«فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 16 مايو 2024 بعد آخر انخفاض    وزير النقل: نستهلك 200 ألف طن قضبان سنويا.. وسننتقل من الاستيراد الكامل لتغطية الاستهلاك والتصدير    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    المغرب والعراق يبحثان العلاقات الثنائية وسبل النهوض بها فى شتى المجالات    البيت الأبيض: نسعى لإخراج الأطباء الأمريكيين من غزة    عاجل.. غارة إسرائيلية عنيفة على رفح الفلسطينية    العربي جابر: الترجي فريق قوي وأصبح له شكل    ضياء السيد: الأهلي سيواجه الزمالك في السوبر الإفريقي والمباراة ستقام على ستاد مصر    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    «البحوث الفلكية» يعلن عن حدوث ظاهرة تُرى في مصر 2024    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    تأجيل أولى جلسات مُحاكمة المتهمين في حريق ستديو الأهرام ل 26 يونيو    حريق هائل يلتهم صيدلية في مدينة طلخا بالدقهلية    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    أحذر تناول البطيخ بسبب تلك العلامة تسبب الوفاة    «الخامس عشر».. يوفنتوس يحرز لقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا (فيديو)    باريس سان جيرمان يهزم نيس بهدفين في الدوري الفرنسي    العربي جابر: «الأهلي لا يدافع أمام الترجي في رداس»    مواعيد أهم مباريات اليوم الخميس 16- 5- 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    «الشباب والرياضة» تُعلن حصول «بوما العالمية» على رعاية ملابس البعثة المصرية في دورة الألعاب البارالمبية مجانًا    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الخميس 16 مايو 2024    وزير النقل يكشف مفاجأة بشأن القطار الكهربائي السريع    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا لعائلة "عسلية" في جباليا شمال قطاع غزة    تعرف على رسوم تجديد الإقامة في السعودية 2024    بداية الموجه الحارة .. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الخميس 16 مايو 2024    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    مشهد مسرب من الحلقات الجديدة لمسلسل البيت بيتي 2 (فيديو)    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    وزير النقل يشرح تفاصيل تعويض الأهالي بعد نزع ملكيتهم في مسار القطار الكهربائي    مانشستر يونايتد يفوز على نيوكاسل بثلاثية في الدوري الإنجليزي    ننشر فعاليات الاجتماع التشاوري بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال    لماذا التاكسي الكهربائي بالعاصمة؟.. 10 مميزات جديدة اعرفها    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    عصام صاصا التريند الثالث على اليوتيوب    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    كريم عفيفي يتعاقد على بطولة مسلسل جديد بعنوان على الكنبة    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    تعرف على أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الخميس 16 مايو 2024    انطلاق معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للأئمة والواعظات    كامل الوزير: تكلفة طرق "حياة كريمة" 13.5 مليار جنيه.. فيديو    مرتكب الحادث رجل سبعيني.. تحليل لمحاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    نصائح مهمة يجب اتباعها للتخلص من السوائل المحتبسة بالجسم    هنية للأسرى الفلسطينيين: إن مع العسر يسرا وطوفان الأقصى سيحقق لكم الحرية    بسبب نصف مليون جنيه.. سمية الخشاب تتهم منتج سينمائي في محضر رسمي بقسم الهرم    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
التركيز علي الصدام هدفه سقوط ضحايا لأجل خلق الكراهية للجيش‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 12 - 2011

‏ والله نحن في قلب الفتنة‏.‏ العقول غابت والأهواء حلت والحلم تواري والغضب سيطر ورغبات الشر الكامنة في النفوس تحررت وانطلقت‏..‏ وانطلاقها وطلاقتها عنوان يقول إن الفتنة اكتملت والنيران اشتعلت والبصيرة انسدت والآذان انغلقت‏...‏ عندما تتخلص رغبات الشر داخلنا من سيطرتنا عليها بالعقل والفكر والقيمة والمبدأ والولاء والانتماء والوطن والمجتمع.. عندما تتحطم هذه القيود ويتحرر الشر الكامن في نفوسنا فالأمر يتغير جذريا ولا أحد منا في حاجة لمن يخطط له من الخارج ولا حتي في حاجة إلي تمويل لكي يختلق المشكلات ويسعي للصدام لأجل أن يدمر ويحرق...
عندما يخرج الشر الكامن في نفوسنا ويحلق فوق رءوسنا هنا تكون الفتنة اكتملت...
اكتملت.. لأن الكراهية بيننا وصلت مداها وشهوة الانتقام سيطرت علينا ودفعتنا لتدمير الوطن بحرق كل ما هو رمز فيه...
باكتمال الفتنة يكون الدمار هو القرار وخراب الوطن هو الهدف...
باكتمال الفتنة.. الخير يتم تقزيمه ويكمن والشر يكبر وينمو ويتضخم وينطلق..
الإصرار علي بقاء الشارع في الحالة القصوي من التوتر.. فتنة!.
تحريض الصغار والأحداث علي أعمال التخريب والتدمير.. فتنة!.
الدفع بالفتيات إلي قلب معارك الطوب والمولوتوف والحريق والدمار توريط للأمن واستدراج محسوب ومنتظم لإيقاعه في الخطأ والعنف كما حدث في الواقعة الأخيرة.. وهذه فتنة.
كل هذه الفتن حدثت علي غفلة وجاءت بالمصادفة أم أنها نتاج تخطيط وتدبير؟
للإجابة عن هذا التساؤل عندي مجموعة من النقاط المنفصلة وربما يكون طرحها معا يضع النقاط علي بعض الحروف في الحدوتة التي نعيشها ولا نعرف ماذا سيحدث فيها بعد لحظة واحدة...
1 الحملة الشرسة ضد جيش مصر أراها تكرارا للحملة الرهيبة التي تمت ضد الشرطة!.
الإصرار علي كراهية الشعب للجيش هو نفس الإصرار علي كراهية الشعب للشرطة!.
الاستماتة علي استدراج الجيش لأي مصادمات لأجل سقوط قتلي ووقوع جرحي.. وكل عائلة فقدت ابنا أصبحت ركيزة كراهية ومصدر كراهية وكلما زادت الصدامات وهناك إصرار علي زيادتها قبل أن يأتي يناير.. كلما تكررت الصدامات خرجت أرواح بالعشرات إلي بارئها وأصيب المئات وتعاظمت الكراهية ضد الجيش وهذا هو المطلوب تحقيقه..
لماذا الإصرار علي الصدام والعنف والدم والحرق والتخريب.. خاصة أنه لا يوجد مبرر واحد منطقي لمثل هذه الأعمال...
الإصرار علي العنف هو لأجل سقوط أرواح بريئة...
معظم وسائل الإعلام والفضائيات أولها علي ربط الموت بالجيش هو الهدف الأساسي...
الصدامات والعنف واختلاقها والإصرار عليها لأجل سقوط ضحايا وما إن يسقطوا يجيء دور أغلب الفضائيات بالتركيز التام علي ربط الموت والعنف بالجيش باعتبار ذلك الهدف الأساسي في القضية كلها!. عندما يستمع الإعلام لرأي ويفضل الآخر.. يحقق الهدف!. عندما يستضيف الإعلام شابا مصابا ليتكلم ولا يعطي نفس الفرصة لجندي ليتكلم.. فهذا يصنع الكراهية!. عندما تذهب الكاميرات إلي منزل عائلة فقدت ابنا لها ولم تذهب إلي منزل جندي مات.. فهذه صناعة كراهية!. عندما يركز الإعلام علي خطأ مرفوض وقوعه من الأمن ويغفل الإعلام الكلام عن الحرق والتدمير وإبادة التراث وكأنها أمور ثانوية.. فهذه فتنة لكراهية من قاموا بخطأ تم التركيز عليه وفتنة لمن يحرقون ويدمرون للاستمرار في الحرق طالما لا أحد يلومهم!
الإصرار علي تكرار الصدامات وتكرار الموت وتكرار الكراهية.. من شأنه في النهاية كراهية الشعب لجيش الشعب ولو حدث ذلك لا قدر الله.. ضاعت مصر!.
2 نقابة الصحفيين فصلت فصلا تاما بين العمل الصحفي والعمل الإعلاني ومنعت منعا باتا أي صحفي من العمل في الإعلانات وأجبرت الصحف علي حتمية الإشارة الواضحة لأي موضوع إعلاني تحريري حتي لا يتم خداع القارئ ويتصور أن الكلام الذي قرأه إعلام وهو في الواقع إعلان...
للأسف هذه القضية المهنية الخطيرة لا وجود لها في الفضائيات التي تتحكم فيها تماما الإعلانات!.
3 الذي يربط بين الأحداث التي جرت مؤخرا يري بسهولة ووضوح تزامن العنف وما تلاه من خراب في الأرواح والمنشآت.. تزامن ذلك مع نتائج الانتخابات!.
ما إن ظهرت ملامح المرحلة الأولي للانتخابات حتي تفجر العنف فيما عرفناه بأحداث شارع محمد محمود...
ما إن وضحت نتائج المرحلة الثانية فوجئنا بنيران شارع قصر العيني وشارع مجلس الوزراء!.
ما الذي سيحدث في الأيام التالية وهل المرحلة الثالثة للانتخابات ستكون القنبلة التي تنفجر في مصر كلها لا قدر الله لتكون حربا أهلية بين المصريين ويتحقق الهدف المنشود ويتمزق الوطن.
أنا شخصيا لا أستبعد هنا قيام حريق يلتهم قلب القاهرة كما حدث من قبل في26 يناير سنة1952...
لا أستبعد ذلك في ظل الكم الهائل من أنابيب البوتاجاز الموجودة حاليا في منطقة وسط القاهرة والتي تقوم الموتوسيكلات بنقلها من كل مكان إلي محيط ميدان التحرير.
لا أستبعد حرق مصر بحرق قلب قاهرة المعز والله وحده أنقذنا من كارثة مروعة كانت تهدف حرق مجمع التحرير قبل أربعة أيام لولا تدخل عدد من عقلاء الوطن وأوقفوا هذه المصيبة...
لا أستبعد أي دمار في ظل أموال تتدفق من الخارج بلا سقف وضمائر ماتت ليس لها وصف...
4 الحقائق.. حقائق ما يحدث ستظهر يوما لا محالة وسيعرف الشعب الوجوه القبيحة التي اختفت وراء أقنعة البطولة والنضال والشعارات والمزايدات.
القريبون من قلب الأحداث يعرفون الحقيقة ويعرفون الأسماء المتورطة في توريط شباب صغير وصبية كبار في مستنقع عنف يتحول بعد أول صدام إلي كراهية شخصية تجاه الأمن والجيش ليستمر الصدام وتستمر الفوضي ولماذا لا تستمر والمال والخوذات وأنابيب البوتاجاز وبنزين المولوتوف يتدفق والفضائيات تنقل علي الهواء وكأن هؤلاء الصبية يحررون القدس وليسوا يدمرون ويحرقون مصر...
5 الوطن فوق الجميع وفوق كل اعتبار ومصلحة الوطن لا يسبقها أو حتي يقترب منها أي مصالح لأي مخلوق علي ظهر الأرض وليس في مصر وحدها...
دون أن ندري والأسباب كثيرة ليس هذا وقت سردها.. اختلفنا وانقسمنا وكرهنا وخونا.. ونسينا الوطن ومصلحة الوطن والأمن القومي للوطن...
نسينا أن إسقاط النظام القائم من سنين طويلة بداية لابد أن تعقبها بدايات وخطوة تليها خطوات.. نسينا ووقفنا نراقب بريبة وشكوك بعضنا ومادامت الريبة والشكوك دخلت الصدور.. خرج التسامح والحب والتفاهم من العقول وبدأت الكراهية وظهرت الاتهامات التي وصلت إلي تخوين والمحصلة...
وقفنا مكاننا نتجادل وإذا غضب الله علي قوم أصابهم الجدل.. وقفنا لأننا نسينا أن إسقاط نظام يليه وفورا بناء نظام جديد...
نسينا حتمية العودة للعمل وبأكبر جهد لتعويض ما فاتنا وللنهوض باقتصاد يتدمر بفعل فاعل من زمن وأجهزنا عليه بالمظاهرات الفئوية التي أغلقت قرابة الثلاثة آلاف وحدة إنتاجية في مصر.. وهذا أمر يمس مصالح الوطن...
الخلافات السياسية والفئوية والطائفية وأيضا الكروية أخذتنا إلي صراعات مصالح أنستنا مصلحة الوطن العليا والتي هي هدفنا وغايتنا ومحور اجتماعنا وتجمعنا وتوحدنا وإن لا قدر الله تمزقت وسقطت.. نأكل بعضنا بعضا في حروب أهلية لأن المصلحة العليا ضاعت ومكانها حلت مصالح حزبية وسياسية وطائفية ومهنية وأي حاجة وكل حاجة.. وهذا يضرب أمن الوطن القومي في مقتل...
الاحتجاجات الأسبوعية قضت دون أن ندري علي أحد أهم مصادر الدخل القومي وأقصد السياحة التي توقفت وأوقفت حال عشرات المهن وأظنها80 مهنة تعمل علي السياحة وبحسبة بسيطة نجد أن ملايين المصريين توقف دخلهم وما كان يدخل للدولة من عملة صعبة توقف وما كان ملايين المصريين يعيشون منه انقطع.. وهذه كارثة لأن المجتمع اختلت موازينه اقتصاديا وآثار هذا الخلل ستظهر تباعا اجتماعيا ونفسيا وصحيا وأمنيا...
الأمن غائب بمؤامرة تم تخطيطها بعناية فائقة جعلتنا نعيش في وطن بلا أمن.. وأصبح الجيش مسئولا عن توفير هذا الأمن وهي مسئولية تختلف جذريا عن مهامه...
الجيش بات مسئولا إلي أن ينهض ويتخلص الأمن من الآثار المدمرة لحملة الكراهية الهائلة التي طالته...
انشغل الجيش بتأمين الشأن الداخلي وعينه وعقله علي حدود مصر الشرقية والجنوبية والغربية التي تحولت جميعا في يوم وليلة إلي أخطر مصادر تهريب السلاح والمخدرات...
السلاح ليكون في كل يد لأجل يوم ينتظرونه ونسأل الله ألا يأتي ولا يكون.. لأنهم ينتظرون بفارغ الصبر الفتنة والقتال بين المصريين لذلك وجب تهريب السلاح الذي يسلح جيشا لما فيه من رشاشات ومدافع وأسلحة مضادة للدبابات وأخري للطيران!. صواريخ مضادة للطائرات يهربونها إلي مصر لتكون في الشارع والله أعلم لمن ستكون وأي استخدام سيكون لها.. هذا الأمر ليس في حاجة لتوضيح بأنه ينسف أمن الوطن القومي...
والمخدرات التي أغرقوا الشارع بها والكارثة أنها أخطر وأسوأ أنواع المخدرات التخليقية التي تدمر بصورة مباشرة خلايا المخ...
يهربون المخدرات.. سواء جاهزة للاستخدام.. أقراص وبودرة وحقن أو مواد خام للتصنيع في مصر والمكاسب هائلة واحتياجات السوق رهيبة طالما هناك ضمائر ماتت تدمر في شباب مصر وكلمة تدمير هي أقل وصف, فإدمان الأقراص والحقن والبودرة صعب جدا الخروج منه ليعيش الشاب المدمن أيامه أسيرا لقرص مخدر وأجيرا لمن يوفر له وعلي استعداد لتنفيذ أي شيء وكل شيء للحصول عليه.. فأي أمن قومي لوطن المخدرات تجتاح شبابه...
6 عندما يغيب الأمن كجهاز من منظومة أي دولة لا تكون هناك دولة.. والأمن تعرض من قبل الثورة إلي عملية اغتيال منظمة هدفها القضاء عليه معنويا وهذا الاغتيال بدأ منذ بدأت حملة خالد سعيد التي استغلت واقعة انتهت إلي موت شاب وحولتها بأسلوب علمي ومنهجي إلي حملة كراهية شعبية تتصاعد وتكبر وتنمو ساعة بعد الأخري ويوما بعد يوم إلي أن أصبح هناك سور عازل من الكراهية الشعبية للأمن المصري كله وليس من أخطأ أو يخطئ فيه باعتبار كل مهنة فيها الصالح والطالح إلا أن الحملة استهدفت الأمن كله...
وبعد الثورة بأيام اكتملت المأساة الأمنية بإسقاط أمن الدولة واحتلال مقارها وحرقها وهذه خطيئة ستعاني مصر منها كثيرا مثلما إيران عانت ومازالت نتيجة تفكيك جهاز الأمن الداخلي لها في أعقاب الثورة الإيرانية...
وارد وطبيعي وموجود داخل كل جهاز أمن في كل دولة.. وارد أن تحدث أخطاء من فرد وأفراد وهذا حدث في نظام عبدالناصر ونظام السادات ونظام مبارك وليس معني انحراف فرد أو أفراد أن نلغي ونحرق أمن الدولة إنما نحاسب ونحاكم!. لو أن سقوط طائرة بركابها قابلناه بإلغاء السفر بالطائرات لبقي العالم علي بعد100 سنة علي الأقل من الآن في حالة تأخير عمرها قرنا علي الأقل...
والذي حدث لجهاز الأمن الداخلي وإحراقه وإعلان قائمة سوداء فيها علي ما أتذكر500 اسم ضابط أمن دولة.. هذا الدمار وذلك التفكيك فتح البلد علي مصراعيها وبعض الدول العربية وإن شئنا الدقة الدولة الصغيرة المعقدة من صغرها والكارهة لنا لأننا دولة كبيرة عريقة ذات حضارة وصاحبة تراث وعندها شعب يسد عين الشمس...
الدولة الصغيرة أخذت راحتها واشترت بأموالها التي لا تحصي نفوسا ضعيفة هنا في مجالات متعددة وأماكن مختلفة وأغلبهم يقف وراء كل المصائب التي تحدث وحالة الفوضي القائمة والفوضي قائمة مادام في الشارع صبية كبار وشباب صغير لا عمل لهم إلا قذف الطوب وحرق كل ما تأتي التعليمات بحرقه والتعليمات تنفذ والحرق مستمر والدمار لا يتوقف طالما الفلوس جاهزة واليوميات يتم قبضها في موعدها وأدوات الحرق متوفرة وخوذات الأمان موجودة...
حلقة الوصل بين أجهزة الدول التي تلعب في الشارع المصري ومن يدمرون ويحرقون.. هذه الحلقة من نفوس ضعيفة تعمل علي راحتها لأن أمن الدولة تم تفكيكه ومن يبيعون وطنهم مسجل لديهم وسهل عليهم بخبرتهم أن يأتوا به قبل اكتمال يومه!.
وللعلم بالشيء.. أمريكا لها بعثة دبلوماسية في مصر يصل عددها في بعض الأحيان إلي بضعة آلاف.. وهؤلاء طبعا ليسوا دبلوماسيين إنما أجهزة مخابراتية أمريكية ولنا أن نتخيل حجم الاختراق الذي يحدثونه وحجم الكوارث التي تحل علينا من وجودهم وحجم علاقاتهم داخل المجتمع في غياب جهاز الأمن الداخلي...
وأذكر هنا أن هذا الوضع المهين للسيادة المصرية أظنه سيكون أول مهام الرئيس القادم والحكومة الجديدة وعلي الرئيس وعلي الحكومة أن يستعدوا للضغوط الأمريكية الهائلة المنتظرة والقائمة...
الرئيس القادم والحكومة القادمة بإمكانهم تنفيذ الإرادة المصرية إن وقف الشعب وراء حكومته والوقوف ليس بالهتافات والدم والروح إنما بالعمل والإنتاج والنظام والالتزام وقبل كل هذه الأمور بالحب والتسامح والتراحم وكل ما هو جميل يجمعنا...
نريد أن نعمل وننتج ونجعل إنتاجنا يفوق وارداتنا ونحقق الفائض الذي يغنينا عن المعونة الأمريكية التي قرفونا بها...
مصر قبل شهرين تقريبا اتخذت قرارا لم يعجب الأمريكان.. فانقلبت الدنيا وأوقفوا سفر بعثات تدريبية عسكرية بل وتعمدوا تعطيل تأشيرة لعضو في المجلس العسكري تقرر سفره في مهمة تتعلق بالأموال المهربة من مصر وبالأموال المتدفقة علي مصر.. وبالطبع علت الأصوات في الكونجرس بقطع المعونة عن مصر!. المعونة التي أصبحت سيفا علي رقابنا.. إما أن نوافق أو يمنعوا ال2 مليار دولار.. وهذا السيف بإمكاننا تحطيمه وليس فقط إبعاده.. بالعمل والإنتاج والعودة إلي مصريتنا والتفافنا علي هدف وتوحدنا لأجل الوطن.. أليس هذا أمنا قوميا للوطن...
7 الحريق الذي دمر أحد أهم معاقل التراث المصري وأقصد المجمع العلمي.. مصادفة هو أم عمل تخريبي مقصود ومتعمد لإبادة تراث لا تملكه إلا دولة عريقة...
المحاولات الثلاث المتتالية لحرق المتحف المصري وأظنه أعظم متحف أثري في العالم.. هذه المحاولات المستميتة مصادفة هي أم عمل يراد به عن إصرار وعمد القضاء علي أعظم آثار في العالم؟.
المجمع العلمي بما يملكه من تراث إنساني هو شاهد إثبات علي عراقة مصر.. والعراقة والحضارة والجذور التي تضرب في أعماق التاريخ.. كلها أمور يستحيل شراؤها أو تجنيسها...
العراقة والحضارة والتاريخ الأساس الذي تقوم عليه الدولة الكبيرة الحاكمة المؤثرة الجامعة للدول الصغيرة حولها...
في اعتقادي الذي يصل إلي درجة اليقين أن ما حدث للمجمع العلمي وما يريدون أن يحدث للمتحف المصري.. جزء من مخطط تقف وراءه دولة صغيرة عقدتها مصر بشعبها وحجمها وتراثها وحضارتها.. وينقلع لها عين وتصبح مثل مصر ولأنها لو جلست العمر كله فإن هذا لن يحدث لأن تاريخها كدولة أحدث من عمر أي مسمط في الحسين.. وعليه!
الدولة الصغيرة التي عرفت وتأكدت أن الفلوس والتجنيس وشراء النفوس الضعيفة وحياكة المؤامرات وكل عمل خسيس لها.. عرفت أنه ولا عمل من هذا يجعلها كبيرة.. ولذلك!.
قررت تغيير المنهج والتركيز علي تدمير مصر الكبيرة ظنا منها أن حرق مجمع علمي يلغي تاريخ مصر واعتقادا لديها بأن إضعاف مصر بإثارة الفتنة بين أبنائها يمكن يوما أن يجعلها دولة صغيرة.
أليست هذه العقدة النفسية لدولة عربية تؤثر علي أمن الوطن القومي...
8 النقاط السبع السابقة اجتهاد لأجل توضيح ملامح صورة ما يحدث علي الأرض في الشارع المصري الذي تلاقت فيه وعليه كل الخلافات السياسية أحزابا كانت أو جماعات أو شباب الثورة علي ضوء نتائج جولتي الانتخابات.. تلاقت خلافات الأخوة الأعداء مع الأهداف المختلفة لدول الجوار مع تدخلات وأموال أمريكا وأوروبا...
كل هذه الخلافات والتدخلات والأهداف تلاقت في الشارع وأحدثت في الشارع فوضي لا أحد إلا الله يعلم متي تنتهي وكيف تنتهي لأنه كلما انطفأت نار في مكان أشعل الآخرون نارا في مكان آخر حيث الملعب فيه ما يكفيه من اللاعبين...
أنا مع الدعوة التي وجهها د.زويل بوقف كل أشكال العنف مع الوقف الفوري لكل الاعتصامات والتظاهرات وخروج الشباب من الشارع لتمكين الأمن من التعامل مع البلطجية...
أنا مع الهدنة التي نادي بها د.زويل بالخروج من الشارع فترة.. لعلها تكون نافعة لمراجعة النفس...
ولعلنا نتذكر خلالها أننا جميعا مصريون.
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.