منذ عام 1998، وحتى وقتنا الحالى، تستيقظ الأم كل صباح، وتذهب إلى مدرستها التى تعمل بها، تاركة طفلتها المصابة بضمور فى المخ مع والدها أو إحدى جاراتها، تؤدى عملها، ثم تعود مسرعة إلى المنزل، تجهز أبنتها لتذهب بها إلى مراكز الرعاية لمتابعة حالتها، مرت السنين، وكبرت الطفلة وأصبحت فتاة، وكبرت معها متطلباتها، كما كبرت الأم أيضا، وأصبحت لا تقوى على احتمال «دوامة» الحياة مثلما كانت تفعل وهى شابة صغيرة. تقول «الأم» رجاء محمد فوزى عبدالمنعم – مقيمة فى مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة - أبنتى خلود ولدت مصابة بإعاقة ذهنية، بسبب بضمور فى المخ نتيجة نقص الأكسجين، واكتشفت هذا بعد الولادة بحوالى 9 أشهر، وبدأت معها رحلة طويلة من العلاج وذلك بالتردد على العيادات الخارجية فى مختلف المستشفيات، ثم طلب منى الأطباء أن أقوم بعمل أشعة مقطعية على المخ، وأظهرت الأشعة أنها تعانى من ضمور فى المخ، ونصحونى بالذهاب بها إلى مركز البحوث فى القاهرة، وترددت عليه كثيراً لإتمام علاجها، ثم بعد ذلك ذهبت إلى جمعية صوت المعاق ذهنياً، وبدأت متابعة معهم لفترة طويلة أيضا، وبعد ذلك بدأت عمل جلسات علاج طبيعى وتخاطب ما بين محافظة طنطا ومحافظة الإسكندرية، وقد أرهقنى ذلك كثيرا بسبب كثرة السفر، وبعد انتهاء الجلسات جاءت مرحلة المتابعة مع أطباء المخ والأعصاب ولا زلت أتابع معهم حتى الآن. وتضيف الأم: فى الفترة الأخيرة بعد أن وصلت ابنتى إلى عمر 18 عاماً، وتقدم بى العمر أيضا، أصبحت غير منتظمة فى عمل الجلسات لها مما يشعرنى بتقصير شديد تجاهها، وخاصة أن هذه الجلسات هى التعويض الطبيعى للجسم عن المشى والحركة، لأن خلود لا تستطيع التحرك بمفردها، فهى تتحرك من خلال كرسى متحرك أو حمل على الأكتاف، وهذا التقصير يرجع إلى أننى أعمل مدرسة فى مدرسة الدلنجات الثانوية الفنية بنات، وأنا أذهب يومياً إلى عملى بانتظام، وهذا يؤثر على متابعة علاج ابنتي، ونظرا لأنها أصبحت كبيرة فى السن لا يستطيع والدها مرافقتها فى عملية العلاج الطبيعي، وهى لا تستطيع الاعتماد على نفسها فى الحركة، وتحتاج مساعدة بصفة مستمرة فى دخول الحمام والمأكل والمشرب، ولا أحد يستطيع تلبية هذه الحاجات غيرى أنا. وتختتم الأم حديثها قائلة: اطلب من وزير التربية والتعليم أن يمنحنى ثلاثة أيام عمل فقط أسبوعياً، لكى استطيع متابعة وإتمام علاج ابنتى فى الأيام الثلاثة الأخرى من الأسبوع، وحيث إننى أعمل مدرسة ملابس عملى، فان جدول «الحصص» الخاص بى يسمح بذلك لأنها حصص متصلة وليست منفصلة، ويمكن أن تقوم المدرسة بتجميع الحصص الخاصة بى فى الأيام الثلاثة التى سيتم تحديدها، وبذلك استطيع أداء عملى على أكمل وجه، وفى الوقت نفسه استطيع استكمال مراحل العلاج الطبيعى لابنتي.