اندلعت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين تنظيم داعش الإرهابى والمعارضة السورية المسلحة فى بلدة مارع الخاضعة لسيطرة المعارضة بشمال شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وقطع آخر طرق الإمداد إلى البلدة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصادر بالمعارضة السورية ، أن عناصر داعش هاجمت البلدة من الشمال والشرق، مستخدمة دبابات وسياراتين ملغمتين، حيث استهدفت معاقل تسيطر عليها فصائل المعارضة وتمكنت من قطع طريق الإمداد الوحيد بين مارع وأعزاز التى تقع على بعد 20 كيلومترا من الحدود التركية. وأوضحت المصادر أن الهجوم المباغت الذى شنه التنظيم يوم الجمعة الماضية وتمكن بموجبه من عزل مارع عن بلدة «إعزاز» الخاضعة أيضا للمعارضة يمثل أكبر مكسب للتنظيم فى حلب خلال عامين، مشيرة إلى مقتل ما لايقل عن 29 مدنيا و 61 مقاتلا من فصائل المعارضة السورية، كما أصيب العشرات. وأكدت مصادر المعارضة استمرار الاشتباكات بين داعش وفصائلها فى ريفى تل أبيض وعين عيسى شمال الرقة وريفها الشمالى الغربى لليوم الخامس على التوالي. وفى الوقت الذى تثار فيه مخاوف من وجود عشرات الآلاف عالقين بين الحدود التركية ومناطق تجرى فيها المعارك وحصار نحو 1500 من السكان العالقين فى مرعا، أعربت المفوضية العليا لشئون اللاجئين فى جنيف فى بيان أمس عن قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح موجودين قرب مدينة أعزاز، أبرز معاقل فصائل المعارضة فى محافظة حلب. وأفادت المفوضية بأن المدنيين الفارين عالقون فى مرمى النيران المتبادلة ويواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والمياه والسلامة. وأوضحت مفوضية اللاجئين أنها حذرت السلطات التركية من تطورات الأوضاع فى شمال سوريا، داعية إلى حماية الحقوق الأساسية والسلامة الجسدية لهؤلاء النازحين. يذكر أنه منذ عدة أشهر، يتواجد عشرات الالاف من النازحين فى منطقة أعزاز الحدودية، بينما تغلق تركيا حدودها حتى الآن أمامهم رغم مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية، مما أدى إلى تجمع هؤلاء فى مخيمات عشوائية وسط ظروف معيشية صعبة. فى غضون ذلك، تمكن أكثر من ستة آلاف مدنى من الهرب من ريف حلب الشمالي، غالبيتهم من مدينة مارع، بعد سماح القوات السورية لهم بالمرور فى مناطق تحت سيطرتها. وقال مصدر بالمعارضة السورية ، إن أكثر من ستة آلاف مدنى غالبيتهم من النساء والأطفال تمكنوا من الفرار فى اليومين الماضيين من مناطق فى ريف حلب الشمالى التى سيطر عليها تنظيم داعش. وأضاف أن النازحين وصلوا مساء أمس الأول إلى مناطق فى ريفى حلب الغربى والشمالى الغربى تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بعد أن سمحت لهم بالمرور من مارع إلى منطقة الشيخ عيسى باتجاه تل رفعت وعفرين. وفى السياق نفسه، أفاد مصدر عسكرى سورى بأن الطيران السورى دمر أمس عشرات الآليات لتنظيم داعش خلال طلعاته الجوية على تجمعاته فى ريف حمص الشرقي. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المصدر أن الطيران السورى نفذ غارات على أوكار وتحركات لتنظيم داعش فى بلدة السخنة وشرقها وقرى الطيبة وعنق الهوى وأبو الحواديد بالريف الشرقي، مشيرا إلى أن الغارات أسفرت عن تكبد التنظيم خسائر فى صفوفها عتادها، وتدمير عدد كبير من الآليات المحملة بالأسلحة وأخرى مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة. وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية فى بيانها اليومى الصادر عن مركز تنسيق الهدنة الكائن فى قاعدة «حميميم» رصده انتهاكين لوقف إطلاق النار فى سوريا خلال الساعات ال24 الأخيرة. وذكرت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية نقلا عن بيان وزارة الدفاع أن الهدنة قائمة بشكل عام فى معظم المحافظات السورية، باستثناء حالتين فى ريف دمشق، عندما قصف مسلحو»جيش الإسلام»بمدافع الهاون بلدة مرج السلطان بالغوطة الشرقية، ومواقع تابعة للجيش السورى على مشارف حرستا.