احترت كثيرا ماذا أكتب لكي اصف ما اريد و ما أشعر؟ماذا يعني أن يموت شخص يحزن عليه آلاف و هم لا يعرفونه عن قرب؟ ماذا يعني أن تدمع الاعين عليه؟ماذا يعني أن يرثوه اصدقائه رثاءا تنخلع له القلوب؟ إن لم نمت اليوم سنموت غدا و كلا منا تجرع مرارة الموت عن طريق فقد احد عزيز عليه,ليس هدفي أثارة احزان أو أن أقلب ذكرى موجودة في حنايا القلوب و لكننا لا نستطيع أن ننكر أن ألم الحزن على الميت يؤلم جدا. مات خالد صالح و حزن آلاف من البشر لم يعرفوه أو يقابلوه و دمعت اعين الكثر منهم و تدفق أصدقائه في حسره و الم للوعة فراقه,مات الكثير من النجوم و من لهم مشوار فني يفوق مشوار خالد صالح و لم يحزن عليهم هذا الكم بهذا الكيف,أنا شخصيا لم أقابله ألا مره واحدة و بالفعل كان يتمتع بخلق راقي في التعامل و كان هذا رأي الكثير من الزملاء الصحفيين. حياة الرجال لا تقاس بالسنين والأعمار بل بالنتائج والآثار، وكما لا تقاس الأعمال بكمها وحجمها كذلك لا تقاس أعمار الناس، بطولها، فقد يعمر الإنسان عمراً طويلاً، ولكن دون أن يترك أي أثر يذكر، وقد لا يطول عمره، ولكنه حافل بالإنجاز والعطاء ..فكم من مرة التقيت بمن يسأل على والدى ويترحم عليه رغم مرور اعوام على وفاته وهناك غيره من زملائه احياء ونسيهم الناس.وهذا خير ميراث تركه لى ..السيرة الطيبة. فمن الناس من له عمر تانى يحيا به بعد موته .. فيخلف من صالح الأعمال ما يضيف إلي عمره أعماراً تطول وتطول، ويجعله باقياً في دنيا الناس، فهو باق بين الناس بالذكر الحسن، وبالعلم النافع، وبالمواقف المحمودة، ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي إذ قال:" فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان". فالكَيس من جعل لنفسه عملا صالحا في حياته يستمر بعد مماته فكم من أناس مازالت حسناتهم كمن دعا دعوي كان سببا في هداية إنسان، أو عمل خيري كزرع شجرة له أجر كل من جلس تحت ظلها، أو أكل منها، أو وضع مبرد ماء (كولدير) في مكان عام، أو تبرع لمستشفي، أو ساهم في بناء مدرسة أو نشر العلم،وكم من أناس لا تتعدي ذكراهم أيام عزائهم، فمن يعش لنفسه ينته ذكره، ويندثر أثره بموته، ومن عاش للناس يبق ذكره بعد موته ما بقي الناس، وعلي قدر ما عاش وقدم لهم من اعمال خير و من خلق حسن في التعامل يعيش عمر تاني لا ينتهي بالوفاه. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد