(ايش حال مريضكم سليمنا مات) يأتي الموت على غفلة منا للسليم قبل المريض، للمستيقظ قبل النائم، للصغير قبل الكبير، للشاب احيانا قبل الكهل، للرياضي و غير الرياضي، يأتي فجأة بلا موعد ...برا أو بحرا أو جو لا يتأخر عن موعده، وحده سبحانه وتعالى من يعلم الميعاد والمكان، له فيها حكمة لا نعلمها ولا نفهمها في اختيار الأرواح وميعاد حصدها(لا تسألوا عن أشياء أن تبدوا لكم تسوئكم)هذا أب وله أطفال، وهذا شاب وحيد أبويه، وهذا كهل وهذا في عمله وهذه أمرأه لم تفرح بأولادها بعد ولم تحصد نتيجة تعبها وهذا وذاك لا نعلم من ترتيبات القدر شيئا ولا نفهمها ولا حتى نستطيع قراءتها و تحليلها. يموت من يموت وتأتي الدموع ومعها الحزن للأحياء، فالموت معاناه الأحياء وليس لمن رحل، الموت يعنى الفراق الأبدي، وما ادراكم مرارة الفراق، الموت يعني الفرحة الناقصة، والضحكة الباهتة، ليس هدفي أثارة أحزان أو أقلب ذكرى موجودة بين حنايا القلوب ولكن الواقع أننا لا نستطيع أن ننكر أن ألم الفراق والحزن على من مات من اشد الالم واصعبها على النفس . الموت عظة للاحياء لأسباب كتيره, فمنها سيرة من مات والتي تعرفها من دموع الحاضرين وحرقة قلب اهله واصحابه، ومن رحل بجسده قد يظل بيننا بروحة وسيرته العطرة، لما كان له من أخلاق راقيه, فهو الغائب الحاضر، وهنا تكمن العظة للأحياء لمراجعة تصرفاتهم والسؤال "يا ترى هيفتكروني ولا هينسوني زي فلان؟" الموت في اعتقادي علي الرغم من انه الحقيقة الوحيدة في حياتنا إلا انه اصعب شيء ممكن نتحمله، ولكن يأتى اسم الإنسان من النسيان يزعل شوية ويرجع كما ما كان. كثير من الفنانين والشخصيات العامة رحلوا العام الماضي ولم تؤثر وفاتهم على المستوى العام في أحد في حدود ذويهم فقط.. مات ممدوح عبد العليم فجأة (علي البدري ورفيع بيه ورامي خشوع)وكثير من الشخصيات التي أداها محفورة في ذهن جيل بأكمله، الغريب أن رحيله أثر في ناس كثير كأنه فرد من العيلة، و نزلت دموع ناس يمكن عمرهم ما قابلوه، كم الرثاء المؤلم من اصدقائه و دموعهم الصادقة علي صدمة رحيلة المفاجئ إن دل على شيء يدل أن حياة الأنسان لا تقاس بالسنين ولا بالعمر ولكن بالآثار التي يتركها من حسن خلقه و صدقه ومواقفه المحمودة ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي إذ قال(فأرفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني). مع مرور سنوات عمرك تشعر انه لم يعد هناك وقت و تعي انه لا مرض و لا غيره يمنع الموت وكل منا يسأل نفسه "انا بعمل ايه عشان الناس تفتكرني وتدعيلي؟ انا غيابي هيوجع مين؟" مات الكتير..منهم من نتذكره و من تأتي سيرته كأنه غائب من فترة قصيرة أو كأنه لم يغب, وفي من مات وراح وراحت سيرته كانه لم تطئ قدمة الارض اساسا. نصيحه اعملوا على تخليد صوركم بعد الموت، حسنوا من أخلاقكم مع بعض، وأ قضوا وقتا مع من تحبون يجعلهم دائما يتذكروكم بتصرفاتكم الحلوة وبحضنكم الدافي وبالحنية اللي في عنيكم لان الحنيه أهم من الحنان وأعمق ، لاأحد يعلم متى يأتي دوره ودور من يحبهم ،أتمنى أن يترك كلا منا ذكرى حلوة داخل كل شخص في حياته تجعله يدعيله ويتذكره، يارب أعطنا القدره على مساعدة من يحتاج، يارب نكون عند حسن ظنك وارزقنا حسن الخلق وسماحة النفس، والقناعه وقضاء حوائج الناس. الموت فرصه لننظر لأنفسنا ونحمد الله أنه أعطانا الوقت لنحسن من أنفسنا. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد