خارج المشهد السياسي والمناظرات الانتخابية, وعلي خلفية الحكم الصادر بتأييد الحكم السابق بحبس الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان وغيرها من التهم, انتفضت بعض أقلام النخبة الثقافية والفنية بدعوي الدفاع. عن الإبداع وحرية الفن في تسجيل ما يجري في المجتمع بدعوي الواقعية, وهي مدرسة المذهب الطبيعي الذي بدأ يهوي بالسينما المصرية الي الحضيض عندما يلتزم بنقل ما يجري في المجتمع من موبقات وسلوكيات جنسية فاحشة وبذاءات وسب وألفاظ سوقية وتدن في الحوارات, وهذا الالتزام يهبط هبوطا فاحشا بقيم المجتمع وأخلاقه ويخرب عقول شابه, وأيضا تعليم السوقة كيفية الضرب والقتل وإراقة الدماء واستعمال السكين والسيف والمطواه وهذه المدرسة هي ما أشار اليها الفنان عثمان محمد علي في مقال له بالأهرام منذ ثلاث سنوات, وهي شهادة من أهل الفن يحررها ضمير يقظ, يجب الانتباه اليها هذه الأيام بالذات, وأنا هنا لاأناقش قضية الفنان عادل إمام, تجنبا للجدل حولها, ولكنني أتناول إصرار البعض علي خدش الإبداع دون خجل ولا حياء, مثل المخرجة التي تحدثت أن يمنعها أحد من إخراج فيلم يتناول العلاقات المنحرفة بين المحارم!! حتي وان اقتضي الأمر تنفيذه خارج مصر وسوف يعرض بطريقة أو أخري داخل مصر, أو الذين رأوا في مشاهد الشذوذ في فيلم يعقوبيان أنه يدرس في مدرسة الإبداع ربما يكون كذلك في المجتمع الأمريكي الذي يدافع رئيسه أوباما عن موقفه المؤيد لزواج المثليين, واعتباره امتدادا منطقيا لرؤيته بنص تصريحه. نحن الآن في مفترق طرق صعبة, والكلمة الراشدة والرأي الصواب وتجنب التحريض علي فكر المعاصي وأيضا التحريض علي استئصال التوتر والانفلات في الشارع المصري.. كل ذلك مطلوب بشدة, وأنوه في هذا الصدد أن فتوي إهدار دم البلطجي أمام اللجان الانتخابية الذي أطلقها أحد الدعاة, قد جانبها وجانبه الصواب, لأن تصنيف الناس ليس مكتوبا علي جباههم, الأمر الذي يتنافي مع أبسط حقوق الفرد في الأمان والحماية. وأعتقد أن الوقت السييء والاحتقان الذي يسود الشارع المصري سوف يدفعان فضيلة الداعية الي مراجعة التصريح وتصحيحه. أما الإبداع الذي ننشده فان مجالاته عديدة ومتنوعة وليست مقصورة علي الأدب والفن فقط, هناك إبداع لو التفت إليه الجميع, لصار نبراسا ومنهح عمل للمبدعين خاصة بعد ثورة25 يناير, كلنا يتذكر حرب1973 والنصر العظيم الذي تحقق والفكرة العبقرية التي ابتدعها المهندس المصري, والتي نجحت في إنشاء السد العالي باستخدام ماكينات الحفر بالماء, نجحت ايضا بامتياز فائق في هدم وتجريف خط بارليف الذي كان مانعا لكل أفكار العبور, إننا ننتظر الإبداع في كل مجالات الحياة في مصر, لننطلق الي ما نصبو اليه دون ايذاء للشعور والحياء الذي غاب عن أحد الاعلانات في مجال الملابس القطنية الداخلية, ويذاع علي جميع الفضائيات. محاسب عبد المنعم النمر جليم رمل الاسكندرية