أصبح الاعلام هو بوصلة الناخبين الذين يستقون منه مواقفهم، فهو ولي الأمر الذي يوجه ثم يقود وقبل ذلك يحدد الهدف، ولذلك اصبحت برامج التوك شو المتخصصة في الانتخابات الرئاسية علي مختلف القنوات هي محط أنظار المشاهدين بالكامل داخل مصر وخارجها، ووضح تأثير الاعلام في المرحلة الاولي لانتخابات الرئاسة خاصة بعد المناظرة الفريدة بين ابوالفتوح وموسي والتي كان لها الفضل في هبوط شعبية المرشحين، وبوصولنا إلي عتبة الإعادة وتحديد اسم الرئيس بين اثنين من المرشحين، فما هو المطلوب من الفضائيات ووسائل الاعلام في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة.. الأخبار طرحت السؤال علي الخبراء وكانت آراؤهم كالتالي الاعلامي فهمي عمر يؤكد علي التزام الحياد حتي تسير العملية الانتخابية كما ينبغي ان تكون ولابد من التزام الشفافية والحياد وان تكون علي مسافة واحدة من المرشحين، فهذه المرحلة حساسة جدا ولا تحتمل الاخطاء لاقتصارها علي شفيق ومرسي، فأي انحياز او عدم حياد سيكون واضحا للغاية مما سيؤثر سلبا علي العملية الانتخابية، ويضيف: يجب ان ينتبه الاعلامي للاسئلة الموجهة لمن معه من ضيوف حتي لا تحمل معها اتجاها معينا، وايضا مراعاة المساحة المعطاه لكل مرشح، ويضيف: الاخطاء التي وقع فيها الاعلاميون في الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية لم تكن مزعجة وكبيرة وانما كانت بسيطة وغير مقصودة بالمرة باستثناء بعض مقدمي البرامج القلائل، ولذلك انا متفائل بأن المرحلة الثانية ستكون اكثر حيادية وشفافية وتضيف د. نائلة عمارة استاذة الاعلام بجامعة القاهرة، ان هناك عدة اشياء لابد للاعلامي الالتزام بها حتي يضمن الحيادية، اولها عدم الافصاح عن رؤيته أو انحيازه بأي شكل من الاشكال سواء برأي واضح او عن طريق الايحاءات كما لابد ان يراعي عدة اشياء منها ان يعطي مساحة متساوية لكل المرشحين، وعند استضافة ما يندب او من يتكلم عنهما لابد ان يراعي الاختيار في ان يستضيف من يستطيع التحدث بشكل صحيح، ولا يستضيف أحدهما قويا والآخر ضعيفا مما يضعف من ينوب عنه، كما لا يجب فتح الاتصالات التليفونية لانصار احد المرشحين فقط، علي الاعلامي عدم حجب المعلومات ويقدمها بشكل كامل للجمهور حتي يستطيع الحكم في النهاية، كما لابد ان يراعي المساحة المعطاة للمرشحين بالتساوي وتقول الاعلامية نجوي ابو النجا ان الاعلاميين بذلوا جهدا كبيرا في المرحلة الاولي من الانتخابات الرئاسية واستطاعوا ان يصلوا بأكبر قدر من المعلومات لجموع الناس ويعتبر اداؤهم في مجمله جيدا وان كانت هناك بعض التجاوزات من بعض الاعلاميين. ولابد ان نترك هذه الصفحة ونلتفت للقادم والاهم، فمرحلة الاعادة او الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستكون علي صفيح ساخن، وستشهد صراعا شرسا لابد للاعلام الا يكون طرفا أو اداة في هذا الصراع، فلابد للاعلاميين ان يمارسوا الاداء الاعلامي من خلال ميثاق الشرف الاعلامي والذي ارتضي كلا منا كإعلامي به ميثاقا له، حتي لا نبتعد عن شواطيء الامان والحيادية ويؤكد الاعلامي حمدي الكنيسي ان الاعلامي الحقيقي صاحب رسالة تفرض عليه الموضوعية الكاملة والحياد بمعني انه يجب ان يتجرد من مشاعره الشخصية فلا ينحاز الي رأي دون آخر وهذا هو الدرس الاول للاعلامي، ولكن في السنوات الاخيرة تجاوز البعض هذه القاعدة واصبحنا نري من يعلن بشكل صريح وواضح من الاعلاميين انحيازه لجهة دون أخري، وتكمن خطورة هذا في ان مصر بها نسبة كبيرة من الاعلاميين ويمكن التأثير علي هذه النسبة عن طريق الاعلام، وبذلك نحن نرتكب خطأ فادحا في حق الشعب، لأن الاعلامي لا يعبر الا عن نفسه ولا يعبر هذا عن رأي عموم الشعب المصري، ولهذا يجب علي الاعلامي ان يحتفظ برأيه الشخصي في قرارة نفسه ويضيف: في الفترة الاخيرة خاصة بعد اعلان نتائج الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية اصبحت مهمة الاعلامي أكثر صعوبة، ويجب عليه ان يبذل مجهودا مضاعفا لكي يظهر رأيه للجمهور بشكل متوازن وموضوعي حتي لا يفقد مصداقيته د. سامي الشريف عميد كلية اعلام الاسبق أكد علي ضرورة وجود حيادية وموضوعية لدي جميع الاعلاميين لان عدم وجود ذلك يؤدي الي نوع من الارهاب والرعب لدي المشاهد وهذا قد يدفعه الي عدم المشاركة في جولة الاعادة لذلك يجب علي مقدمي البرامج وضع تحيزاتهم الشخصية بعيدا والاتجاه الي نوع من الاتزان والاعتدال وعلي الرغم من ان هناك بعض القنوات التابعة لمؤسسة او حزب او تيار ما فيجب علي الاعلامي الذي يعمل بها ان يقدم وجهة نظره ولكن دون ان يفرضها علي المشاهد او يؤكد ان تلك الآراء هي الوحيدة الصحيحة وان يعطي المرشح الآخر حقه ولا يعمل علي تشويه صورته. واضاف الاعلامي محمود سلطان ان السبيل الوحيد للموضوعية هو ان يتقي اي اعلامي الله فيما يقول وما يقدم للجمهور فانحيازه لأحد المرشحين هذا يعني عدم اظهار الحقيقة كاملة للمشاهد وان عملية الموضوعية تتم من خلال تقديم معلومات دقيقة عن كل مرشح عن طريق مصادر قوية وان يقوم باعطاء كل طرف نفس الحقوق سواء في الظهور او في التغطية بشكل عام كما يجب علي أي شخص يعمل لدي قناة تتبع حزبا أو مؤسسة ما يجب ان يتحلي بالموضوعية وان يقدم وجهة النظر الأخري حتي ولو كانت علي عكس سير وسياسة القناة التي يعمل بها فهذا يعطي له وللقناة نوعا من المصداقية لدي المشاهد وأكدت د. ليلي عبدالمجيد استاذة الاعلام بجامعة القاهرة ان أي اعلامي يجب ان يتسم بموضوعية كاملة وان ينحي آراءه الشخصية جانبا وانه اذا أراد ان يظهرها فعليه ان يعود الي صفوف المشاهدين كما يجب عليه عدم الخوض في الحياة الشخصية للمرشحين بجانب اظهار النقاط التي يتضمنها برنامج كل مرشح مع تفنيدها بطريقة علمية دون الخروج عن اخلاقيات المهنة وذلك عن طريق الاستناد لمعلومات ووقائع وحقائق يتم استقصاؤها من مصادر موثوق من صحتها ويتم الاعلان عنها اذا امكن ذلك والحرص علي عدم نشر الشائعات هذا بجانب العمل علي لفت نظر المشاهدين اثناء المداخلات بعدم تخطي حدود اللياقة او اهانة أي المرشحين وان يبدي رأيه دون التجريح في المرشحين بالاضافة الي اهمية احترام فترة الصمت الانتخابي وعدم تقديم اي معلومات من كونها التأثير علي المشاهد بأي شكل وان يقوم الاعلامي بإعطاء كل مرشح فترة زمنية متساوية لكل منهما