أصبح الاعلام جزء لايتجزأ من منظومة المواطن الحياتية وهو مايشكل أدوارا ووظائف أساسية فى المجتمع منها تقديم صوت المواطن للمسئولين لمعاونته فى التغلب على أى أزمة تقابله وكذلك المساهمة فى كشف ومحاربة الفساد ضمن خطة منهجية تقوم بها أجهزة الدولة حاليا وبمناسبة اليوم العالمى لمكافحة الفساد كانت لنا لقاءات مع اعلاميين وخبراء فى حوار حول دور الاعلام فى هذه المرحلة المهمة فى كشف الفساد ومحاربته. فيقول الاعلامى والمحاور مفيد فوزى: أرى أن الاهمال هو جنين الفساد والمكون الحقيقى له وبالطبع من أهم أدوار الاعلام كشف الفساد بكل أشكاله فالفساد ليس فساد الذمة المالية ولكن الفساد الحقيقى قد يكون تجاوز ترقية أو التغاضى عن قضية أو الدخول فى أشياء لا صلة لها بالبلد الا للاستفادة أو التربح ودور الاعلام محدد والأساس هو تربية الضمير والتعليم الصحيح الممزوج بالدين فعلى سبيل المثال وفى حالتى فقد فتحت ابنتى عينيها على المصحف والكتاب المقدس معا فى بيتنا ومن هنا لا يأتى ذكرى أبدا أو عائلتى فيما يسمى بالفتنة وهى أكبر ألوان الفساد وفى وقت من الأوقات وقف الاعلام صامتا أمام أسبابها فتسبب فى عدم قبول الآخر وهو أيضا فساد معنوى بشكل ما. ويقول الاعلامى وائل الابراشى والذى يواصل من خلال برنامجه (العاشرة مساء) وقبله (الحقيقة) فتح ملفات وقضايا الفساد فى مجالات مختلفة: ان الاعلام الآن يعد من أهم الأجهزة الرقابية لمحاربة الفساد حيث أصبح متنفسا مهما للناس شريطة القدرة على الحصول على الوثائق والمستندات لأى قضية تتعلق بالفساد حيث يتوجه المواطن أو الشاكى فى غالبية الأحيان الى وسائل الاعلام بالاضافة الى أن الاعلام الحقيقى هو الذى يستطيع أن يكشف من خلال التحقيقات التليفزيونية قضايا الفساد بأشكالها المختلفة سواء اهدار المال العام أو الرشاوى أو الاهمال الذى ينطوى على الفساد ولايقل عنه سوء. وأضاف الابراشى: من خلال عملى أجد الكثير من القضايا التى قدمناها خلال حلقات البرنامج قد أخذتها الأجهزة الرقابية وحققت فيها.. والحقيقة أن بعض هذه الأجهزة يتعامل مع ما ينشر فى الاعلام بمثابة بلاغ وهناك القضايا التى استندنا فيها الى الوثائق والمستندات تلقفتها الأجهزة واهتمت بها ولذلك فعلى الاعلام أن يركز على هذه القضايا فى مساندة للمصلحة الوطنية كالتعليم والنقل والصحة وغيرها ولكن المهم هو التسلح بالمستندات والمعلومات الحقيقية. وقال: أرى أن الكفاءة المهنية تلعب دورا كبيرا فى الحصول على وثائق ومستندات القضايا وهو أمر ضرورى يتطلب الثقة من المواطن والأجهزة أيضا فى ما يتم بثه وهو مايفيد المجتمع حقيقة لأن الفاسد عندما يشعر بأن الاعلام يفضحه يكون ذلك رادعا فى كثير من الأحيان. وأكد الابراشى على دور الاعلام المهم فى كشف الفساد بشرط ألا يتحول لمنصة قضاء قائلا: ليست وظيفتى ولاوظيفة أى اعلامى أو وسيلة اعلامية أن تكون لها الرأى أو الحكم ولكن وظيفتنا فقط تسليط الضوء على جوانب الفساد وفضحة بالمستندات وهو ما يميز وسيلة عن أخرى. ومن جانبه أشار الاعلامى حمدى الكنيسى الى أن الاعلام يستطيع القيام بدور مهم وأكبر فى كشف ومقاومة الفساد بل هى احدى رسالات الاعلام التى تخدم الدولة والشعب والآن لديه فرصة كبيرة لمواجهته لأن الجميع يساند هذه الفكرة والدولة صادقة فى محاربة الفساد وبالتالى لابد للاعلام أن يكون كاشفا للحقائق ولايتردد فى تكثيف برامجه فى هذا الاتجاه ولكن لابد أن تتوافر للاعلام المعلومات حتى تساعده على ذلك والأهم هو صدور التشريعات الاعلامية الجديدة ونقابة للاعلامين حتى يستطيع الاعلام القيام بدوره فى محاربة الفساد. وهو ما أكدته استاذ الاعلام د.هويدا مصطفى قائلة: هناك توجه واضح وقوى من الدولة بكشف الفساد والقضاء عليه وهناك تفعيل لدور الأجهزة الرقابية ولابد للاعلام أن يشارك بقوة بدوره الرقابى فمراقبة البيئة من أهم وظائفه وكشف التجاوزات يكون بهدف تبصير الرأى العام والأجهزة والمسئولين والمهم أن يكون ذلك من خلال مستندات ووثائق وليس مجرد القاء للاتهامات فعندما يعمل الاعلام فى هذا الاتجاهات سيكون عونا للأجهزة المعنية فى اتخاذ قرارات المواجهة لأنه شريك فى هذا الدور وهى خطوة مهمة للاصلاح وجزء من آليات الديمقراطية للتخلص من تلك الظاهرة العالمية. ويؤكد استاذ الاعلام د. عادل صالح : ان الدور الرقابى من أهم أدوار الاعلام فاذا كنا جادين فى اقامة مجتمع ديمقراطى يتمتع بالعدل فلابد من اتاحة المعلومات أمام وسائل الاعلام حتى تستطيع القيام بدورها فبدون المعلومات لايستطيع الاعلام كشف الحقائق وتصبح معظم قضايانا محل شك وشائعات وعلى الدولة أن تدعم وتشجع الأجهزة الرقابية والاعلام لكشف الفساد. وتقول استاذ الاعلام د. يسرا حسن: نحتاج الى حملات اعلامية لمحاربة الفساد ولابد للدولة أن تتخذ عقوبات رادعة ولاتستهين بالأمر فأى استهانة تفقد الطموح لدى الشعب وعلينا ألا نخجل من قضايا الفساد وكشفها.