبات مصر اللاتى أصرن على الاحتشام الزائف ؟ والنتيجة هزيمة صافية بلا نقطة واحدة فى المباريات الثلاث، وحسنا أن من أدارها تحكيما لم يلغها لعدم التكافؤ، وياسادة لا تقنعونا بحق السماء أن حشر الجسم بما يعرقله لم يكن هو السبب الجوهرى فى تلك النتائج المخزية . والأخ الذى أضناه التفكير وهو يستعد لمباراته فى الجودو وكل همه انحصر فى هل يصافح عدوه أم لا ؟ بدلا من تهيئة نفسه للنصر من أجل أمته التى أنفقت عليه، وانتهى به المطاف بألا يمد يده، بعد أن فشل فشلا مروعا، وليسئ لنا إساءة بالغة ما كنا فى حاجة إليها، أما المنافس الإسرائيلى الذى فاز لعبا وبجدارة ظهر أمام أركان الدنيا الاربعة متحضرا ومتسامحا. وها هى بلدان صغيرة تكاد ترى على الخريطة، هزمتنا بالضربة القاضية رغم فقرها، لان مواطنيها يجتهدون ويعملون ولا يتوقفون عند السفاسف، يتضرعون لرب السماوات والأرض فى صمت بلا مظاهر كدابة، وليس لديهم من يصرخ فيهم أهدموا المعابد والاثار، لأنها رجس من عمل الشيطان، أو هذا الطوفان من المحرمات والاحاديث التى لا تنتهى عن الاخلاق، والغريب أنهم يتحلون بها بلا صخب أو إدعاء، وبالطبع لا أحد يطل عليهم بفتوى هل تدخل بقدمك اليمنى أم اليسرى؟ إن ما حدث فى المدينة البرازيلية الساحرة هو أنتصار للتقوى الحقيقية التى لا نتحلى بها مع الأسف بيد أننا جئنا فى ذيل القائمة. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد