مابين الحين والحين الآخر تظهر علينا دعاوي التكفير تحت مسميات مختلفة في المجتمع مما يحدث بلبلة وتفريقا لوحدة الصف في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي ما يجمعنا علي كلمة سواء حتي نستطيع أن نعبر بالأمة من أزماتها المتوالية, ويحذر الدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية, من تكفير المسلمين والسير خلف هذه الأفكار التكفيرية الضالة التي يطعن بها من أسماهم بخوارج العصر في عقائد المسلمين, وأهاب بكل مسلم غيور علي دينه أن يحذر ويحذر من تكفير إخوانه المسلمين; فتكفير المسلم كقتله, وعلي أهل العلم أن يبينوا لهؤلاء الأغرار فساد معتقداتهم حتي يرجعوا إلي الحق الذي يرضي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم. وأشار مفتي الجمهورية إلي أن القاضي وحده هو الذي يملك حق وصف الإنسان بأنه كافر. وعبر التاريخ الإسلامي كانت هذه مهمة القاضي ويأتي لنفس الشخص المتهم فربما كان الشخص بريئا وقد تقول عليه أو أن له تأويلا صحيحا وكفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل مايسمع. وأوضح مفتي الجمهورية أن هؤلاء كفروا الناس دون أن يقرأو كتبهم أو يسمعوا لهم في الأساس ويتصيدون فقط العناوين من الصحف والكتب, وهناك نوع من أنواع تقديم الإثارة علي الاستنارة يقوم بها البعض, ونقول لهم: إن الدين الاسلامي يأبي هذا وعندما نقدم الإثارة فإننا لا نبني عقلا. من جانبه أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه يحرم علي اي انسان ان يرمي غيره بالكفر لأنه لايطلع علي القلوب إلاعلام الغيوب, وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما, إن كان كما قال وإلا رجعت عليه, و في حديث آخر عن ابي ذرضي الله عنه انه سمع الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: من دعا رجلا بالكفر أو قال: عدو الله, وليس كذلك إلا حار عليه متفق عليه وحار أي: رجع. وأشار إلي أن ظاهرة التكفير في المجتمع أشد خطرا علي الأمة والمسلمين لأنه لايجوز لأحد كائنا من كان أن يرمي غيره بالكفر لأن ذلك مخالف صراحة للأحاديث الصحيحة التي تنهي عن ذلك الفعل. وأوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأسامة بن زيد عندما قتل رجلاقال كلمة الايمان, أقتلته ياأسامة بعد أن قال كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله, فقال أسامة إن الرجل قد قالها خوفا من السيف ولم يقلها عن صدق وإيمان, فقال الرسول صلي الله عليه وسلم ألا شققت عن قلبه حتي تعلم إن كان قالها صادقا أم لا؟ وظل النبي صلي الله عليه وسلم يقول وماذا تفعل بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ حتي قال أسامة بن زيد وددت لو أنني لم اكن أسلمت قبل ذلك اليوم. وشدد الدكتور أحمد عمر هاشم علي أن من يقترف جريمة التكفير عليه أن يتوب ويرجع الي الله ويستغفره ويطلب منه العفو والمغفرة ويجدد إيمانه,ويعزم علي ألا يعود الي مثل هذا الذنب أبدا.
