يا سندباد يا زائر كل البلاد.. ارجع.. فلم يعد قلبى يقوى على البعاد.. ارجع.. فلقد شاخت أرضى.. وغزلت الأحزان سنين عمرى.. وباتت أيامى صفراء كأوراق الخريف.. وكصحراء بلا أمطار وشمس بلا إشراق وبحر بلا شُطْآن.. تعبت وأنا ألهث وراءك وأنظم القوافى لأجلك وأجوب البيد والصحارى لأستظل بسمائك.. تدفعنى مشاعرى وتضنينى الذكريات وتنطق شفتاى بالدعاء.. عد.. فأنت شعاع الأمل الذى يحمل الخيرات.. وأنت طيفى الذى يرافقنى فى كل الرحلات.. وأنت من تحلو معه الأوقات وترتسم على شفتى بقربه أعذب الابتسامات.. معك أطوف بأحلامى.. وتتعطر أيامى وتتكحل عيناى بذكراك.. فلا حيلة ببعادك وأنت تطوى البلاد.. وأنا أسامر السماء والشجر والنجوم وأضحك فى وجه البكاء.. وأداوى جراحى ببعض الكلمات.. وأكفكف دموعى وأكتم العبرات.. وأبوح للريح بأسرارى عسى أن تحملنى إليك مع النسمات.. وأتراقص معها بصمت لتعيد لى الحياة.. عد يا سندباد.. عد إلى معشوقتك فقد كسرنى رمح البعاد.. وأتعبنى طول السهاد.. أتفحص أنفاسى وشهيقى وزفيرى فكلهم ينطقون بصداك.. وأرى نجمك يزين كل البلاد.. ويبقى الأمل باللقاء والأنس برؤياك.. لتتعانق روحى وروحك بعد طول البعاد.. فى مكان أو زمان هنا أو هناك.. فعبير أنفاسك هو منتهى الأمل وهو تحقيق المراد.. فكف يا قمرى عن التمنع والعناد وعد إلى حضن قلبى فقد أضناه الصد والبعاد وانقطع أملى وجف من قلمى المداد.. أيرضيك ما حل بى من وجع وسهاد.. عد إلى قلبى فقد هام بك بكل وادٍ وآلمه فراقك والبعاد.. وناء بحمل كالأوتاد..عد واروِ ظمئى وأسعد منى الفؤاد.. فمن دونك ذبلت ورودى وغابت عنى الأعياد.. فأنت قيثارتى التى أعزف بها كل الألحان.. وأنت بستانى الذى أستنشق منه رائحة الورد والريحان.. فدونك لا زمان ولا مكان.. عد قبل أن يفوت الأوان.. وتذبل ورودى وتقتلنى الأحزان.. فحياتى من دونك أضحت كتابًا بلا عنوان.
