اعرف طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
أنا خائف
نشر في الأهرام اليومي يوم 01 - 06 - 2012

من شيء ما أنا خائف‏...‏ الخوف سمة موجودة في البشر بدرجات متفاوتة‏...‏ إن زاد الخوف وتخطي حدوده أصبح الإنسان جبانا مسلوب الإرادة لا يقدر علي شيء‏..‏ وإن تناقص الخوف إلي حدود التلاشي من داخلنا يصبح الإنسان خطرا بالغا علي نفسه وعلي الآخرين‏...‏ ويبقي خير الأمور الوسط.. الخوف الطبيعي الغريزي المعتدل الذي لا يزيد ولا يتلاشي والمطلوب داخلنا في كل وقت وأي مكان...
إنه الخوف الذي لا غني عنه لأنه...
خوف الحذر الذي ينبه كل حواس الإنسان للتعامل مع موقف بكل التركيز وكل الاهتمام لضمان كل النجاح.. قد يكون الموقف امتحانا في المدرسة أو الجامعة أو الحصول علي وظيفة أو ترقية أو دراسات عليا.. وقد يكون قرارا لرئيس يتوقف عليه مصير أمه أو قرارا من أب يؤثر علي مستقبل أسرة وأي قرار من أي مسئول في أي مجال...
الخوف الطبيعي مطلوب هنا لأنه خوف حذر وخوف مسئولية وخوف الخشية.. خشية ضمير الإنسان نفسه وخشية الناس الذين حوله وقبلهما وبعدهما خشية من يرانا ولا نراه الله سبحانه وتعالي...
لأنني أعرف كل ذلك أقول بأعلي صوتي في هذه الأيام تحديدا أنا خائف...
خائف علينا منا...
والله خائف علينا نحن المصريين منا نحن المصريين...
خائف من شر نفوسنا التي لا يعلو شرها سقف ولا تحده حدود وإن تحررت من صدورنا وانطلقت.. انطلق سراح الشر والحقد والدمار والدماء والكراهية...
أنا خائف لأن ردود فعلنا أصبحت النقيض التام لأفعالنا وتقلب كل ما لنا علينا!.
أقرب مثال الحدث الذي نعيشه والذي جعل مصر الحديث الأهم في المنطقة كلها.. بنجاحها في إقامة أول انتخابات في تاريخها وتاريخ العرب يختار فيها الشعب رئيسه...
عندما تقدر مصر علي ذلك ويخرج ملايين الشعب العظيم في طوابير طويلة لساعات كثيرة.. فهذا أمر لم يحدث من قبل في تاريخ مصر عبر آلاف السنين...
هذا المشهد الرائع المذهل غير المسبوق.. أذهل وأسعد وبهر كل المنطقة إلا نحن!.
عندما نقلب في لحظة الفرح إلي مأتم.. لابد أن أخاف من الأمر لأن وراءه أمورا لأن الطبيعي والمنطقي الناس تحب الفرح وتكره النكد وعندما يكون هناك إصرار ليس من اليوم إنما من شهور طويلة مضت وفي أحداث كثيرة وقعت.. عندما نحرص ويتكرر الحرص ألا نترك لأنفسنا لحظة لنفرح ربما حتي لا نتعود الفرح.. عندما نضرب كل فرحة أمامنا ونفسد كل نجاح لنا.. فالأمر هنا لا يخضع للمصادفة ولا يندرج تحت بند القدر إنما هو فكر وترتيب وإصرار مسبق.. نحن فيه ولا أحد غيرنا من يقتل فرحتنا ويفسد نجاحاتنا!.
من قبل أن تجري الانتخابات والتصريحات لا تنقطع من أنها ستكون مزورة!.
ضربات استباقية ليس المقصود بها منع التزوير إنما قبول الفكرة وانتظار وقوعها ومع تكرار الاتهامات المسبقة تترسخ المسألة في العقول وكأن التزوير وقع فعلا وعلينا التصدي وفرض عين المقاومة والغضب والاستنفار والجاهزية التامة لأي تحريض للقيام بأي تخريب وهل هناك أسوأ من انتخابات لم تجر ستكون مزورة!. الاتهامات المسبقة بالتزوير تخلق الاقتناع المسبق بأي دعاوي تقال والانقياد الأعمي لأي تعليمات تلقي وفي هذا تهيئة للمناخ العام لشيء ما قادم!.
ومن قبل أن تتم عمليات الفرز بدأت حملات التشكيك في أي شيء وكل شيء وبدأت التصريحات غير المسئولة التي هدفها تسميم المناخ العام وبدأت تعلو نعرة أنا وهو ونحن وهم.. نتكلم مع بعضنا وكأننا شعوب دول متناحرة ولسنا أبناء وطن واحد...
وانتهت الانتخابات وبدلا من أن تجمعنا الفرحة بها لإنجاز غير مسبوق لولا الثورة ما كان له وجود.. أبعدتنا وفرقتنا نفوسنا الكارهة لأنفسنا والرافضة لأي نجاح لنا...
أنا خائف لأن السرعة التي قلبنا بها الفرح إلي مأتم.. لا هي توابع طبيعية لانتخابات ولا هي طبيعة المصريين.. إنما هي شيء يراد حدوثه في شهر يونيو الذي بدأ اليوم ولابد من إيجاد مبررات لهذا الحدث الذي يريدون وقوعه والانتخابات فرصة لن تتكرر خاصة ونحن لا نعرف كيف نختلف ولا حتي نعرف كيف نتفق.. لذلك الإسراع مطلوب.. وسرقة الفرحة من الشعب مطلوبة.. فرحة أن يكون لنا رأي والرئيس اختيار شعب...
الإسراع مطلوب قبل أن ترسخ الفرحة أقدامها ويلتف الشعب حولها ويمسك الشعب بها ووقتها يصبح مستحيلا أن يبتلع الشعب طعم الفوضي والدمار...
أنا خائف.. لأن أموالا كثيرة بلا حدود تتدفق من الخارج من دول مختلفة والأهم أنها توجه هنا في اتجاهات مختلفة جذريا ومتناقضة تماما بما يشير إلي أنها أموال تفريق لا توحيد وخلاف لا اتفاق ومصالح بعينها لا مصالح وطن...
أنا خائف.. لأن جيش المراقبين الأجانب الذين حضروا إلي مصر لمراقبة الانتخابات.. شخصيات كثيرة منه.. حضرت ومعها تعليمات محددة تحاورت فيها مع بشر لهم هنا.. سواء عناصر مزروعة أو عملاء منزوعة ضمائرهم ومصريتهم ووطنيتهم...
أنا خائف.. لأن المتابع لصحافة الغرب وردود فعل الغرب يجدها سعيدة شكلا وفي المضمون حذرة متحفظة صامتة.. وصمتها يفضحها بأنها تعرف ما لا نعرفه وتخبئ عنا ما لا ندركه!.
أنا خائف.. لأننا في يوم وليلة حولنا الانتخابات الرئاسية إلي انتخابات طائفية!.
أنا خائف.. لأن الفتنة القابعة في نفوسنا يقومون بتحريضها في وقت أظنه الأصعب علي الإطلاق في تاريخ الوطن...
الأصعب علي الإطلاق.. لأن هناك حولنا من لا يريد أصلا أن تتم هذه الانتخابات وأن يكون هناك رئيس اختاره الشعب.. لا يريدون أن يكون هناك رئيس شرعي أيا كان اسمه...
لا يريدون للشرعية أن تكتمل وأن تبقي مصر بلا رئيس لضمان أن تبقي الاعتراضات وتبقي الفوضي وتبقي الدماء وكلها تجرنا إلي تفجيرات وتدخلات أجنبية وإلي حرب أهلية بين المصريين وهي الهدف من كل ما سبق لأجل النهاية التي هي التقسيم...
أنا خائف.. لأن صوت العقل ندر ومن الأصل أحد لا يسمعه.. وكم حاجتنا الآن لكل صوت يجمع ولا يفرق.. يهدئ ولا يهيج.. كل صوت يذكرنا بأن مصر علي مر التاريخ لم تكن في حاجة لكل أبنائها مثلما هي الآن...
مصر بقلب الأم تري الخطر الذي لا يراه الأبناء...
مصرالآمنة بأمر الله.. خائف أنا عليها أن تكون خائفة هي الآن...
.....................................................
اقرأوا معي هذه الرسالة:
الأستاذ إبراهيم حجازي.. تحية طيبة وبعد
نغمة حكم العسكر تتعالي والكلمة بهذا الشكل تحمل معاني كثيرة والعسكر هم من سهروا علي الحدود وروت دماؤهم الصحاري والجبال.. والعسكر من تركوا بيوتهم سنين طويلة في حروب كثيرة حتي إن الأبناء لم يتعرفوا علي آبائهم لكثرة غيابهم عن عائلاتهم وأسرهم.
والعسكر هم الشهداء ومصابو العمليات الحربية بأنواع العجز المختلفة وكم تركوا أرامل ثكالي وأطفالا صغارا وقد سمت وطنيتهم فوق كل هذا.
والعسكر هم الذين لبوا نداء الوطن وحموا ثورة25 يناير ولا يزالون إلي أن يسلموا الأمانة لأهلها.. إنهم درع الوطن الذي يدفع ولا يأخذ لأنهم يؤمنون عن يقين بأن التضحية واجب مقدس في سبيل الوطن.
والعسكر هم من حققوا نصر أكتوبر73 بعد هزيمة قاسية وتحملوا سخرية الشعب منهم6 سنوات واصلوا التدريب القتالي ورفع الكفاءة القتالية ومرحلة الاستنزاف الشرسة يعيشون فيما يسمي قفص القرد تحت الأرض مع الفئران وكل الحشرات والزواحف.. نسوا كل شيء حتي أعادوا لمصر عزتها وكرامتها في معركة لا يزال العالم يدرسها, ماذا عاد علي العسكر من كل ذلك؟ مات عبدالعاطي صائد الدبابات ولم يتحقق طلبه في كشك يعيش منه ولم يستطع معالجة كبده وغيره الآلاف يعيشون في مآس, وبالأمس القريب في احتفالات6 أكتوبر ضابط برتبة كبيرة قطعت ذراعه ويقول إنني لن ألبس الذراع الصناعية لأنني أفتخر بأنني أصبت في أكتوبر73, ماذا يطلب هذا البطل في إباء وشمم بعد38 سنة وبعد أن بلغ من العمر عتيا أن يكون له مكان بالوفاء والأمل حتي لا يعيش وحيدا.. هؤلاء المصريون بحق, ماذا فعلت الدولة لكل من شارك في حرب أكتوبر ولا يزال حيا يرزق ولا حتي ميدالية شرف ذات قيمة تميز هؤلاء الأبطال مع أن هناك من قبض الثمن في الماضي وهناك من يقفز علي ثورة25 يناير ليقطف الثمار, فهل نتعلم الدرس ونعرف عدونا الحقيقي الذي يريد إفشال الثورة ونتجه إليه بدلا من إهانة القوات المسلحة من شباب لم يقرأ التاريخ والقوات المسلحة فضلت الصبر الجميل أمام ضغوطات خارجية وداخلية وتحملت المسئولية كاملة التي اعتبرها البعض ضعفا.
يا شعب مصر العظيم أفيقوا من غفوتكم واحموا ثورتكم وكونوا يدا واحدة مع قواتكم المسلحة فهي الوحيدة التي ستعبر بكم إلي بر الأمان.
حفظ الله الوطن.
عميد متقاعد
عبدالسلام البواب
انتهت الرسالة وأنا معك يا سيدي في كل ما تفضلت بطرحه وتوضيحه وأستأذنك والسادة القراء في أن أضيف الآتي...
لأجل أن نري بوضوح المشهد القائم اليوم لابد أن نعود للوراء ومراجعة الأحداث من بدايتها ربما نضع أيدينا علي الحقيقة...
الثورة بدأت بهتاف من بضع كلمات وانتهت بسقوط نظام عمره سنوات.. والفارق بين الكلمات القليلة والسنين الطويلة18 يوما فقط نقلت مصر من حال إلي حال وسبحان مغير الأحوال...
الشباب الذي فجر الثورة.. أراد الله حمايته وحمايتها بنزول ملايين الشعب إلي الميادين وانضمامهم للشباب الثائر والتفافهم حوله وتفاعلهم معه.. وعلي خلاف المنتظر والمتوقع عندما نزل الجيش إلي الشوارع.. اختار أن يقف مع الشعب وأن يحمي الشعب فكانت النهاية لمرحلة وبداية لمرحلة أخري جديدة في صدارتها شعب مصر وجيش مصر.
الثورة نجحت وأهم رسالة لها تلاحم الشعب والجيش والهتاف الشهير الذي يؤكد أنهما يد واحدة...
الثورة نجحت وأهم ملامح النجاح أن الشباب هو قلب هذه الثورة النابض.. وأن هذا الشباب قوة عمل لا قوة هدم وتلك الرسالة.. الشباب نفسه هو من قام بإرسالها للعالم كله بالفعل لا الكلام عندما قام بإعادة شوارع مصر وميادينها التي شهدت أيام الثورة ال18.. إعادتها إلي أجمل مما كانت عليه قبل الثورة..
رسالة الشباب واضحة قاطعة مباشرة.. شباب مصر هو الذي سيبني مصر...
رسالتان واضحتان قرأهما العالم كله يوم11 فبراير.. الشعب والجيش إيد واحدة.. وشباب مصر هو من سينهض بمصر...
الرسالتان مصدر فخر وسعادة وفرحة لكل مصري وكل من يحب مصر في الدول العربية والأجنبية...
الرسالتان صدمة وخيبة أمل وكارثة لكل كاره لمصر وكل من يضمر الشر لمصر وكل من يسعي إلي دمار مصر.. وهناك أشخاص وكيانات ودول يتمنون هذا ويعملون فعلا علي ذلك!.
كان لابد من ضرب تلاحم الشعب مع الجيش واقتلاعه من جذوره العميقة التي تضرب في سابع أرض لأن الجيش من رحم الشعب وجزء من نسيجه...
وكان لابد من شغل الشباب في أزمات مفتعلة متتالية هي كفيلة بتشتيت طاقاته الهائلة وكفيلة بالتعامل مع نقائه الثوري الذي لا يعرف شيئا عن قذارة السياسة وكفيلة بأن تشغله بقضايا شكلها ثوري ووطني وهدفها ألا يتفق اثنان في مصر علي هدف...
هنا ظهر مصطلح' العسكر' في جريدة بعينها وبدأ بكاتب انضم له آخر ثم ثالث.. استخدموه في أعمدة الرأي التي يكتبونها.. والتكرار هنا في استخدام الكلمة يعطي لها أحقية الوجود في الصحافة مثل الذي يضع يده علي أرض وكل يوم يمر عليه يعطيه أحقية في هذه الأرض!. ويوما بعد يوم الكلمة تكتب وتقرأ وتقال وتتردد بل وخرجت من سياق أعمدة الرأي للاستخدام في عناوين الأخبار الصغيرة ثم الكبيرة إلي أن أصبحت ركيزة ثابتة في مانشيت الجريدة علي الصفحة الأولي...
أحد لم يلتفت وأحد لم ينبه وأحد لم يعترض.. والاعتراض واجب وحق لأن كلمة العسكر تطلق علي المقاتل المرتزقة الذي يحارب مع أي جانب في أي مكان مقابل فلوس...
النخبة التي توجه والتي تعلم والتي تنهي والتي تحذر لم يلفت نظرها إطلاق كلمة العسكر علي جيش مصر.. لم تكترث لأن الكلمة أصلا خرجت من عند النخبة وخروجها من عندها وصمتها عليها معناه رضاها عن ذلك.. قد تختلف الرؤي داخل النخبة في الأسباب لكنها تتفق علي ضرورة فض حدوتة الشعب والجيش يد واحدة وكأن وقوف الجيش مع الشعب ضد الثورة...
بعد أن أصبحت كلمة العسكر هي المصطلح الذي يستخدمه الإعلام مع العلم بأن جزءا من الإعلام يستخدمه عن وعي وعن فهم وعن إدراك والأغلبية تردده لأنها حافظة وليست فاهمة.. بعد أن أصبح جيش مصر في عقل ونظر المصريين هم العسكر المرتزقة.. كان سهلا بعدها أن يلصق بهؤلاء العسكر أي تهمة وكيف لا يصدقها الناس وهم مرتزقة؟.
أحد لم يدافع عن الجيش بأنه خرج من الدار للنار!. خرج من ثكناته ونزل إلي الشارع وقت الثورة وعلي خلاف ما توقع المراقبون انضم للشعب ولم يقف للشعب والمفترض أن يحدث العكس ولو حدث لا قدر الله لكانت مصر حتي الآن تقاتل إلي أن ينهي المصريون علي بعضهم البعض...
أحد لم يدافع عن الجيش ليس لأنه وقف مع الشعب لأن حمايته للشعب وانضمامه للشعب فرض عليه ولا تفضل منه.. إنما الدفاع عن الجيش الذي تولي مسئولية إدارة البلاد في أصعب وقت حيث صراعات السلطة بدأت بين من كانوا صفا واحدا في الميدان!.
مهمة مستحيلة لأن الصراعات ليست مناورات سياسية في الحجرات المغلقة إنما أحداث دامية في الشوارع والميادين وحشود وعنف وحرق ودمار.. ووسط هذا المناخ الملتهب سهل جدا استغلال الموقف من الدول الكارهة لمصر وبعضها لديه تنظيمات مزروعة هنا وبعضها له عملاء هنا وبعضها ينفق أموالا خيالية لأجل أن يبقي الشارع المصري مستنفرا غاضبا ليبقي اختراقه سهلا ممكنا...
مهمة مستحيلة أن تسيطر علي أوضاع مثل هذه ومهمة مستحيلة أن تترك الأمور تسير إلي حيث يريد من يدفعون لإسقاط مصر...
مهمة مستحيلة أن يكون هذا العنف يوميا وألا يسقط ضحايا...
مهمة مستحيلة أن يتحمل الجيش كل أنواع الاستفزازات حتي لا يستدرج في مواجهة مباشرة تأخذ مصر إلي حرب أهلية...
مهمة مستحيلة تحملها الجيش وحده والله أعلم بما كان سيحدث وسط حالة الفوضي والعنف التي ضربت البلاد وحالة الخلاف والكراهية التي سادت كل الأطراف وطالت الشباب...
الشباب الذي توحد18 يوما وجد نفسه ممزقا مختلفا بعد أن تضاربت المصالح السياسية وهذه مليونية لتيار وهذه مليونة لائتلاف...
رحمة الله علي الأرواح التي ذهبت إلي بارئها ونحتسبها عند الله شهداء...
رحمة الله نسألها لنا نحن الأحياء لأجل أن نلتقي ونتفق ونتوحد علي هدف واحد هو إنقاذ الوطن من نار فتنة أظنها تطل برأسها علينا جميعا...
كلنا شركاء فيما وقع من أحداث وكلنا مسئول أمام الله في الحفاظ علي مصر في هذا الوقت العصيب...
الحفاظ علي مصر.. مرهون بحماية جيش مصر من الانهيار وحماية شباب مصر الذي قسمته السياسة من الاستدراج للعنف والقتال...
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.