التعداد السكاني بيجري ورانا.. مساعد الوزير : نسير بخطوات سريعة بملف الأبنية التعليمية    سمير فرج: معركة مصر للقضاء على الإرهاب في سيناء كانت بالتوازي مع التنمية    40 سنة.. أستاذ بحوث يكشف حقيقة نجاح زراعة البن لأول مرة بمصر    6 ساعات.. غدًا انقطاع المياه عن 3 مناطق ب دار السلام في سوهاج    مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للمحتجزين    وزير الخارجية الأمريكي يتوجه إلى السعودية لبحث جهود وقف إطلاق النار في غزة    نصف نهائي الكونفدرالية| عواد يتألق في تدريبات الزمالك استعدادا لمواجهة دريمز الغاني    كيف تم الكشف عن واقعة قتل «طفل شبرا» من واقع تحقيقات النيابة العامة؟    رموز «الحوار الوطني» يتحدثون عن المبادرة الأهم بتاريخ مصر الحديث    ياسمين عبد العزيز تكشف ظهورها ببرنامج «صاحبة السعادة» | صور    أبو حطب يتابع الأعمال الإنشائية بموقع مستشفى الشهداء الجديد    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    خبير ل الحياة اليوم: موقف مصر اليوم من القضية الفلسطينية أقوى من أى دولة    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    إزالة 5 محلات ورفع إشغالات ب 3 مدن في أسوان    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لغز عكاشة والعلاقات المصرية الإسرائيلية
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 03 - 2016

لغز النائب السابق توفيق عكاشة يتزامن مع مرور 38 عاما على إبرام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
فى الواقع كل من الحدثين يرتبط ظاهريا على الأقل بوجود عنصر الدهشة فى عالم السياسة.. ارتفع نجم توفيق عكاشة كالشهاب المارق من الإعلام إلى دخوله مجلس النواب، بل حتى طموحه أن يكون رئيسه، ثم فجأة يهوى هذا النجم المندفع بسرعة البرق، بل نكتشف الكثير من الفضائح، بما فيها تهمة تزوير درجة الدكتوراه لماذا لم يتم كشف وانكشاف هذه الفضائح قبل ذلك، وكيف يتم السماح لمواطن الترشح للمنصب التشريعى الرفيع دون التأكد من مصداقية الوثائق المقدمة، فى وقت «يدوخ» فيه المواطن من النظر فى وثائقه لتجديد رخصة سيارته أو الحصول على معاشه الشهري! بالتأكيد سنسمع الكثير عن عكاشة فى الأيام المقبلة، ولعل المعلومات تكون كاملة وصادقة عن هذا اللغز، بما فيها بالطبع مقابلته الغريبة مع السفير الإسرائيلي: سياقها، كيفية ترتيبها، وبالذات الموضوعات التى تم التطرق إليها.
المعاهدة المصرية الإسرائيلية بدأت أيضا بحدث مفاجيء: خطاب الرئيس السادات فى مجلس الشعب فى نوفمبر سنة 1977 حيث أطلق القنبلة: مستعد أن أذهب إلى آخر الدنيا بما فيها الكنيست الإسرائيلى لتحقيق السلام! كان ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بين الحضور، وأكد لى الكثيرون أنه قام بالتصفيق، لأنه اعتقد أن السادات لا يقصد ما أعلنه حرفيا، ولكنها محاولة منه لتضييق الخناق دبلوماسيا على إسرائيل، وفى حوار مع السفير الأمريكى حينئذ هيرمان أيلتس والذى كان وثيق الاتصال والتواصل مع السادات، أكد لى فى مقابلة فى بوسطن بالقرب من جامعة هارفارد، أنه هو نفسه لم يصدق حرفيا ما قاله السادات. كان معنا فى هذا الحوار فى سنة 1980 الدبلوماسى المخضرم تحسين بشير. بل ذهب أيلتس أبعد من ذلك وقال للسادات بالحرف الواحد: إذا كانت «زلة لسان» slip of the tongue، فانه مستعد فورا للاتصال بواشنطن وحتى بالرئيس جيمى كارتر لتدارك الأمر، ولكن السادات أكد له أنه يعنى حرفيا ما يقول، وهذا صحيح مائة فى المائة.
بل تتبعى لهذا الموضوع بالبحث والدراسة بعد ذلك أظهر لى بما لا يدع مجالا للشك أن إعلانا للاستعداد للزيارة بدا مدهشا، ولكنه فى الواقع كان محل تخطيط وبه محطات مهمة: التواصل مع تشاوسيسكو، الرئيس الرومانى السابق، وزيارة السادات لرومانيا فور انتهاء زيارة مناحيم بيجين لهذا البلد، التواصل أيضا مع شاه إيران الذى كانت علاقاته وثيقة بإسرائيل ويدير التنسيق المباشر بين السافاك جهاز المخابرات الإيرانى والموساد الإسرائيلي، ثم اللقاء السرى فى المغرب فى أغسطس سنة 1977 بين حسن التهامى نائب رئيس الوزراء السابق والقريب من السادات وموشى ديان، وزير الخارجية الإسرائيلي.
ذهب إذن السادات إلى إسرائيل فى نوفمبر سنة 1977، وكان هذا حدثا عالميا وإعلاميا بجميع المقاييس. فلم يحدث فى العالم العربى أو غيره أن يقوم رئيس دولة قانونيا فى حالة حرب بزيارة عاصمة خصمه اللدود وبالرغم من عنصر الدهشة هذه والصخب الإعلامى العالمي، لم يحصل السادات على ما يريد من جراء هذه الزيارة، وهناك الكثير مما يمكن القول فيه وتحليله، ولكن مساحة المقال الصحفى لا تسمح. المهم من أجل دفع الأمور إلى الأمام، قامت واشنطن بتنظيم المؤتمر الثلاثى بين مصر، إسرائيل والولايات المتحدة فى منتجع كامب ديفيد فى سبتمبر سنة 1978، والذى استمر لمدة 13 يوما كفيلم مثير لا نعرف مصير الشد والجذب بين السادات، مناحيم بيجين وجيمى كارتر، وعما إذا كان هذا المؤتمر سيكلل فعلا بالنجاح، ولكن أنهى هذا المؤتمر أعماله، وبالرغم من استقالة وزير خارجية مصر حينئذ محمد إبراهيم كامل، وهو وزير الخارجية الثانى الذى يستقيل احتجاجا على إدارة العلاقات المصرية مع إسرائيل، إلا أن مؤتمر كامب ديفيد نشر وثيقة اتفاقه، التى أصبحت أساس معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منذ 38 عاما هذا الشهر، والتى حققت جلاء القوات الإسرائيلية عن سيناء.
هاج العالم العربى ضد هذه المعاهدة، بل تم تعليق عضوية مصر مؤقتا فى الجامعة العربية وانتقلت الجامعة نفسها إلى تونس قبل أن تعود إلى القاهرة عقب اغتيال السادات ووصول مبارك للحكم. ولكن معظم الشعب المصرى لم يتصالح مع هذه المعاهدة، لأن وعد تسوية قضية الشعب الفلسطينى واقامة دولته على أرضه لم تتحقق، ووقف معظم هذا الشعب فى وجه التطبيع بأية صورة من الصور، بل إن حتى بطرس غالى نفسه أطلق على العلاقات المصرية الإسرائيلية عقب التوقيع على المعاهدة تسمية «السلام البارد» الذى استمر لسنوات.
الشواهد فى الحاضر تدل على أن العلاقات المصرية الإسرائيلية هى فى وضع مختلف، خاصة فيما يتعلق بتخفيف القيود التى وضعتها المعاهدة على حجم ونوعية القوات المصرية فى سيناء وحتى التبادل المعلوماتى حتى تتمكن القوات المصرية من مواجهة العناصر الإرهابية فى شبه الجزيرة.
لغز توفيق عكاشة وخاصة رد الفعل العنيف لمقابلته مع السفير الإسرائيلى تدل على أنه ما لم يتم تسوية قضية الشعب الفلسطينى فإن معظم جماهير الشعب المصرى لا تتصالح ولا تقبل التطبيع مع إسرائيل، معاهدة سلام أم لا. لماذا إذن قام عكاشة بهذه الخطوة التى أسرعت بتدميره؟
لمزيد من مقالات د.بهجت قرني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.