في عالم السياسة والسلطة, هناك لعنتان تقوضان أركان أي نظام أو سلطة في أي زمان أو مكان, وهما لعنتا التوريث والتكويش.. فلعنة التوريث أودت بالرئيس السابق حسني مبارك إلي غياهب السجن. أما لعنة التكويش فقد أودت بمجد وتاريخ نابليون بونابرت الأول 1769م 1821م, فقد كان نابليون بونابرت الأول امبراطور فرنسا, وأحد أعظم القادة العسكريين في جميع العصور, عندما دوخ بفتوحاته القارة الأوروبية, لكن الآفة التي قضت عليه, هي لعنة توريث الحكم لاخوته, فقد عين اخاه الأكبر جوزيف بونابرت 1768 1844 م ملكا علي نابولي في الفترة ما بين 1806 و1808م ثم ملكا علي إسبانيا ما بين 1808 و1813, أما الأخ الثاني لنابليون فهو لوسيان بونابرت 1775 م 1840 م الذي ساعد اخاه نابليون في الاستيلاء علي السلطة, ثم عارضه عندما استشعر ان مطامع نابليون سوف تعرض الديمقراطية لخطر شديد. ثم جاء دور الأخ الثالث لنابليون وهو لويس بونابرت 1778م 1846م الذي عينه نابليون ملكا علي هولندا في الفترة بين 1806 وحتي 1810م, لكنه تخلي عن عرش هولندا عندما توجهت قوات اخيه نابليون للاستيلاء علي العاصمة الهولندية, وكان أصغر اخوة نابليون هو جيروم بونابرت 1784م 1860م الذي عينه نابليون ملكا علي وستفاليا في الفترة ما بين 1807 و1813م, ثم أصبح مارشالا عام 1850م ورئيسا لمجلس الشيوخ عام 1852م, ثم كانت نهاية نابليون بونابرت سنة 1812م عندما تنازل عن العرش قسرا ونفي الي جزيرة البا, ثم دفعته شهوة الحكم إلي محاولة استعادة العرش في معركة المائة يوم, لكنه هزم في موقعة واترلو عام 1815 م ونفاه الانجليز إلي جزيرة سانت هيلانة, حيث مات بها, ولذا فقد جاء في التلمود: سمي اللقلق في العبرية: حصيدة الودود, لأنه يحب أقرباءه, ومع ذلك فقد تم وضعه ضمن صنف الطيور الشريرة, لماذا؟ لأنه لا يمنح حبه إلا لأقربائه!! د.صلاح أحمد حسن أستاذ بطب أسيوط