وقعت مشادات بين بعض الأطباء وأهالى المرضى فى العديد من المستشفيات، ولابد أن نتناول هذه الوقائع بقدر من الإنصاف، فلا تحامل على الأطباء الذين يقومون بهذه الرسالة الإنسانية، ولا تجاهل للحالة النفسية لأهل المرضي.. ولكن علينا معالجة الموضوع من جميع زواياه: أولا: ازدياد عدد السكان فى هذا الحيز الضيق من الوادى والدلتا وما نتج عنه من تدهور فى مستوى الصحة وزيادة عدد المرضى وتنوع الأمراض وما يمثل ذلك من عبء على المؤسسات العلاجية بوجه عام. ثانيا: هناك ارتفاع ملحوظ فى تكاليف العلاج بالمستشفيات الخاصة وقصور فى تقديم الخدمة المطلوبة بمراكز التأمين الصحي، مما يدفع المرضى إلى التماس العلاج فى المستشفيات العامة، برغم ما يتحملونه من نفقات أخرى فى شراء الأدوية من الخارج. ثالثا: انتشار الوحدات الصحية فى القرى والنجوع دون تخطيط وافتقارها إلى الإمكانات الضرورية لمواجهة الحالات الطارئة والطفيفة، وكان من الأفضل إقامة مستشفيات صغيرة محدودة بدلا منها لكل مجموعة قرى وتزويدها بالأجهزة والأدوية الأساسية للتخفيف من الاعتماد على المستشفيات المركزية. رابعا: تحديد عمل الطبيب بحيث لا يعمل فى أكثر من جهتين، فمثلا يعمل فى المستشفيات العامة، وعليه أن يختار عملا إضافيا، إما فى هيئة التأمين الصحى أو العمل فى العيادات الخاصة ليؤدى دوره بكفاءة. خامسا: أن تحتل الثقافة الصحية مساحة أكبر فى مناهج التعليم وأجهزة الإعلام وتأكيد على أن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن من حق المواطن الحصول على العلاج المناسب، وأن يكون الشعار الطب الاجتماعى قبل الطب الاقتصادى أو الاستثمارى. ماهر فرج بشاى الدويرى أسيوط