كشفت دراسة حديثة للمجلس القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أن45% من النساء في مصر ينزعجن من لقب مدام, وأشارت الدراسة التي تم اجراؤها علي3000 سيدة متزوجة أن النساء اللاتي يتم مناداتهن في الشارع أو أماكن العمل أو داخل المحلات التجارية بكلمة مدام يشعرن باستياء شديد لأن ذلك يعني أن عوامل السن الناتجة عن تحمل مصاعب الحياة ظاهرة عليهن بشكل واضح. وتقول ناريمان خليل الباحثة بالمركز إن أعدادا كبيرة من النساء يجدن أن لقب آنسة أفضل لأنه يشعرهن بأنهن مازلن شابات ونابضات بالحيوية ولا تظهر عليهن علامات التقدم في السن. كما أشارت الدراسة إلي أن مع تزايد دخول المرأة في سوق العمل أصبح هناك نوع من الحساسية تجاه مخاطبتها حسب موقعها في العمل, وهو مالا يتوقف فقط علي الوظيفة بل داخل وسائل المواصلات مثلا أو في النادي أو في السوبر ماركت والسينما, ومع تأخر سن الزواج نظرا لأسباب اقتصادية أو ظروف اجتماعية تزايد في العقدين الأخرين نسبة تفضيل المرأة أن تنادي باللقب الذي يحدد وضعها الاجتماعي, وهو مدموزيل أو آنسة, أما إذا كانت الفتاة العزباء تعمل في شركة سياحية أو أجنبية فإنها تسارع بشكل مهذب أحيانا بأخذ شكل التصحيح بين المتحدث والمخاطبة وتقول: أنا مش مدام أنا آنسة وتكون في شكل رسالة عتاب رقيقة وتكون الرسالة في نهايتها دائما باللوم والعتاب بحيث يتعين علي المخطيء ألا يكرره أبدا. كما تطرقت الدراسة للألقاب التي كانت تفضل النساء استخدامها وذلك قبل الثورة والعقود القليلة السابقة عليها, وذكرت الدراسة أن النساء كن يفضلن لقب هانم والهانم الكبيرة هي الزوجة أو الأم أو الجدة, أما الفتاة فتلقب بالهانم الصغيرة, وظل هذا الإطار الطبقي ساريا لفترة طويلة, ومازال يعمل به حتي الآن, ولكن في أوساط محدودة جدا. ومن ثم يتعين عند المتعامل مع المرأة مراعاة أشياء معينة بحيث يفضل منادتهابلقب أستاذة تجنبا لأي مشاكل مع مراعاة أنه لكل مقام مقال فإذا كنت تخاطب سيدة في النادي فيمكن ندائها بلقب هانم, أما إذا كنت في أحد الأحياء الشعبية وتتعامل مع بائعة فلا يمكن مناداتها بهذا اللقب علي الإطلاق! ويعلق علي هذه الدراسة الدكتور عبد الرحمن الصوفي استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان موضحا أن المرأة دائما تفضل في محيط الاسرة والمجتمع أن تبدو صغيرة, ولذلك تفضل الكثير من السيدات المتزوجات تقديم أنفسهن علي إنهن آنسات في أعمار أصغر, وتشعر المرأة في كثير من الأحيان بالتعاسة خاصة إذا كانت قد اقتربت من سن اليأس, فهي تحاول بكل طاقاتها ان تظهر للمحيطين بها أنها مازالت صغيرة. ويضيف د. عبد الرحمن الصوفي: شيئا بديعا يحدث في الزواج المستقر وفي علاقات الحب الطويلة إذ تكون المرأة دائما صغيرة وجذابة ولا يبدو عليها علامات تقدم العمر إطلاقا, كما أن الألقاب لا تجعلها تشعر بأي نوع من الحساسية. أما الدكتور عبد الله يسري أستاذ علم النفس فيقول: تفضل المرأة في معظم المجالات أن تنادي باللقب الذي يناسبها وقد يتعرض المتعامل مع هؤلاء السيدات في تلك الأماكن لموقف محرج فعلا إذا كانت الفتاة قد تجاوزت ال35 مثلا, ويبدو من هيئتها أنها مدام ولكنها ليست كذلك, في هذه الحالة قد يصل الحد إلي تعطيل المصالح أو التلاسن, ويرجع ذلك إلي شعور لا إرادي بالعداء تجاه هذا الشخص الذي يكون في الغالب القشة التي قصمت ظهر البعير لتفريغ كبت الحالة التي تعانيها, فيكون عليه ان يدفع فاتورة الظروف الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تعاني منها هذه المرأة, كما أنها تكون أيضا رسالة تحذير غير مباشرة لزميلات المكتب في حالة إذا ما حاولت إحداهن العبث معها في هذا الأمر.