العديد من السلبيات ظهرت في الإعلام أثناء تغطيته للانتخابات الرئاسية الفترة الماضية خاصة علي شاشات الفضائيات ومع قرب جولة الإعادة الساخنة والمرتقبة التي تقتصر علي مرشحين فقط هما د محمد مرسي والفريق أحمد شفيق هل يستطيع الإعلام أن يكون أكثر حيادية من ذي قبل أم أن سخونة المعركة الانتخابية ستنعكس علي الشاشات وبالتالي علي المتلقي وفي هذا السياق يقول د.فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام: من حيث المبدأ يجب أن يكون الإعلام محايدا في كل الحالات ولكن معركة الإعادة ستكون شرسة وكل مرشح ليس أمامه إلا النظر الي كرسي الرئاسة وأنه أحق من غيره بالجلوس عليه ولذلك فالمرشح سيبذل قصاري جهده في كسب الأصوات بكل الطرق وأصبحت معركة حياة أو موت ولذلك أتوقع عدم الحياد في التناول وهذا لا يمكن أن يكون في علم الإعلام صحيحا ولكن مع عدم النضج الإعلامي الكاف والمصالح الشخصية لأصحاب القنوات والمذيعين سنجد الكثير خلال تغطية الإعادة لا يمت للإعلام الصحيح بصلة وعلي المتضرر اللجوء الي الجهات واللجان التي لا تستطيع أن تفعل شيئا في ظل هذا التوتر والاختلافات والصراعات الشخصية, وعتقد أن الإثنين سيرفضان المناظرة خوفا من تداعيات المناظرة السابقة رغم أن المناظرات من وجهة نظري لا تضر بل إنها تكشف قوة وضعف كل مرشح من الجوانب ولكن نحن أمامنا الكثير لكي نصل الي الدول المتقدمة في المناظرات التي هي مباراة في كشف حقبقة المرشح من كل الجوانب وأعتقد أن الإعلام الحكومي أكثر حيادية من غيرة ولكن ماذا لو كان هناك مرشح للحكومة أي حكومة هل يستطيع أن يبقي علي حياده. ويقول د.علي عجوة أستاذ الإعلام: علي الإعلام بكل انتماءاته أن يكون عادلا ومحايدا في هذه المرحلة العصيبة والمشكلة تكمن بالإضافة الي مصالح أصحاب القنوات في ضيوف البرامج والمداخلات التليفونية التي يصعب التحكم فيها وتزيد من الاحتقان بين المرشحين والناخبين وهناك بعض المذيعين والمذيعات يدسون السم في العسل من أجل مساندة مرشح ضد آخر بطريقة خبيثة وهم واهمون أن المشاهد لا يدري ما يقولون بل أن هناك من المذيعين من يعتبر أن عدم حياده شئ طبيعي ويفخر به ومن هنا أصبحت المصالح مكشوفة وواضحة لدي المشاهدين الذين فقدوا الثقة في عدد من المذيعين منذ قيام الثورة بعد تحولهم لنفاق أي شخصية أو تيار تزداد أسهمه في الوصول للحكم لحجز مقعد في الطائرة قبل أن تقلع ولو نظرت بتمعن وتدقيق الي عين المذيع ستجد أنه كاذب فيما يقول وهذا تحليل علمي لأن العين تفضح صاحبها ويمكن للمشاهد العادي التحقق من ذلك بكل سهولة وانصح المرشحين أن يلتزما بأدب الحوار والبعد عن التجريح والابتزاز لأن المعتدي دائما خاسر والجمهور دائما يتعاطف مع المهذب ويري فيه النموذج والقدوة وأن تكون روح المنافسة وأن يعرف كل مذيع أن مساندته لأحد المرشحين ستفقد المرشح الكثير من المساندة الشعبية وهذا حدث بالفعل في الجولة الأولي من الانتخابات. وتقول د.ليلي عبد المجيد ان الإعلام في حالة استقطاب والمجتمع أيضا متشابك في قضايا عديدة ومتشعبة وعلي الإعلام أن يكون أداة للتهدئة والتنوير والحياد والمصداقية ورغم الأداء الجيد للإعلام في الفترة الماضية إلا أن هذه الأيام تحتاج الي التعقل وعدم الإثارة في ظل وجود مرشحين فقط ولابد أن ينجح أحدهما ولذلك فدور الإعلام أصبح أصعب وحساس ولابد أن يتجه الي التحليل الموضوعي فيا يقدمه وأن يحث الناخبين علي الذهاب الي صناديق الانتخابات بعد عزوف الملايين في الجولة الأولي وأن يركز علي جوهر وإمكانات وقدرات كل مرشح بدون تجريح أو تلميحات أو خفة دم كما يحدث في أكثر من برنامج وأن يمهدوا التيارات المختلفة والمتنافسة علي أسوأ الظروف وهو سقوط أحد المرشحين لا يعني نهاية المطاف ونحن في بداية الطريق وأمام كل مرشح أن يخدم البلد في أي موقع ولن يتحقق الحياد الإعلامي الكامل لأننا لم نصل بعد الي ما يقدم في الدول المتقدمة ولكن الإعلامي إن لم يكن محايدا فعليه ترك الشاشة لأنه لا يراعي ولا يحترم المشاهد أو الناخبين الذين يختلفون مع من يسانده هذا المذيع أو المذيعة والأصل في الإعلامي هو الحياد بين كل الأطراف.